”كورونا” يُجبر العالم على رفع الراية البيضاء.. وخبراء أوبئة يكشفون سيناريوهات التعايش مع الفيروس


يتجه العالم تدريجيًا إلى مرحلة التعايش مع فيروس كورونا، بعد مرور أكثر من عامين على بدء الجائحة التي أربكت العالم بأسره وأثرت بشكل عميق على الأفراد والمجتمعات والبلدان؛ حيث بدأ العديد من الدول الأوروبية والعربية في الإلغاء التدريجي للإجراءات الاحترازية والوقائية للفيروس، ليصبح الشعار الثابت خلال الفترة القادمة هو احتواء الفيروس وكبحه بالتعايش، واعتباره مثل أدوار البرد.
العالم يرفع الراية البيضاء لفيروس كورونا
وجاء هذا القرار بعد أن وجدت العديد من الدول نفسها أمام طريق مسدود، كلفها ثمنا باهظا في المجالات الاقتصادية، خاصة بعد أن تسبب أوميكرون في أكبر موجة تفش للفيروس منذ بدء الجائحة، لذا قررت بعض الدول مثل بريطانيا وإسبانيا وبعض الولايات الأمريكية والسعودية والإمارات، رفع قيود كورونا، وحلت السعودية والإمارات على رأس قائمة الدول الأفضل في التعايش مع وباء كورونا، في تصنيف دوري أعدته وكالة "بلومبيرغ".
وتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا الـ400 مليون إصابة في العالم، فيما وصلت الوفيات جراء الفيروس إلى نحو 5.8 مليون وفاة، وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات بأكثر من 908 حالات وفاة، وبإصابات بلغت نحو 77 مليون إصابة، ويليها البرازيل والهند.
اقرأ أيضاً
مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة رجب.. وإعفاء حالات كورونا الإيجابية من رسوم تعديل الحجز
«الصحة» تطلق موقعا إلكترونيا لتسهيل خدمات مبادرة إنهاء قوائم الانتظار
محمد علي رزق يناشد جمهوره الدعاء للفنان أحمد حلاوة
مطار القاهرة ينظم اليوم 336 رحلة جوية لنقل أكثر من 38 ألف راكب
متحدث الصحة: إجمالى لقاحات كورونا للمواطنين تجاوزت الـ66 مليون جرعة
الصحة: الاستخدام غير المبرر للمضادات الحيوية يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون
الحكومة البريطانية تدرس إنهاء الإجراءات الاحترازية لكورونا بنهاية فبراير
طبيب يحذر من خطر بتر الأطراف بعد الإصابة بكورونا
الصحة العالمية: نشجع فتح المدارس شريطة تلقيح المدرسين وأولياء الأمور
ميرهان حسين تتألق بعد تعافيها من ”كورونا”.. وتستأنف تصوير ”نقل عام”
شهيرة: عندى فوبيا من كورونا ومستعدة للعودة للتمثيل بعد انتهاء الجائحة
البنك الدولى يؤكد قدرة اقتصاد مصر على الصمود أمام كورونا ويتوقع معدل نمو 5.5%
الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل فيروس كورونا في العالم، وهل قرار التعايش هو استسلام للفيروس، وكيف سيتم التعايش مع الفيروس في العالم، وما هي السيناريوهات المتوقعة للفيروس خلال الفترة القادمة، ونجيب عليها من خلال عدد من الأطباء في التقرير التالي.
التعايش مع كورونا
التعايش هو المرحلة الأخيرة لمواجهة الأوبئة، ويحدث التعايش في حالتين إما في حالة حدوث تؤام لمعدلات الإصابات والوفيات ودخول المستشفى، أو في حالة تقليل حدة المرض، ويؤكد الدكتور إسلام عنان أستاذ الأوبئة، أننا وصلنا للحالة الثانية وهي تقليل حدة الفيروس وعدد الحالات التي تحتاج للمستشفى بعد ظهور متحور أوميكرون.
متى تكون كورونا مثل الأنفلونزا؟
الإنفلونزا هي مرض تنفسي يشب كورونا في العديد من الأعراض، وقد كشفت تقارير أخيرة لمنظمة الصحة العالمية عن ارتفاع عدد الوفيات بالإنفلونزا في العالم إلى 650 ألف حالة كل عام، ولها لقاحات سنوية للمساعدة في الوقاية من الإنفلونزا لعمر 6 أشهر وما فوق، ورغم الوفيات إلا أننا نتعايش مع الأنفلونزا بشكل طبيعي، ولكن فيروس كورونا مميت أكثر بثلاثة أضعاف من الأنفلونزا الموسمية.
هناك توقعات لظهور تحورات أضعف من أوميكرون، وبهذا على نهاية العام قد نصل أن يكون معدل الوفيات بكورونا يعادل معدل الوفيات بالإنفلونزا، ولكن يؤكد أستاذ الأوبئة، أن الفرق بين كورونا والإنفلونزا سيكون في أن كورونا موسمين وليس موسم واحد في العام، فعند ظهور الموسم نرتدي الكمامات ونخلعها بعد الانتهاء، ولكن ستكون هناك فئات ملزمة بارتداء الكمامة دائما للوقاية، وسيتم توفير اللقاحات سنويا مثل الإنفلونزا، ولكن قد تكون هناك لقاحات تنشيطية إجبارية لبعض الفئات.
كيف سيتم التعايش مع كورونا؟
يكون التعايش مع الفيروس عن طريق إلغاء القيود الوقائية، وفتح الدول بابها للجميع واعتباره مثل أي مرض مستوطن وليس وباء، وهذا ما تقوم به الدول الآن، ولكن التعايش بحذر فرغم الانفتاح إلا أن هناك التزامًا بالكمامة والحصول على اللقاحات بالكامل، لتصبح أساليب الوقاية أمر معتاد عليه للمواطنين لكي لا تزيد عدد الإصابات أو الوفيات.
ولاشك في أن العالم بكل مكوناته قد اكتسب تجربة في التعامل مع هذا الفيروس، وتجاوز طور الارتباك والرعب، وأصبح هناك جاهزية للمقاومة، إضافة إلى أن التلقيح قد قطعت فيه بلدان عدة أشواطا كبيرة مما يسمح بضمان الحد الأدنى من المناعة العالمية.
مستقبل كورونا في العالم
هناك صور محتملة لفيروس كورونا المستجد خلال الفترة القادمة ما بعد التعايش، ونوضح فيما يلي السيناريوهات المتوقعة:
السيناريو الأول: لمستقبل فيروس كورونا المستجد، هو أن يصبح موسمياً كحال فيروسات الجهاز التنفسي، والتي تنتشر في أوقات من العام، وتصل ذروة الإصابات فيها خلال وقت معين من العام، والذي يرجحه الأطباء، في حالة «كوفيد - 19». بأن يكون في فصلي الشتاء أو الخريف، وسيسهم الحصول على التطعيم، إضافة إلى انتشار العلاجات الأكثر فعالية المكتشفة مؤخراً، في جميع الدول التي تساعد على منع إصابة الجهاز التنفسي، في الحد من الأعراض الخطيرة عند الإصابة.
الاستمرار في ارتداء الأقنعة والبقاء في المنزل عند الإصابة
يستوجب تحور فيروس كورونا المستجد ليكون وباءً موسمياً بعض الإجراءات الضرورية الواجب اتخاذها بشكل دائم، خاصة في موسم ذروة الإصابات، كارتداء الكمامة بشكل دائم، فإذا أصبح الفيروس موسمياً، فإن ارتداء قناع داخل وسائل النقل العام وفي الداخل خلال موسم انتشار الوباء يمكن أن يصبح هو القاعدة، وربما حتى في المكاتب.
أما السيناريو الثاني: هو الاستهتار نهائيا وخلع القناعات وتالعودة إلى ما قبل كورونا وهذا أمر غير مستحب قد يزيد من قوة الفيروس، لذا يعتبر التعايش بحذر هو الحل الأمثل، فهو أصبح مرض طبيعي موسمي ولكن يظهر بشكل جديد كل فترة ليغير حساباتنا مرة أخرى، ولازال هناك وقت على اكتشاف علاجات فعالة أساسية لفيروس كورونا.
هل تنهي كورونا في 2022؟
على مر التاريخ الخاص بالأوبئة، نجد أن أي جائحة ظهرت بسبب فيروس تستمر من عامين إلى ثلاثة أعوام على الأكثر، وتحورات الفيروس تكون للأضعف وليس للأقوى، فيؤكد الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن متحور "أوميكرون" رغم سرعة انتشاره إلا أنه لا يشكل خطرًا ولا يسبب الوفاة بنسبة كبيرة؛ لذا من المتوقع نهاية قوة الفيروس هذا العام، ليصبح موسمي اعتبارا من العام الجديد.