الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. توصيل المقالات دليفري


قديما كان قراء الصحف ينتظرون صدور الجريدة المفضله لهم لشرائها خاصة اذا كان بها كاتب صحفى يقدم رؤية ومعلومات جديدة يحتاجها القراء او يحلل بعض الاحداث السياسية الشائكة وكبار السن ممن تجاوزت اعمارهم ٥٠عاما يعرفون جيدا ان الناس كانت تنتظر صدور جريدة الاهرام يوم الجمعة لمتابعة مقال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل تحت عنوان بصراحة ويوم الاحد يتابعون احمد بهاء الدين وغيرهم من كبار الكتاب الذين ساهموا فى صناعة تاريخ ومجد الاهرام ونفس الامر لقراء جريدة الاخبار الذين كانوا يتابعون عمود فكرة للكاتب الراحل مصطفى امين وعمود نصف كلمة للكاتب الراحل احمد رجب حتى الكاريكتر لمصطفى حسين كان له تأثير كبير وايضا جريدة الجمهورية كان القراء ينتظرون مقال الراحل محسن محمد من القلب وعمود الكاتب الراحل محمد الحيوان وبالنسبة للرياضة كانت هناك منافسة ثلاثية بين نجيب المستكاوى فى الاهرام وعبدالمجيد نعمان فى الاخبار وناصف سليم فى الجمهورية ثم جاء الجيل التالى واشهرهم محمود معروف فى الجمهورية وابراهيم حجازى فى الاهرام وحمدى الكنيسى فى المساء فقديما كان القراء يبحثون عن الجريدة وينتظرون متابعة كاتبهم المفضل ويحتفظون بالجريدة الورقية لسنوات طويلة ومع رحيل جيل الرواد من كبار الصحفيين وظهور جيل جديد للاسف الشديد لم يستطيع احد تعويض غياب الرواد او يبحث القراء عنهم ويتابعون مقالاتهم الا عدد قليل لايتجاوز اصابع اليد الواحدة ومنهم فاروق جويدة بالاهرام وخلال لقاء لى بالمستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ وفى وجود اياد ابوالحجاج رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير والزميل عبدالنبى الشحات تحدث عن هذه الظاهرة وقال انه يتابع الاهرام مكتفيا بالصفحة الأخيرة لان بها عمود فارزق جويدة وعمود صلاح منتصر ونظرا لان غالبية كتاب الصحف والاعمدة فى الصحف الورقية يقتقدون ملكة الكتابة وتقديم رؤية تحليلة جيدة للأحداث بما فى ذلك رؤساء تحرير الصحف الذى يقوم بعضهم بكتابة مقالات اشبة بموضوعات التعبير لطلاب المدارس ويكتب يوميا ويحتل مقاله احيانا صفحة كاملة من الجريدة واذا اعتذر يوما عن الكتابة يضع صورته فى برواز معتذرا للقراء وهو يعلم ان القراء اكثر الناس سعادة بهذا الاعتذار فان هؤلاء الكتاب ابتدعوا وسيلة توصيل المقالات دليفري على غرار خدمة توصيل الطلبات دليفري وهدفهم البحث عن القراء ومحاولة اثبات وجودهم وهم يعلمون اكثر من غيرهم انهم افتقدوا الملكة والقدرة والمصداقية ولو فكروا فى اعادة نشر مقالات الرواد الراحلين لاستطاعوا زيادة توزيع الصحف لان محاولة توصيل المقالات دليفري لمن يرأس تحرير صحيفة ورقية لها تاريخ صحفى مجيد هى محاولة فاشلة وعليهم التفكير خارج الصندوق لتسويق مقالاتهم اذا كانت تستحق التسويق حتى لايأتي يوميا نسمع عن رئيس تحرير يعلن عن جوائز مالية وعينية لمن يقرا مقالته ويقول اقرأ مقالتى وانتظر هديتى. كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى نائب رئيس جريدة الجمهورية ومستشار تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية وعميد المحررين البرلمانيين.