السبت 5 يوليو 2025 06:52 مـ 9 محرّم 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

أشرف محمدين يكتب.. الانتقاد المستمر في الحياة الزوجية - حين يتحوّل الحب إلى معركة خاسرة!

أخبار مصر 2050


الزواج ليس مجرد علاقة اجتماعية تربط بين شخصين، بل هو شراكة وجدانية وعاطفية وروحية، تقوم على الحب والمودة والرحمة لكن حين يتسلل اللوم الدائم والانتقاد المبالغ فيه إلى تفاصيل العلاقة اليومية، يتحوّل هذا الرباط المقدّس إلى ساحة من المعارك النفسية والصراعات الخفية التي تستنزف المشاعر وتُطفئ الوهج.
ليس من الضروري أن تكون نهاية الزواج درامية أو مفاجئة… فكم من علاقة انتهت وهي لا تزال قائمة؟ وكم من بيت سكنه الصمت بدل الحب، لأن أحدهما لم يعد يحتمل صوت اللوم، ولا نظرة النقد، ولا تكرار المعاتبة؟
اللوم المتكرر: الطعنة الصامتة في القلب
في كل مرة نُحمّل الطرف الآخر مسؤولية ما حدث سواء كان كبيرًا أو تافهًا فإننا نُخبره ضمنًا أنه لا يكفي أنه مقصر أنه مخطئ
قد لا نقصد ذلك
لكن النفس التي تتلقى اللوم باستمرار، تصبح هشة، خائفة، مترقبة لخطأ جديد سيجلب معها ملامة جديدة.
وأسوأ ما في اللوم المتكرر أنه يفقد قيمته مع الوقت. فبدلًا من أن يُصلح العلاقة، يتحول إلى ضوضاء عاطفية تُضعف الرابط وتهدم الثقة.
الانتقاد في التفاصيل… نزيف الحب الصامت
هل يجب أن ننتقد طريقة الطهي؟ ترتيب الملابس؟ طريقة الكلام؟
هل من الضروري أن نعلّق على كل تصرف صغير وكبير
الحياة لا تحتاج إلى مراقب دائم، بل إلى شريك يتغافل عن الزلات الصغيرة، ويقدّر الجهود الكبيرة.
إن التركيز على التفاهات، وتضخيم الأخطاء البسيطة يزرع شعورًا بالرفض المستمر
وحين يشعر أحد الزوجين بأنه غير مقبول كما هو تبدأ مرحلة الانكماش العاطفي والابتعاد النفسي ثم البرود الكامل
الانتصار في النقاشات خسارة في رصيد الود
في الزواج من يظن أن كل نقاش يجب أن ينتهي بمنتصر ومهزوم، لا يفهم جوهر العلاقة
الزواج ليس معركة إثبات وجهة نظر، بل مساحة للفهم والتقارب
وكل انتصار في النقاش، إن لم يكن مبنيًا على تعاطف وتفاهم، فهو هزيمة عاطفية
الزوج الذكي والزوجة الحكيمة يعلمان أن السكوت أحيانًا أبلغ من كل رد، وأن التغافل ذكاء والصبر نُبل
حين يتحول الزواج إلى تقييم مستمر
الزواج الذي يتغذى على تقييم الطرف الآخر باستمرار، يصبح علاقة عبء لا نعمة
حين تُصبح كلماتنا كـ:
لماذا لم تفعل؟
أنت دائمًا تنسى
لا تفهمني أبدًا
هي السائدة فإننا بذلك نحفر خندقًا بين قلبينا نخنق الحب شيئًا فشيئًا،ونحوّله إلى مجرد التزام اجتماعي فارغ.
كيف نُنقذ علاقتنا من التآكل الصامت؟
1. التشجيع أولًا، ثم التنبيه
قل أنا شايف تعبك بس المرة الجاية لو حصل كذا هتبقى أجمل
لا تبدأ ملاحظتك بالاتهام، بل بالتقدير
2. تعلّم فن التغافل الراقي
ليس كل شيء يستحق تعليقًا وليس كل خطأ بحاجة إلى ملاحظة
في الحب الصمت أحيانًا دواء
3. استخدم أنا أشعر بدلًا من أنت دائما
بدلًا من قول أنت لا تفهمني قل أنا أشعر أني غير مسموع
الطريقة تُغيّر كل شيء.
4. ابتعد عن استدعاء الماضي في كل شجار
دع ما مضى يمضي وابدأ كل يوم بقلبٍ جديد.
5. احتفلوا بالصغير قبل أن تطلبوا الكبير
الامتنان يولّد الحماس. والشريك الذي يُقدّر، يعطي أكثر مما يُطلب
6. تذكّر أن الحب ليس مجرد كلما بل تصرفات تحتوي
الغفران والتسامح… بلسم العلاقات الناجحة
كلنا نخطئ، وكلنا نحتاج إلى فرصة
فلماذا نُبالغ في محاسبة من نحب ونتغافل عن أنفسنا
الغفران في الزواج ليس ضعفًا، بل هو اعتراف بأن الشريك أهم من الخطأ
وأن استمرار العلاقة أجمل من لذّة الانتقام العاطفي
وفي النهاية
إن أخطر ما يُفسد الحياة الزوجية ليس الخيانة ولا الكذب، بل التآكل الصامت بسبب اللوم والانتقاد والكلمات الجارحة
العلاقة لا تنهار فجأة بل تذبل حين نفقد الاحتواء والتفاهم والتقدير والتغافل
فاجعل من نفسك بيتًا للهدوء لا محكمة للحساب
اجعل من كلماتك مأوى دافئًا لا طلقات لومٍ لا ترحم
واجعل من كل لحظة فرصة لإعادة بناء الجسور… لا لتهديمها
الحب الحقيقي لا يقتل بالمواقف بل يُستنزف بالكلمات
فاحفظ لسانك تحفظ قلب من تحب

مواقيت الصلاة

السبت 06:52 مـ
9 محرّم 1447 هـ 05 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:14
الشروق 04:59
الظهر 11:60
العصر 15:35
المغرب 19:00
العشاء 20:33