الأحد 13 يوليو 2025 01:26 صـ 16 محرّم 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

أشرف محمدين يكتب.. الأنوثة ليست عمرًا يعد - بل حياة تُعاش

أخبار مصر 2050


الأنوثة لا تُختزل في رقم الهوية ولا تُقاس بعدد الشموع التي تُطفأ في كل عام، بل تُقاس برُقيّ الشعور، بنُبل التصرف، وبدفء الحضور. الأنثى الحقيقية تَحمل بداخلها نهرًا من الحنان، بحرًا من العطاء، ولمسة من الفن في كل حركة وكلمة وإيماءة. الأنوثة إحساس داخلي ناعم لا يسقط بتقادم الوقت، بل يزداد عمقًا وتوهجًا مع كل عام
الأنثى التي تُدرك أن الجمال الحقيقي يبدأ من الذات، لا تخشى السنوات ولا ترتبك أمام مرايا الزمن. فهي تُحسن اختيار كلماتها، وتُجيد الصمت عندما يُصبح الكلام عبثًا، وتَعرف متى تكون رقيقة، ومتى تكون حازمة دون أن تُفقدها الحزم نعومتها. ترى في نفسها امرأة تستحق الاحترام، وتفرضه دون أن تطلبه، وتُلهم من حولها بحضور لا يُقلّد.
كم من شابة تحمل روحًا باهتة، لا تعرف للأنوثة معنى، تتحدث بصخب وتتصرف بجفاء، وكأن الزمن لم يُعلّمها شيئًا. وكم من سيدة جاوزت الأربعين أو الخمسين، تحمل قلبًا يفيض دفئًا وروحًا تنبض بالحياة، فيبتسم لها العمر ويزيدها سحرًا فوق سحر، ورُقيًّا فوق رُقي. العمر، مهما امتد، لا ينتقص من قيمة أنثى تعرف قيمتها، بل يزيدها وقارًا وهيبةً ولمعانًا في عيون من يُجيدون الرؤية
الأنوثة ليست ثوبًا فاخرًا ولا مساحيق تُخفي التجاعيد، بل هي أناقة روح، وتفاصيل راقية في الحديث، في الاهتمام، في التقدير. هي قَدرٌ من الحكمة، ونبضٌ من الرقة، وصوتٌ هادئ كأنّه نسمة فجر. الأنثى الحقيقية تُحب بجمال، وتسامح برقي، وتدعم بصمت، وتغادر بكرامة إذا ما فُقدت المودة.
في صمتها كبرياء، وفي صبرها أنوثة، وفي دمعتها قوة، وفي ابتسامتها وطن. حين تُحب تُخلص، وحين تُهان لا تُجيد الصراخ، بل تمضي… وقد ارتدت أجمل ما تملك: كرامتها. أنوثتها لا تسكن الجسد، بل تسكن القلب والعقل، وتُزهر من الداخل، حيث لا يراها إلا من يُحب بحق.
إن المرأة حين تتصالح مع نفسها، وحين تُحب ذاتها بما فيها، فإنها تُصبح أكثر إشراقًا من شمس، وأكثر هدوءًا من ليل، وأكثر سموًّا من كل الألقاب. وإن الزمن الذي يخشاه البعض، هو ذاته من يُزيّنها بخطوط من الحكمة، ويَمنحها كاريزما لا تُشترى، وهدوءًا يجعل من حولها يشعر بالأمان.
الأنوثة الحقيقية لا تخبو، بل تتوهج، لأنها ليست زينة مؤقتة بل جوهر خالد. كل لحظة تُضيف لعمرها، تُضيف لأنوثتها عمقًا وسحرًا، وتُلبسها الحياة تاجًا لا يُرى، لكنه يُشعر به كل من اقترب منها
فتحية لكل أنثى عرفت أن العمر رقم، وأنوثتها أسلوب حياة. وتحية أكبر لمن لم تُبالِ بتقلبات السنين، لأنها تعلم أن الزمن لا يُطفئ نورًا يسكن القلب
و في النهاية
إلى كل أنثى تخطّت عمر الورد وظنّت أن أنوثتها قد ذبلت…
اعلمي أن الأنوثة لا ترتبط بسن، بل بصفاء الروح، وصدق النية، ودفء القلب.
كلما مر عام، زادتك الحياة حكمة، وكل تجعيدة رقيقة على وجهك، هي حكاية من صبر أو لحظة من عطاء.
لا تنشغلي بالمرايا… بل انشغلي بمرآة روحك، فهي الأصدق.
وإلى كل رجل
إن كنت تبحث عن الجمال، فابحث عنه في المواقف.
وإن كنت تفتش عن الأنوثة، فستجدها في من تحتويك بصمت، وتحبك باحترام، وتساندك دون أن تَمنّ.
الأنثى الحقيقية لا تُقاس بعمر ولا بثوب، بل بقدرتها على أن تكون وطنًا لمن أحبها بصدق.
فيا سادة
العمر يذبل الورد، لكنه لا يُطفئ عبيره
والأنوثة لا يسرقها الزمن، بل يكمل أناقتها

مواقيت الصلاة

الأحد 01:26 صـ
16 محرّم 1447 هـ 13 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:20
الشروق 05:03
الظهر 12:01
العصر 15:37
المغرب 18:59
العشاء 20:30