متلازمة النوم القصير (SSS).. عندما يصبح القليل من النوم كافيًا تمامًا

احمد عزت

في عالم يربط قلة النوم بالإجهاد والإرهاق، تبرز متلازمة نادرة وغامضة تُعرف باسم "متلازمة النوم القصير" (Short Sleep Syndrome - SSS)، حيث يشعر المصابون بها بالانتعاش والنشاط بعد ساعات نوم أقل بكثير من المعدل الطبيعي.

بينما يحتاج معظم البالغين إلى ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا، يستطيع من يُعرفون بـ"ذوي النوم القصير الطبيعي" الاكتفاء بـ4 إلى 6 ساعات فقط، وأحيانًا أقل، دون أن يؤثر ذلك على طاقة أجسامهم أو كفاءتهم الذهنية خلال النهار.

هل هي حالة نادرة؟

بحسب تقرير لموقع News18، فإن متلازمة النوم القصير تُعد نادرة جدًا، لكن العدد الدقيق للمصابين بها لا يزال غير معروف. ويرجع ذلك إلى صعوبة التمييز بين من ينامون قليلاً بسبب ضغوط الحياة أو العادات السيئة، وبين من يملكون بالفعل طبيعة بيولوجية فريدة تسمح لهم بالنوم لأقل من 6 ساعات دون أن يظهر عليهم التعب أو النعاس.

الأسباب المحتملة: جينات تتحكم في ساعات النوم

رغم أن السبب الدقيق لمتلازمة النوم القصير لا يزال غير مفهوم بالكامل، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى احتمال وجود سبب وراثي.
أحد الجينات المتورطة يُعرف باسم DEC2، وقد تبين أن تحوّرًا في هذا الجين يمكن أن يغيّر من طريقة عمل الساعة البيولوجية للجسم، ويؤثر على حاجته للنوم.

علامات تشير إلى أنك من "ذوي النوم القصير الطبيعي"

هل هناك آثار سلبية؟

رغم أن المتلازمة قد تبدو وكأنها "نعمة" بزيادة عدد ساعات اليقظة، إلا أن لها بعض المخاوف الصحية المحتملة:

أمراض خفية مرتبطة بالنوم: حتى إذا لم يشعر المصاب بالإرهاق، فقد لا يحصل جسده على الراحة الكافية على المستوى الخلوي.
مخاطر صحية طويلة الأمد: ربطت بعض الأبحاث قلة النوم المزمنة بزيادة احتمالية الإصابة بـأمراض القلب، ضعف المناعة، واضطرابات الذاكرة.

خلاصة:

متلازمة النوم القصير تثير اهتمام العلماء والأطباء، لأنها تتحدى المفهوم الشائع بأن النوم القليل يعني دائمًا الإرهاق أو الخلل. لكن حتى الآن، لا توجد وسيلة مؤكدة لتشخيص هذه الحالة إلا من خلال المراقبة الطويلة للسلوك اليومي والتأكد من غياب الأعراض السلبية رغم قلة النوم.

فإذا كنت تنام قليلاً وتشعر أنك بخير دائمًا... قد تكون من بين هذه الفئة القليلة المتميزة جينيًا!