شي جين بينغ: الصين ضحت لإنقاذ البشرية وستبقى حصناً ضد الهيمنة والطغيان


في خطاب مؤثر ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال العرض العسكري الكبير الذي نظمته بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في الحرب العالمية الثانية، أكد الزعيم الصيني أن بلاده قدمت تضحيات جسام ساهمت في إنقاذ البشرية من ويلات الحروب والفاشية، مشدداً على أن الأمة الصينية لن تخضع أبداً لأي شكل من أشكال الهيمنة أو الطغيان.
احتفالات تاريخية بروح "حرب النصر"
شهدت العاصمة الصينية بكين، أجواء مهيبة مع توافد كبار القادة والزعماء من مختلف دول العالم للمشاركة في الاحتفال الضخم الذي نظّمته الصين تخليداً لذكرى الانتصار العظيم في الحرب العالمية الثانية. وقدّم العرض العسكري لوحة استعراضية ضخمة تعكس قوة الجيش الصيني اليوم، وتُذكر في الوقت ذاته بتضحيات الأجيال التي سبقت من أجل حماية الوطن والإنسانية.
الرئيس الصيني استهل كلمته بتوجيه تحية تقدير وإجلال إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية والكرامة، مؤكداً أن "الشعب الصيني لم يقاتل فقط من أجل وطنه، بل وقف بكل شجاعة ليحمي الحضارة الإنسانية جمعاء من السقوط في براثن الفاشية والاستعمار".
الصين وميراث الحرب العالمية الثانية
خلال كلمته، أعاد شي جين بينغ التذكير بالدور المحوري الذي لعبته الصين في التصدي لقوى العدوان خلال الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن بلاده كانت واحدة من أكبر ساحات المعارك وأكثرها دموية. فقد قدمت الصين ملايين الضحايا الذين لم يبخلوا بأرواحهم من أجل الانتصار على الفاشية، وهو ما أسهم بشكل مباشر في تغيير مسار التاريخ الإنساني.
ولفت شي إلى أن ما يُعرف بـ "حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني" لم تكن مجرد معركة محلية، بل كانت جزءاً أصيلاً من "حرب النصر العالمية"، التي شاركت فيها شعوب كثيرة دفاعاً عن الحرية والاستقلال. وأضاف: "إن تضحيات الأمة الصينية ستظل محفورة في ذاكرة البشرية، شاهدة على أن السلام الذي نعيشه اليوم لم يكن هدية مجانية، بل ثمرة نضال وكفاح طويل".
موقف حازم ضد الطغيان
أرسل الرئيس الصيني رسائل قوية خلال خطابه، مؤكدًا أن بلاده اليوم أكثر تمسكًا بمبادئها الرافضة للهيمنة والاستعمار بكل أشكاله. وقال شي: "الأمة الصينية عرفت مرارة الاحتلال والاستبداد، ولهذا فإنها لن تسمح لنفسها أو لغيرها بأن يخضع للطغيان. نحن سنظل دائماً في صف العدالة، سندافع عن السلام العالمي ونقف إلى جانب تقدم الحضارة البشرية".
وأضاف أن الصين لا تسعى إلى الهيمنة، لكنها في الوقت ذاته لن تقبل أن تُفرض عليها إرادة خارجية، مشدداً على أن السيادة الوطنية حق مقدس، وأن الشعب الصيني سيبقى الدرع الواقي لوطنه وللسلم الدولي.
من الماضي إلى المستقبل
الاحتفال بالذكرى الثمانين لم يكن مجرد استدعاء لصفحات الماضي، بل كان أيضاً مناسبة للتأكيد على أن دروس الحرب العالمية الثانية لا تزال حيّة. فالتحديات الجديدة التي يواجهها العالم من نزاعات إقليمية وصراعات اقتصادية وصعود النزعات الاستعمارية الحديثة، تتطلب – بحسب شي جين بينغ – تعاوناً دولياً يعيد الاعتبار لقيم العدالة والتضحية.
اقرأ أيضاً
حانات على طراز السجون فى الصين مع زنزانات وبدلات برتقالية..
رئيس الوزراء يدعو الشركات الصينية للاستثمار فى صناعة السيارات الكهربائية بمصر
رئيس الوزراء يلتقى رئيس شركة CNCEC الصينية للبتروكيماويات
أطباء صينيون يستخرجون كرة شعر وزنها 2 كيلو من معدة فتاة
وسط تغيرات جيوسياسية يفرضها ترامب.. الصين والهند تتقاربان سياسيا وتجاريا
الصين تكشف عن أول روبوت قادر على الحمل البشري.. جدل واسع بين الابتكار والأخلاقيات
رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع عقد إنشاء مصنع ”تشانجتشو رامادا- Changzhou RAMADA” لصناعة المنسوجات بالقنطرة غرب
لهايات للبالغين فى الصين.. تعرف على أغرب وسائل تهدئة الأعصاب فى العالم
اقتصادية قناة السويس تستقبل وفد اتحاد الصناعة والتجارة ZFIC بمقاطعة شيجيانج- Zhejiang الصينية
واكوكو تطيح لابوبو.. دمية صينية جديدة تدخل المنافسة
مصر تعزى جمهورية الصين الشعبية فى ضحايا الفيضانات
رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس لمشروعين صينيين جديدين في قطاع المنسوجات بمنطقة السخنة الصناعية
وأشار الرئيس الصيني إلى أن "السلام هو أغلى ما تملكه البشرية، وحمايته تتطلب شجاعة ورؤية بعيدة المدى". ودعا المجتمع الدولي إلى التمسك بروح "الانتصار على الفاشية" كإرث مشترك يجمع الشعوب، بعيداً عن الانقسامات والهيمنة السياسية.
الصين اليوم.. قوة من أجل الاستقرار
الرسالة التي أراد شي جين بينغ إيصالها من خلال كلمته لم تكن موجهة فقط لشعبه، بل للعالم أجمع: الصين التي قدّمت ملايين الشهداء في الحرب العالمية الثانية، لا تزال حتى اليوم مستعدة للدفاع عن السلام العالمي. فهي قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة، لكنها في الوقت ذاته تقدم نفسها كقوة استقرار تدافع عن سيادة الدول، وتدعو للتنمية المشتركة بعيداً عن منطق الصراع.
واختتم الرئيس الصيني كلمته بالتأكيد على أن "الدماء التي سالت قبل 80 عاماً لن تذهب سدى، وأن تضحيات الشعب الصيني ستبقى رمزاً للبطولة والفداء، وعهداً متجدداً على أن الأمة الصينية ستواصل مسيرتها من أجل عالم أكثر عدلاً وسلاماً".