الأجهزة الكهربائية على موعد مع تخفيضات جديدة تصل إلى 10% هذا الشهر


تشهد سوق الأجهزة الكهربائية في مصر تطورات جديدة قد تسعد المستهلكين خلال الأيام المقبلة، بعد أن أعلنت شعبتا الأجهزة الكهربائية في كل من الغرف التجارية واتحاد الصناعات عن توقعات بانخفاض الأسعار بنسبة تتراوح بين 5% و10% قبل نهاية الشهر الجاري، في خطوة تستهدف إنعاش السوق بعد حالة الركود التي أصابتها خلال الفترة الماضية.
ركود في المبيعات وانتظار للتخفيضات
خلال الأشهر الأخيرة، عانى سوق الأجهزة المنزلية من تراجع كبير في حركة المبيعات وصلت نسبته إلى ما بين 30% و40% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما أرجعه الخبراء إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف القوة الشرائية للمستهلكين وقيام عدد من التجار والمواطنين بتخزين الأجهزة تحسبًا لأي زيادات جديدة في الأسعار.
لكن التغير الأبرز جاء مع انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه، وهو ما فتح الباب أمام المصانع والتجار لإعادة النظر في تسعير المنتجات. فمع تراجع تكلفة الاستيراد وانخفاض الضغوط على العملة، أصبح هناك مجال لتقديم خصومات مباشرة على الأسعار.
تصريحات شعبة الأجهزة الكهربائية
في هذا السياق، أوضح جورج سدرة، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الجيزة التجارية، أن الفترة المقبلة ستشهد تخفيضات تدريجية في أسعار الأجهزة المنزلية، استجابة لتوجيهات مجلس الوزراء بضرورة تخفيف الأعباء عن المستهلكين.
وأضاف سدرة أن الاجتماع الذي عقدته الشعبة مع اتحاد الصناعات المصرية أسفر عن اتفاق مبدئي مع المصانع والتجار لبدء تطبيق التخفيضات فورًا، مشيرًا إلى أن انخفاض الدولار أتاح للمصانع خفض الأسعار بنسبة 5% على الأقل. كما كشف أن هناك خصمًا إضافيًا يتراوح بين 3% و4% كان يُضاف بشكل احترازي لمواجهة تقلبات العملة، وهو ما سيساعد على تقديم أسعار أقل خلال الفترة المقبلة.
تقسيط الأجهزة.. حل وسط للمستهلكين
واحدة من الظواهر اللافتة في سوق الأجهزة الكهربائية حاليًا، هي اعتماد شريحة كبيرة من المستهلكين على أنظمة التقسيط كحل عملي لمواجهة الضغوط الاقتصادية. ووفقًا لتصريحات سدرة، فإن نحو 40% من المبيعات تتم عبر التقسيط، مقابل 60% نقدًا، وهو ما يعكس رغبة المستهلكين في امتلاك الأجهزة دون تحميل ميزانيتهم أعباء ضخمة دفعة واحدة.
سدرة أشار أيضًا إلى أن هوامش ربح التجار يمكن أن تساهم في تخفيض الأسعار، حيث تتراوح بين 6% و7% في الأجهزة الثقيلة مثل الثلاجات والغسالات، بينما تنخفض إلى نحو 4% في الأجهزة الخفيفة مثل الميكروويف والمراوح. وقال إن زيادة حجم المبيعات حتى مع أرباح أقل تظل أفضل من استمرار حالة الركود بهوامش مرتفعة.
اتحاد الصناعات: لا زيادات في الأسعار
من جانبه، أكد المهندس حسن مبروك، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الصناعات، أن الأسعار لم تشهد أي زيادات مؤخرًا، بل إن الشركات والمصانع تعمل على امتصاص أي زيادات في التكلفة ضمن هامش أسعارها، حتى لا يتحمل المستهلك أعباء إضافية.
وأوضح مبروك أن التراجع الملحوظ في القوة الشرائية وصل إلى نحو 30% مقارنة بالفترات العادية، وهو ما انعكس بشكل واضح على المبيعات. لكنه أكد أن المصانع تحاول قدر الإمكان الاستفادة من انخفاض الدولار وتراجع تكاليف بعض مدخلات الإنتاج لتقديم أسعار أكثر تنافسية.
المستهلك في انتظار "الخصم الكبير"
ومع هذه التوقعات الإيجابية، يبقى السؤال: هل سيدفع انخفاض الأسعار حركة السوق نحو الانتعاش من جديد؟ كثير من المستهلكين يفضلون التريث قبل الشراء، أملاً في الحصول على أفضل سعر، بينما يرى الخبراء أن التخفيضات المرتقبة ستكون فرصة مناسبة لعودة الطلب التدريجي، خصوصًا مع اقتراب مواسم الزواج وتجهيزات الشتاء.
المشهد الحالي في سوق الأجهزة الكهربائية يبدو مزيجًا من التفاؤل والحذر؛ فالتجار يترقبون زيادة في حجم المبيعات مع تطبيق الخصومات، والمستهلكون ينتظرون انخفاض الأسعار رسميًا قبل الإقدام على الشراء. وبين هذا وذاك، تبقى سياسة الحكومة في خفض الأسعار عبر دعم استقرار العملة وتشجيع المصانع والتجار على تقديم عروض حقيقية، هي المفتاح لإعادة الحيوية إلى السوق.
وإذا صدقت التوقعات بانخفاض يتراوح بين 5% و10%، فإن المستهلك المصري قد يكون على موعد مع أفضل فرصة للشراء خلال الشهر الجاري، سواء نقدًا أو عبر أنظمة التقسيط.