إزاى تعالج تعلق الطفل المفرط بأحد الوالدين؟ اعرف الأسباب وحقق التوازن


يُعتبر التعلق بين الطفل ووالديه جزءًا طبيعيًا وأساسيًا فى نموه العاطفى، فهو الرابط الذى يمنحه الشعور بالأمان والثقة، لكن أحيانًا، يتحول هذا التعلق إلى اعتماد مفرط على أحد الوالدين فقط، مما يخلق تحديات فى توازن العلاقة داخل الأسرة، فى مثل هذه الحالات، يحتاج الأهل إلى وعى أكبر بكيفية التعامل مع هذا السلوك حتى لا يؤثر على استقلالية الطفل أو على انسجام الأسرة، فهم هذه الظاهرة ليس اتهامًا للطفل أو للوالد المفضل، بل هو خطوة لفهم العوامل المؤثرة والعمل على تصحيحها برفق وحكمة.
أسباب تعلق الطفل المفرط
وفقًا لما ذكره موقع "talk third space" قد يكون السبب فى هذا التعلق الزائد هو ما يُعرف بالمحاباة، حيث يشعر الطفل أن أحد الوالدين أكثر قربًا أو تفهمًا له، كما تلعب أنماط التربية دورًا مهمًا، فالحماية الزائدة أو التساهل الكبير قد يعززان هذا الارتباط، أحيانًا يكون السبب فى تغييرات عائلية مثل الطلاق أو الانتقال لمكان جديد، حيث يبحث الطفل عن شعور إضافى بالاستقرار، كذلك قد تساهم العوامل النفسية مثل القلق أو التجارب الصعبة فى دفع الطفل للتشبث بالوالد المفضل.
تعلق الاطفل
علامات الإفراط فى التعلق
هناك مؤشرات واضحة تكشف هذا النمط، مثل اعتماد الطفل العاطفى المبالغ فيه على أحد الوالدين، أو تمسكه الجسدى المستمر به ورفضه الانفصال عنه، يظهر ذلك أيضًا فى خوف شديد عند الغياب المؤقت، أو فى حاجة مفرطة للموافقة على كل تصرف، هذه العلامات قد تحد من قدرة الطفل على تنمية استقلاليته وبناء ثقته بنفسه.
تعلق الطفلة بأبوها
استراتيجيات لمعالجة المشكلة
لمعالجة هذا التعلق، يحتاج الأهل إلى تشجيع الاستقلالية عبر أنشطة تناسب عمر الطفل، وتشجيعه على خوض تجاربه الخاصة، من المهم كذلك تعزيز علاقته بالوالد الآخر من خلال وقت مشترك وأنشطة ممتعة، وضع روتين يومى ثابت وحدود واضحة يساعد الطفل على الشعور بالأمان حتى فى غياب الوالد المفضل، وفى بعض الحالات، قد يكون من المفيد اللجوء لمتخصص نفسي لدعم الأسرة بأساليب مناسبة.
طفل سعيد
دور الوالد الآخر في تحقيق التوازن
يُعد الوالد غير المفضل عنصرًا أساسيًا في إعادة التوازن، إذ عليه أن يشارك بفعالية في حياة الطفل، ويُظهر الاهتمام والدعم المستمر له، من المهم أيضًا أن يتعاون مع الوالد المفضل بدلًا من الشعور بالإقصاء أو المنافسة، المشاركة في القرارات والأنشطة اليومية تمنح الطفل فرصة لتوزيع تعلقه بشكل صحي، مما يعزز استقراره النفسي ويقوي العلاقة مع كلا الوالدين.