مدير تحرير الأهرام العربي: المصريون في الخارج يثبتون حرصهم على المشاركة والتصويت في انتخابات النواباشرف محمدين يكتب:- من يزرع الاهمال يحصد الرحيلعاجل | وزير التعليم يوجه بوضع مدرسة سيدز الدولية تحت الإشراف الكامل وإدارتها عبر الوزارةفيديو رونالدو وترامب يتجولان سويًا.. ما الرسالة التي ضمّنها البيت الأبيض؟مصطفى بكري يرد على علاء مبارك: لديّ وقائع مزعجة.. وأطالبه بإعادة الـ20 مليار جنيه من سويسراالرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي قرينة السيد الرئيس، اليوم، الرئيس يستقبلا ”لي جاي ميونغ” رئيس جمهورية كوريا والسيدة قرينته.الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي قرينة السيد الرئيس، اليوم، الرئيس يستقبلا ”لي جاي ميونغ” رئيس جمهورية كوريا والسيدة قرينته.رئيس اقتصادية قناة السويس يستعرض الفرص الاستثمارية أمام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ويلتقي أمينها العام لتعزيز التعاون وجذب الاستثمارات الفرنسيةعاجل: تحديد موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة بعد التطوير الشامل وربطها بحديقة الأورمان‎إنقاذ طريق الكباش بمعبد الكرنك بالأقصر: ترميم 48 تمثالًا بأيدي مصريةالصمت الانتخابي وحظر الدعاية يبدآن في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النوابملف يلا كورة: حكيمي أفضل لاعب أفريقي.. تتويج بيراميدز وماييلي.. وتراجع أداء منتخب مصر
السبت 22 نوفمبر 2025 12:40 مـ 1 جمادى آخر 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

اشرف محمدين يكتب:- من يزرع الاهمال يحصد الرحيل

أخبار مصر 2050

من يزرع الإهمال - يحصد الرحيل.
جملةٌ قصيرة في ظاهرها، لكنها تختصر حكاياتٍ كثيرة عن علاقاتٍ كانت تُروى بالأمل، ثم انتهت بالصمت. فالإهمال ليس دائمًا قرارًا واعيًا، لكنه في كل الأحوال رسالةٌ واضحة، وإن لم تُقال. لا يحتاج الوجدان إلى دليلٍ مادي ليدرك أن اهتمامًا ما قد ذَبُل، وأن دفئًا كان يومًا ما حاضرًا قد انسحب ببطءٍ دون أن يترك أثر حرارةٍ في المكان.

الإهمال هو انسحاب الروح من التفاصيل الصغيرة التي كانت تبني الجسور بين قلبين. أن تتأخر الكلمة، أن يغيب السؤال، أن يُطفأ الحنين دون إنذار. يبدأ الإهمال دائمًا بخطوةٍ خفيفة، لكنها حين تُترك بلا مواجهة، تتحول إلى مسافةٍ واسعةٍ من الجفاء يصعب بعدها اللقاء.
ومن هنا تبدأ القصة المؤلمة: أحدهما يظن أن الأمور ما زالت بخير، والآخر قد أنهى الرحلة منذ زمن، فقط ينتظر اللحظة التي لا تعود فيها العودة ممكنة.

ما لا يدركه من يهمِل هو أن المشاعر لا تموت فجأة، لكنها تُستنزف تدريجيًا، تمامًا كما تنفد بطارية الضوء حين لا يُعاد شحنها بالاهتمام. فكل مرةٍ يُتجاهَل فيها الوجع، وكل لحظةٍ يُهمَل فيها الاحتياج البسيط، تنكسر قطعة صغيرة من الجدار الذي كان يحمي العلاقة.
حتى يأتي اليوم الذي لا يجد فيه الطرف الآخر في داخله ما يقدّمه، لا لأن الحب انتهى، بل لأن الاهتمام لم يبقِ له مكانًا يعيش فيه.

من يزرع الإهمال… يحصد الرحيل، لأن الأرواح — مهما كانت طيبة — تُرهق من الركض خلف من لا يراها، وتتعب من الصبر على من يظنها ستبقى رغم كل خيبة. فالحبّ، حتى يعيش، يحتاج إلى أن يُروى بالاهتمام، لا أن يُختبر باللامبالاة. والذين يظنون أن الصبر وحده يكفي للحفاظ على العلاقة، ينسون أن أجمل القلوب تذبل حين لا تجد من يحتضن نبضها.

اقرأ أيضاً

إن أسوأ أنواع الإهمال هو ذاك الذي يُمارس بصمت. أن تعيش مع أحدهم ولا يشعر بك، أن تتكلم ولا يُسمع صوتك، أن تحزن ولا يلتفت أحد لوجعك. هناك أنواعٌ من الغياب أقسى من الفراق نفسه، لأنها تُشعرك أنك وحيد وأنت بجوار من تحب. ومع الوقت، يتحول الحنين إلى وجعٍ، والوجع إلى برود، والبرود إلى رحيلٍ لا يُعلن… لكنه يحدث بكل ثقة وهدوء.

الحقيقة أن من يزرع الإهمال لا يحصد سوى الفراغ. لأن الرحيل — حين يأتي — لا يأخذ معه فقط الطرف الآخر، بل يأخذ أيضًا دفء البيت، ومعنى الحضور، وطعم الطمأنينة. ولا يبقى من بعده إلا صدى الأسئلة: متى بدأنا نبتعد؟ كيف لم ننتبه؟ ولماذا ظننا أن الحب يمكن أن يعيش على الإهمال؟

لا أحد يرحل فجأة. الرحيل يكون آخر فصل في روايةٍ كتبتها يد الإهمال على مهل. فليت الذين يُهملون يعلمون أن الكلمة الطيبة في وقتها قد تُبقي قلبًا، وأن التفاتة اهتمامٍ صغيرة قد تمنع غيابًا كبيرًا.
العلاقات لا تموت من كثرة الخلافات، بل من قلة الاهتمام. والذين يغادرون لا يبحثون عن بديل، بل عن دفءٍ فقدوه في المكان الذي كان يومًا وطنهم
أقسى ما في الإهمال أنه لا يقتل دفعة واحدة، بل يذبح على مراحل… بصمتٍ بارد. يجعلك ترى مَن كنت تراه وطنًا يتحول إلى غريبٍ لا تشعر بحرارته، ولا تسمع لصوته صدى في داخلك. الإهمال لا يُحدث انفجارًا مدويًا، بل يتسلل كسمٍّ بطيءٍ إلى تفاصيل الأيام، حتى تستيقظ في صباحٍ ما لتجد أن قلبك لم يعد يرتجف حين تراه، وأن الشوق صار مجاملةً لا شعورًا.
الوجع ليس في الرحيل نفسه، بل في تلك اللحظة التي تُدرك فيها أنك قاومت كثيرًا لتُبقي شيئًا لم يُرد البقاء. تمنيت أن يسمعك، أن ينتبه، أن يلمح التعب في عينيك… لكنه لم يفعل. كنت تبرر له الغياب، وتلتمس له الأعذار، وتنتظر أن يعود كما كان، لكن شيئًا لم يتغير، سوى قلبك الذي أُنهك من الانتظار.
هناك وجعٌ لا يُكتب، لأن الكلمات تخونه، وجع أن تكون ممتلئًا بالعطاء ولا تجد من يستحقه. أن تضع كرامتك بين يدي من لا يُقدّرها، وأن تظل مخلصًا لذكرى من لم يمنحك سوى التجاهل. وتدرك متأخرًا أن الكرامة ليست نقيض الحب، بل حارسه الحقيقي. فمن يتركك تحت وطأة الإهمال لا يحبك، ومن يحب لا يُهمل، ولا يتركك وحيدًا في منتصف الطريق.
الوجع الحقيقي هو أن تغادر وأنت لا تزال تحب، أن تمشي وقلبك ملتفتٌ إلى الخلف، أن تُدرك أن ما بينكما لم يمت من قلة الحب، بل من قلة الاهتمام. حينها تشعر أنك لم تفقد شخصًا واحدًا، بل فقدت نفسك التي كانت تحيا فيه.
ومع ذلك، علينا أن نرحل… لا انتقامًا، بل حفاظًا على ما تبقّى من أرواحنا. لان البقاء يشبه الموت البطيء
نمضي وفي القلب وجعٌ لا يراه أحد، لكنه وجعٌ نبيل، لأنه لم يُفسد فينا الطيبة، ولم يُبدّد قدرتنا على الحلم. فكل وجعٍ عميقٍ يُعلّمنا درسًا غاليًا: أن نمنح بقدر ما نجد، وأن لا نُقاتل من أجل البقاء في حياةٍ لم تُردنا.
وفي نهاية كل حكايةٍ أنهكها الإهمال، يبقى شيء واحد لا يعرف الناس كيف يلتقطونه:
ذلك الفراغ الخفيف الثقيل… الذي يخلفه غياب لم يكن يجب أن يحدث.
فالوجع الحقيقي لا يأتي عندما يرحل الآخر، بل حين ندرك — فجأة — أن كل محاولاتنا لإنقاذ العلاقة كانت تتم من جانبٍ واحد فقط، وأننا كنا نحمل وحدنا عبء البقاء، ووجع الانتظار، وهمّ الإصلاح
ومؤلمٌ أن تكتشف أن قلبك كان يقاتل بينما الطرف الآخر كان ينسحب بهدوء…
أنك كنتَ تُطمئن نفسك بوعودٍ لم تُقَل أصلًا، وتعيش على بقايا اهتمامٍ لم يكن يومًا كافيًا، وتحاول أن تُبقي النار مشتعلة في موقدٍ لم يضع فيه أحد غيرك قطعة حطب واحدة.
أقسى ما في الإهمال أنه يعلّمك الحقيقة بطريقة جارحة:
أنك لم تكن أولوية، بل مجرد هامشٍ يمكن تجاهله، وصوتٍ يمكن إسكات صداه بالصمت.
ومرّ هو الدرس حين تعرف أن من تهمل وجوده اليوم…
قد يأتي يومٌ تتمنى لو عاد، لكنه لن يعود.
ليس لأن الحب انتهى، بل لأن قلبه تعافى من الانتظار، ونضج بما يكفي ليختار نفسه.
والمؤلم أكثر أن الذين يرحلون بسبب الإهمال لا يتركون وراءهم ضجيجًا…
بل يتركون فراغًا ناعمًا يشبه الخسارة الهادئة،
خسارة لا يلمحها أحد، لكنها تنهش صاحبها في عمقه،
وتجعله يتساءل:
هل كنا نستحق هذا الوجع؟
هل بالغنا في التسامح؟
هل أخطأنا حين صدّقنا أن الحب وحده يكفي؟
الحقيقة أن القلوب الطيبة لا ترحل لأنها تريد الرحيل…
بل ترحل حين تُستنزف طاقتها، وحين تشعر أن وجودها أصبح ثِقلاً لا قيمة له،
وحين تدرك — متأخرًا — أن استمرارها يشبه الوقوف في غرفةٍ انطفأت فيها الأنوار منذ زمن،
ولا أحد يمدّ يده ليشعلها من جديد.

وفي النهاية…
لا يبقى من الإهمال سوى درسٍ قاسٍ، لكنه عادل:
ان من يزرع الإهمال سيحصد الرحيلا

اخبار مقالات

مواقيت الصلاة

السبت 12:40 مـ
1 جمادى آخر 1447 هـ 22 نوفمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:55
الشروق 06:26
الظهر 11:41
العصر 14:36
المغرب 16:56
العشاء 18:17