الأربعاء 31 ديسمبر 2025 04:17 مـ 11 رجب 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

اشرف محمدين يكتب:-منتخب مصر في أمم أفريقيا 2025 - أداء رقمي متوازن واستراتيجية ذكية نحو الحسم

أخبار مصر 2050

بعد أن اختتم منتخب مصر الوطني الأول لكرة القدم مشاركته في دور المجموعات من كأس الأمم الأفريقية 2025 التي تستضيفها المغرب، تأكد أن الفريق يسير بخطوات ثابتة على طريق المنافسة على اللقب، من خلال توليفة من النتائج الإيجابية، السيطرة التكتيكية، والتخطيط الاستراتيجي للفريق من قبل الجهاز الفني بقيادة حسام حسن.

وقد أنهى المنتخب المصري دور المجموعات في صدارة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، متفوقًا على منافسه الجنوبي إفريقي الذي جمع 6 نقاط، بعد فوزين و تعادل وسط توازن واضح في الأداء الرياضي المهاري والتكتيكي. 

أرقام وإحصائيات مبكرة
• عدد النقاط: 7 نقاط من 3 مباريات (فوزان وتعادل). 
• المباريات في دور المجموعات:
• مصر × زيمبابوي: فوز 2-1. 
• مصر × جنوب إفريقيا: فوز 1-0. 
• مصر × أنجولا: تعادل 0-0 في مواجهة شهدت تغييرات جذرية في التشكيل بهدف إراحة اللاعبين الأساسيين. 
• تصنيف المجموعة: مصر (7)، جنوب إفريقيا (6)، أنجولا (2)، زيمبابوي (1). 

النتائج تُظهر أن الفراعنة نجحوا في حصد النقاط الثلاث في أول مباراتين، مما مكّنهم من ضمان التأهل مبكرًا قبل مواجهة أنجولا، وهو ما انعكس في التشكيل والإدارة الفنية للمباراة الأخيرة. 

استراتيجية مواجهة أنجولا… راحة أم استحقاق؟

في مباراة الجولة الثالثة، اختار حسام حسن، المدير الفني للفراعنة، أن يدفع بمجموعة من اللاعبين البدلاء في تشكيلة البداية مقابل إراحة العناصر الأساسية التي حملت عبء الفوز في المباراتين السابقتين. جاء ذلك بعد أن كان التأهل قد أُضمن قبل اللقاء، مما أتاح فرصة لإدارة الجهد واستثمار قوة الدكة استعدادًا للأدوار الإقصائية. 

غياب محمد صلاح و مرموش و الشناوي عن التشكيلة الأساسية في لقاء أنجولا كان بارزًا، حيث لم يبدًا الملك سلسلة بداياته المتواصلة في البطولة بعد أن اكتفى بحضور البدلاء، وهو ما يدل على ثقة الجهاز الفني في لاعبيه الثانويين وقدرتهم على الحفاظ على النتيجة. 

ورغم عدد التغييرات، حافظ الفريق على صدارة المجموعة، وهو ما يعكس قدرة الجهاز الفني على الموازنة بين الإرهاق البدني والحفاظ على النتائج. كما أثبت البدلاء أنهم قادرون على الحفاظ على مستوى الفريق، على الأقل في الإطار الدفاعي، مما يمنح الفريق ثقة قبل الدخول في مبارياتٍ مهمة في الأدوار المقبلة. 

الترجمة الرياضية للأرقام: قراءة فنية

أداء المنتخب في المجموعة الثانية يُظهر استقرارًا في النتائج رغم تغيّر العناصر، وهو مؤشر مهم في البطولات الكبرى التي تحتاج إلى عمق تشكيلة. ففي أول مباراتين، تمكن الفريق من تحقيق الفوزين رغم أي تغيّرات صغيرة في الأداء العام، وهو ما عزّز من ثقته قبل المباراة الأخيرة. 

التعادل السلبي في مواجهة أنجولا جاء بمستوىٍ مميز في التنظيم الدفاعي، على الرغم من أن الفريق لم يتمكن من ترجمة الفرص إلى أهداف؛ إلا أن السيناريو كان كافيًا للمحافظة على الصدارة والتأهل مباشرةً. 

محمد صلاح… الأيقونة التي تستمر في كتابة التاريخ

من الأسماء التي تبرز في مشوار منتخب مصر خلال البطولة هو محمد صلاح، الذي نجح في التسجيل مرة أخرى في بطولة أفريقيا، و اصبح علي اعتاب تحطيم رقم اكثر اللاعبين تهديفا في بطولة أفريقيا بخلاف انه من اللاعبين القلائل الذين سجلوا في عدة نسخ من البطولة على التوالي. وهذا يُبرز أهمية وجوده كعامل نفسي وفني في أداء الفريق على المستوى القاري. 

صلاح ظلّ أحد أهم أسلحة الفراعنة في منتصف ومرحلة الإعداد للمباريات الحاسمة، وهو ما يمنحه والجهاز الفني القدرة على توزيع الأدوار بين اللاعبين بأسلوبٍ ذكي. 

تصدر منتخب مصر للمجموعة الثانية دون خسارة في دور المجموعات يضعه في موقعٍ مريح قبل الانتقال إلى دور الـ16 من كأس الأمم الأفريقية 2025. الاستراتيجية التي اتّبعها الجهاز الفني، وخاصة إراحة اللاعبين الأساسيين في مباراة أنجولا وتفعيل القوة الجماعية للفريق بالكامل، تؤكد أن الطموح لا يقرأ فقط بالنتائج اللحظية، بل بالتخطيط الاستراتيجي للمنافسة على المدى الطويل. 

الوقت الآن أمام الفراعنة هو فرصة لإعادة شحن الطاقة، والبحث عن أفضل تكتيك ممكن؛ فالمرحلة القادمة في الأدوار الإقصائية ليست مجرد مباراة أخرى، بل اختبارٌ حقيقي لروح الفريق وقدرته على تحويل النتائج المريحة في المجموعات إلى حسمٍ في المراحل الحاسمة… مع أمل الجماهير الكبيرة في أن يكون هذا الإصدار من منتخب مصر جزءًا من صفحة جديدة في تاريخ الكرة المصرية في أفريقيا
في البطولات الكبرى، لا تُقاس قوة المنتخبات فقط بعدد الأهداف أو صدارة المجموعات، بل تُقاس بقدرتها على إدارة اللحظة، وفهم الزمن، واحترام طاقة اللاعبين، والتمييز بين متى تُقاتل… ومتى تُدبّر. وما فعله منتخب مصر في دور المجموعات لم يكن مجرد عبور آمن، بل كان رسالة واضحة بأن هذا الفريق لا يلعب كل أوراقه دفعة واحدة، ولا يستهلك نفسه قبل موعد الحسم.

التعادل مع أنجولا لم يكن تراجعًا، بل كان اختيارًا واعيًا. اختيار أن تذهب إلى الأدوار الإقصائية وأنت بكامل قوتك، لا منهكًا من انتصارات استُنزفت فيها الأرواح. هنا تُفهم كرة القدم كعلم، لا كحماس لحظي. كفن إدارة بطولة، لا مجرد سباق نقاط.

منتخب مصر اليوم لا يملك فقط أسماء كبيرة، بل يملك عقلية بطولة. عقلية تعرف أن الصدارة وسيلة وليست غاية، وأن البطولة لا تُحسم في المجموعات، بل تُكتب فصولها الحقيقية عندما تضيق المساحات، وتشتد الأعصاب، ويصبح الخطأ مكلفًا، والتفاصيل فاصلة.

الأهم من النتائج هو ما بين السطور: منتخب قادر على التبديل دون انهيار، وعلى إراحة نجومه دون خوف، وعلى الحفاظ على هويته حتى وهو يغيّر جلده مؤقتًا. وهذا في حد ذاته مكسب استراتيجي لا يُرى في العناوين، لكنه يُحسم به الذهب في النهاية.

الطريق ما زال طويلًا، والبطولة لا تعترف بالتاريخ ولا بالأسماء، لكنها تحترم الفرق التي تدخلها بعقل بارد، وقلب حاضر، وخطة واضحة. ومصر حتى هذه اللحظة، تبدو وكأنها تسير لا بعجلة… بل بثقة.

وفي بطولات أفريقيا، الثقة الهادئة أخطر من الحماس الصاخب، والمنتخب الذي يعرف متى يصمت ومتى يضرب، هو المنتخب الذي يصل بعيدًا.

الآن تبدأ الحقيقة، وتبدأ المباريات التي لا تحتمل التجربة ولا المجاملة.
وهنا فقط سنعرف: هل كانت هذه الصدارة تمهيدًا… أم وعدًا بما هو أكبر؟

مقالات اخبار

مواقيت الصلاة

الأربعاء 04:17 مـ
11 رجب 1447 هـ 31 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:18
الشروق 06:51
الظهر 11:58
العصر 14:46
المغرب 17:05
العشاء 18:28