تكريم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب في دار الأوبرا المصرية

في إطار توجهات وزارة الثقافة المصرية الهادفة للاحتفاء بقمم الإبداع الفني في مختلف مجالاته، كرمت الدكتورة لمياء زايد، رئيسة دار الأوبرا المصرية، سيدة المسرح العربي القديرة سميحة أيوب، خلال أمسية ثقافية جاءت ضمن سلسلة "بهجة الروح"، الأمسية التي أعدها وقدمها الشاعر محمد بهجت، شهدت حضور نخبة من الفنانين والنقاد وجمهور غفير امتلات به جنبات المسرح الصغير بدار الأوبرا.

خلال الأمسية التي حملت عنوان "سيدة المسرح وسيدة القلوب"، أعربت رئيسة الأوبرا عن فخرها بتكريم رمز من رموز الفن المصري الأصيل، سميحة أيوب، وأكدت زايد أن دار الأوبرا، باعتبارها حاضنة للفنون الراقية، تفتخر بتكريم سيدة المسرح المصري والعربي التي قدمت على مدى سنوات طويلة نموذجًا فريدًا للفنان المتفاني في عطائه والذي جمع بين العطاء العظيم والإدارة الناجحة المتميزة.

تولّت سميحة أيوب إدارة المسرح القومي لفترة طويلة، قدّمت خلالها مجموعة من روائع العروض الفنية الراقية التي شارك فيها كبار النجوم في التأليف والإخراج والتمثيل، كما تولت إدارة المسرح الحديث في فترة عصيبة من تاريخ الوطن، وشهدت انتصار أكتوبر المجيد، وكانت من أولى المبادرين بالمشاركة الفعالة في النصر من خلال إنتاج عرض "مدد مدد شدي حيلك يا بلد" خلال أيام قليلة لوصف أحداث المعارك الجارية ووضع المشاهد في قلب الأحداث الوطنية واللحظة الخالدة.

على مر السنين، حصدت سميحة أيوب العديد من التكريمات، منها وسام الجمهورية في عيد العلم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1966، ووسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان بعد تقديمها مسرحية "فيدرا" على مسرح أوبرا باريس. كما أطلق عليها المفكر الفرنسي الكبير جان بول سارتر لقب "إليكترا المصرية" وأكد أنها أفضل من أدت هذا الدور من نجمات العالم، كما حصلت على وسام الاستحقاق عام 1983 من الرئيس السوري حافظ الأسد، حيث أطلق عليها لقب "سيدة المسرح العربي".

تتويجًا لدورها التنويري، اختارت وزارة التربية والتعليم المصرية الفنانة سميحة أيوب كشخصية عامة ونموذج يُدرس ضمن مناهج الوزارة للصف السادس الابتدائي، لإلقاء الضوء على تاريخها كشخصية مصرية مؤثرة، كما كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مُعبّرًا عن اعتزازه وتقديره لدور الفن الراقي في التنوير وبناء الشخصية المصرية، واليوم، يأتي تكريمها في دار الأوبرا المصرية قبل افتتاح دورة المهرجان القومي للمسرح المصري الجديدة التي تحمل اسمها، حيث أُهديت لها درع تذكاري تقديرًا لعطائها الفني ومسيرتها الإبداعية.

في كلمتها خلال الأمسية، أعربت سميحة أيوب عن سعادتها بالتكريم، مستعرضة ملامح من رحلتها الفنية بداية من التحاقها بالمسرح القومي وحتى توليها إدارته، مؤكدة على أهمية دور المرأة في المجتمع.

كما تحدث الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن ريادتها ومعاصرتها لزمن العمالقة، مقدمًا شكره لدار الأوبرا المصرية على هذا التكريم، ووصف أيمن الشيوي، مدير المسرح القومي، سميحة أيوب بأنها نموذج يُحتذى به في الفن المصري والعربي. ولقبها الفنان القدير رشوان توفيق بـ"ملكة المسرح"، مستعرضًا جوانب تجربته الفريدة معها على مدار مشواره الفني وتقديمها لأهم الأعمال الخالدة مثل "نرجس" و"رابعة العدوية".

الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز أشارت إلى أن ظهورها للمسرح العربي جاء على يد سميحة أيوب من خلال مسرحية "وطني عكا"، مضيفة أنها منحت كل من حولها الفن والأخلاق، معبرة عن سعادتها بهذا التكريم، وأكد المخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والقائم بأعمال البيت الفني للمسرح، على وجود سميحة أيوب في أهم ثلاث محطات في حياته الفنية، بداية من دراسته الإخراج في روما مرورًا بمشاركتها في فيلم من إخراجه.

كما تحدث الدكتور أشرف حسن البارودي، نجل الفنان حسن البارودي، عن عقلية سميحة أيوب الإبداعية المتكاملة، وأكد على كلامه الصحفية أمل فوزي، والفنان محمد أبو داوود، والشاعر جرجس شكري، الذين أشادوا بتاريخها الإذاعي ومعاصرتها لكل مراحل المسرح المصري.

اختتمت الأمسية بتقديم ابتهال "مولاي" من أداء ماهر محمود، ليكون ختامًا مميزًا لاحتفالية تكريم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب.