اشرف محمدين يكتب:-من يضحي بعشرة السنين في لحظة - لم يحبك حقا


في حياة كل إنسان، تمر علاقات تُزهر القلب وتُضيء الأيام، نبنيها عبر سنواتٍ من العِشرة والمواقف والذكريات. نظنها حصونًا منيعة ضد الزمن وتقلباته. نؤمن أن من شاركنا الحلم والسقوط، الفرح والألم، لا يمكن أن يفرط فينا يومًا. ولكن تأتي لحظة، ربما خاطفة، يسقط فيها القناع، ويذوب فيها البناء الذي استغرق سنوات، وكأن شيئًا لم يكن.
حينها نكتشف الحقيقة المُرة: من يضحي بعِشرة السنين في لحظة، لم يحبك حقا بل مجرد حب زائف وهن
الحب الحقيقي لا ينهار أمام اي ظروف ، ولا يتخلى عن صاحبه ، ولا يخون العهد تحت اي إغراء. الحب الحقيقي متين، يُقاتل، يُسامح، يُجاهد كي يبقى، لا يتبخر كأنه لم يكن. من اختارك في الرخاء وتخلى عنك في الشدة، لم يكن يومًا جديرًا بك. ومن خان العِشرة بقرار منفرد أو فكرة واهية او حسابات خاصة ، لم يعرف يومًا قيمة وجودك. فالحبيب الحقيقي هو من يظهر أمامه الف سبب و سبب للرحيل و يفضل البقاء
الخيانة ليست فقط أن تُترك، بل أن تُنسى في لحظة، أن يتم تجاهل كل ما قدمت، وكأنك لم تكن خير رفيقٍ وخير سند.
والخذلان الأكبر ليس الرحيل، بل الرحيل بلا سبب مقنع ، بلا تقدير لسنواتٍ نسجت خيوطها من القلب. و الاسوأ انه عند الرحيل تجدهم بارعون في تأليف روايات و حكايات لتبدو مذنبا بكل شيء
إنها ليست النهاية… بل بداية جديدة
رغم الألم والخذلان، يجب أن ندرك أن تلك اللحظات ليست نهاية القصة. من تخلى عنا بسهولة، أزاح عن طريقنا قناعًا كنا مخدوعين به. قد يكون الرحيل بداية لطفٍ جديد من الله، ليرسل لنا من يعرف قيمتنا بحق. ويشعرنا بوجودنا و يقدر إخلاصنا و نقاء قلوبنا حق تقدير
الحياة لا تتوقف عند من لا يقدروننا. كل نهاية موجعة تخبئ خلفها بداية أجمل.
فقد نلتقي يومًا بمن يمنحنا حبًا صادقًا لا يُقايض، وبمن يرى فينا كنزًا لا يُفرط فيه، وبمن يتمسك بأيدينا مهما عصفت بنا الأيام.
فلنتمسك بالأمل… ونكمل الطريق
علينا أن نداوي جراحنا بشجاعة، نمنح أنفسنا فرصة للشفاء، ونرفض أن نحمل أوزار خيبات الآخرين. فالحب الحقيقي موجود، والوفاء الحقيقي موجود، ولكن علينا ألا نبحث عنه في أماكن خطأ أو مع أناس خطأ.
لا تندم على طيبة قلبك، ولا على سنوات عطائك، ولا على الحب الذي منحتَه بصدق. أنت لم تخسر شيئًا… بل هم الذين خسروا روحًا نقية كانت بالنسبة لهم نعمة لم يعرفوا كيف يحافظون عليها. و اهم قرار تتخذه في هذه المرحلة هو إلا تنظر خلفك و ان تحب نفسك و تتطلع للمستقبل و كن واثقا انك تستحق الأفضل و واثقا في الله انه سيمنحك ذلك الشخص الذي يعوضك عن هذا الخذلان و يجعله سببا في فرحة قلبك المكسور
امضِ قدمًا… فالحياة لا تقف على أحد. فلا تغلق أبواب قلبك
لأنه في مكانٍ ما، وزمانٍ ما، هناك من ينتظرك، يمتلك قلبا نقيا صادقا لا يطلب منك إلا الحب و الوفاء و الاهتمام ، ليمنحك حبًا يليق بصدقك، واحترامًا يليق بقلبك.