اشرف محمدين يكتب:-الأمان أولاً – ثم تأتي باقي المشاعر

في عالمٍ تزداد فيه ضوضاء العلاقات، وتسود فيه السرعة على حساب المعنى، أصبح الأمان هو الاحتياج الأول قبل أي شعور آخر.
لم يعد يكفي أن يحبك أحدهم، بل الأهم أن تشعر بأنك في مأمن معه… أن تكون مطمئنًا إلى جواره، لا تخشى منه، ولا تخاف من من تقلبات الزمن و انت معه و لا من أزمة عابرة او سوء تفاهم بينكما
الأمان في الحب ليس ترفًا، بل هو الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء لاحق.
هو الشعور بالاستقرار النفسي، والسكينة العاطفية.
هو أن تشعر بأنك في علاقة لا تهددك، بل تحتويك… لا تستهلكك، بل تُغذيك. و لا تضعفك بل تقويك

الحب الحقيقي لا يزدهر في بيئة من التوتر والقلق، بل يحتاج إلى حاضنة من الطمأنينة والثقة.
لا يمكن للقلب أن يعطي بكامل طاقته إذا كان منشغلًا بالحذر، أو منشغلًا بجمع الأدلة ليطمئن.

الأمان هو أن تشعر بأنك مفهوم حتى في صمتك، ومقبول حتى في لحظات ضعفك.
أن تُحب على حقيقتك، دون تجميل أو تصنع… أن تجد في الآخر حضنًا لا يُشبه العالم الخارجي، بل يُضادّه. ليصبح هذا الحضن ملاذا لك من كل هموم العالم

المرأة، بطبيعتها، تبحث عن الأمان أكثر من أي شيء آخر… لا تريد رجلاً خارقًا، بل تريد رجلاً صادقًا…
رجلاً تشعر معه أن قلبها في يدٍ لا تهتز، وأن مشاعرها في موضع لا يُستهان به.

أما الرجل، فيبحث عن سكن… عن امرأة لا تُشعل بداخله مزيدًا من الحروب، بل تطفئ ما أشعله الزمن.
امرأة لا تُنافسه، بل تُسانده… لا تُحاسبه على لحظات ضعفه، بل تمنحه القوة من جديد.

الأمان ليس كلمات تُقال، بل مواقف تُثبت.
هو أن يكون الحبيب سندًا لا عبئًا، ملاذًا لا تهديدًا.
هو أن تتوافر الثقة، ويُختفى معها الخوف من الفقد، أو الشك، أو الخذلان.

حين يتوافر الأمان… تنمو المشاعر في هدوء، وتزدهر في سلام.
الغيرة تصبح محبة لا قيد، واللهفة تصبح شوقًا لا عبث، والحب يتحول من مجرد إحساس إلى أسلوب حياة.

حين يسبق الأمان المشاعر، تُصبح العلاقة ناضجة، قابلة للاستمرار، بل قادرة على تخطي الصعاب.

لذا، في كل علاقة حقيقية…
الأمان أولاً – ثم تأتي باقي المشاعر.

⸻

وحين نختار شريكًا للحياة، لنسأل أنفسنا أولًا:
هل يمنحني الأمان؟
فإن كانت الإجابة نعم…
فكل المشاعر الأخرى ستأتي، في وقتها، بشكلٍ أعمق وأجمل مما توقعت.

لأن الحب بلا أمان… مجرد عاصفة جميلة، لكنها لا تبني بيتًا.