مأساة دلجا: وفاة 6 أطفال من أسرة واحدة.. ونيابة المنيا تفتح تحقيقًا موسعًا


في مشهد مؤلم لا تحتمله القلوب، استيقظت قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا على فاجعة جديدة، بعد وفاة الطفلة "رحمة" صباح اليوم داخل مستشفى أسيوط، لتلحق بخمسة من أشقائها الذين فارقوا الحياة خلال الأيام الماضية في ظروف غامضة، وسط صدمة عارمة وحالة من الحزن تسود بين أهالي القرية.
الواقعة التي شغلت الرأي العام المحلي لم تكن مجرد حادث عرضي، بل امتدت لتتحول إلى قضية تحقيق جنائي وطبي، دفعت نيابة ديرمواس إلى إصدار قرار عاجل بنبش واستخراج جثتين من الأطفال المتوفين لعرضهما على الطب الشرعي، في محاولة لكشف السبب الحقيقي وراء سلسلة الوفيات المتتالية داخل الأسرة الواحدة.
تحقيقات مكثفة وشكوك متعددة
النيابة العامة بدأت تحقيقًا موسعًا شمل الاستماع إلى أقوال الجد، وعّم الأطفال، وزوجة والدهم، وهي الشخصيات الأقرب للأطفال داخل المنزل، وذلك في محاولة لفك طلاسم هذه المأساة غير المسبوقة.
وفي الوقت نفسه، أجرت مديرية الصحة بالمنيا فحصًا بيئيًا شاملًا داخل منزل الأسرة، وتم أخذ عينات من الطيور المنزلية والخبز الشمسي الذي تعتمد عليه الأسرة في غذائها اليومي، لتحليلهما والتأكد من خلوهما من أي مواد سامة أو ملوثة قد تكون السبب في تسمم غذائي قاتل.
والد الأطفال يصارع الموت
اقرأ أيضاً
وفاة الطفلة فرحة فى واقعة أسرة دلجا بأسيوط
رئيس الوزراء يتفقد اليوم عددا من المشروعات بمحافظة المنيا
المجلس القومي للمرأة يختتم فعاليات التدريب على ”مبادئ حرفة صناعة الحُلي ومشغولات النحاس” بمحافظة المنيا بالتعاون مع مؤسسة عزة فهمي
قتلوا طالب صيدلة.. سجن 10 مدانين في موقعة ”العزبة” بـ”منيا”
لتمكين المرأة بالنقابات المهنية.. ورشة تدريبية لعدد من الصحفيين في المنيا
حملات لمتابعة مواقف السيارات بملوي للتأكد من عدم زيادة الأجرة
إحلال وتجديد 5 مستشفيات ورفع كفاءة 8 أخرى بمراكز المنيا
إصابة 11 شخصا فى حادث تصادم بالمنيا
مصرع طفل صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق بإحدى قرى المنيا
إخلاء سبيل المتهمين فى مشاجرة بين عائلتين بالمنيا أصيب فيها 17 شخصا
مصرع شخص فى حادث تصادم سيارتين بالمنيا
محافظ المنيا يلتقى أعضاء مجلس النواب لمناقشة طلبات المواطنين بالقطاعات الخدمية
الجانب الأكثر مأساوية في القصة هو أن والد الأطفال لا يزال قيد العلاج داخل مستشفى أسيوط، ويعاني من نفس الأعراض الصحية التي سبقت وفاة أطفاله الستة، ما يزيد من احتمال وجود عامل بيئي أو غذائي مشترك، وربما يضع فرضية "التسمم الجماعي" في صدارة الاحتمالات، دون استبعاد وجود شبهة جنائية في خلفية الحادث.
قرية تحت الصدمة.. ومجتمع يترقب الحقيقة
داخل قرية دلجا، تسود حالة من الحزن الممزوج بالقلق، فالسكان هناك لم يستوعبوا بعد كيف يمكن لأسرة بأكملها أن تفقد أطفالها في أيام قليلة، دون سابق إنذار، وبصورة مفاجئة أثارت مشاعر الخوف والتساؤلات في نفوس الجميع.
المجتمع المحلي، كما الرأي العام، ينتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيقات وتقارير الطب الشرعي والتحاليل، لتحديد ما إذا كانت المأساة نتيجة إهمال بيئي، أو غذاء ملوث، أو أمر جنائي يستوجب المحاسبة.
هل نحن أمام مأساة عارضة أم ناقوس خطر؟
حادثة دلجا تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول مستوى الرقابة الصحية والبيئية في القرى الريفية، ومدى وعي الأسر بطبيعة الأغذية والأدوات المستخدمة داخل المنازل. كما تطرح تساؤلات عن جاهزية المنظومة الصحية لرصد مثل هذه الحوادث مبكرًا، قبل تفاقمها إلى كوارث إنسانية.
حادثة وفاة الأطفال الستة في دلجا ليست مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار يدعونا إلى الاهتمام بصحة المواطنين في الريف، وتعزيز ثقافة السلامة الغذائية والبيئية، وتكثيف الرقابة على المنازل والأطعمة والأسواق الشعبية.
وفي انتظار الحقيقة الكاملة، يبقى الأمل معقودًا على جهود النيابة والطب الشرعي في كشف الغموض، ومنح الأسرة المفجوعة إجابات طال انتظارها.