الخميس 31 يوليو 2025 05:48 صـ 5 صفر 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

أشرف محمدين يكتب.. مصر - الأرض التي تجري في عروقها الحضارة

أشرف محمدين
أشرف محمدين

أهل مصر أكرم الأعاجم، وأسمحهم يداً، وأفضلهم عنصراً - هكذا قال عبدالله بن عمرو بن العاص ولم تكن كلماته مجاملة عابرة، بل شهادة من التاريخ لبلدٍ ليس كباقي الأوطان
مصر هذا الاسم لا يحتاج إلى إضافات لا يقال مصر العربية ولا مصر الإسلامية ولا حتى القبطية - بل تقال فقط - مصر لأن في طيات اسمها يكمن المجد كله هي التي وُجدت قبل أن تُرسم الخرائط، وارتفعت حضارتها حين كانت الشعوب الأخرى تتلمس خطاها الأولى.
نحن مصريون أبناؤها بالفطرة نحمل طميها في دمائنا ورائحتها في ذاكرتنا، ونيلها يجري في شرايين انتمائنا.
لسنا ممن يركعون لاحد، ولا ممن يبيعون الولاء للمال. نحن من نركع لله فقط، ونعشق الأرض التي أورثناها الأجداد دون وساطة أو تنازل
مصر في قلب السماء ومهبط الأنبياء
في كل سطر من التاريخ، تمر مصر كرمز هي التي بارك الله أرضها، وجعلها مأوى للأنبياء.
جاء إليها إبراهيم عليه السلام واحتضنت يوسف وأكرمته وعاش فيها يعقوب، ونشأ بها موسى وكلم ربه على أرضها، وجاء إليها عيسى وأمه مريم هربًا من بطش الرومان، فوجد فيها أمنًا وسكينة، كما ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم.
فهل هناك أرض شهدت هذا العدد من الأنبياء والرسل؟ وهل هناك بقعة على وجه الأرض حباها الله بمثل هذا الاصطفاء الإلهي؟
مصر صانعة السياسة وقلب الثقافة
لم تكن مصر دولة هامشية في عالم السياسة. منذ فجر التاريخ، كانت تُحكم بالدولة والنظام والقانون، منذ عصر مينا موحد القطرين.
وفي العصور الحديثة، كانت ولا تزال الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط. إن اهتزت، اهتزت المنطقة كلها، وإن نهضت، حملت غيرها معها
وفي الثقافة، فهي منارة. حملت مشاعل التنوير للعرب وغير العرب. قدمت طه حسين والعقاد وأم كلثوم وعبدالوهاب ونجيب محفوظ - كل هؤلاء وغيرهم كانوا سفراء لمصر العقل والجمال - مصر الكلمة والنغمة والصورة
مصر ليست مادة في كتاب التاريخ بل هي التي كتبت التاريخ
هي التي علمت العالم كيف تُبنى الحضارات، لا بالصراخ ولا بالفتوحات، بل بالفكر والإبداع والمعمار. هي التي شيّدت المعابد لا لتخيف، بل لتُبهر. وبنت الأهرامات لا لتتفاخر، بل لتُخلد المجد
الكرامة المصرية لا تباع
نحن لا نحني رؤوسنا لأحد. لا نفتخر بحليف، ولا نُذل أمام خصم. من يعشق مصر نعشقه، ومن يهاجمها نفضحه ونتركه لغبار النسيان.
نحن لا نُباع، ولا نُشترى، ولا نُغدر. الكرامة تجري في دمائنا، ليست عرضًا موسميًا في ساحات السياسة
لذلك لا تستغرب من محاولات الهجوم على مصر - فالشجرة المثمرة وحدها من تُرمى بالحجارة.
مصر كانت وستبقى - أم الدنيا
وختامًا - إلى كل من يسكن تراب مصر، وإلى من تحن قلوبهم إليها من بعيد
إلى كل من يحمل في صدره هوية مصرية
لا تترك رأسك ينحني
لا تسمح لخيبة أن تكسر قلبك ولا لإحباط أن يُطفئ روحك
أنت ابن حضارة علّمت الدنيا كيف تُبنى الأمم وكيف تُقاوم المحن وكيف تُحفر الخلود في الصخر
حين تتعب من الضغوط تذكر أن أجدادك لم يكن لديهم تكنولوجيا ولا ثروات بترولية ولكنهم بنوا الأهرامات التي لا تزال تُبهر العالم، بلا مساعدة من أحد.
حين تشعر أن العالم يتجاهلك - تذكّر أن العالم لا يستطيع أن يتجاهل مصر أكثر من لحظات قليلة، ثم يعود إليها، يطلب ودّها، ويحسب لها ألف حساب
يا ابن مصر، أنت لا تعيش على أرضٍ عادية، بل تمشي على ترابٍ سجد فيه أنبياء، ووقف عليه الملوك، وكتبت عليه الأمم تاريخها
فلا تسمح أن يُختزل وطنك في أزمةٍ عابرة أو خبرٍ عابر أو رأيٍ ملوث.
ولا تسمح لأحد، مهما كان، أن يُلخص مصر في مشهد أو موقف أو هفوة.
مصر أكبر من كل ذلك مصر أكبر من السياسة، وأقدم من الدول، وأعمق من المصالح
إلى الجيل الجديد
لا تسمحوا أن تُسلب منكم روح الانتماء.
أنتم لستم مجرد مواطنين، أنتم ورثة حضارة.
احملوا لواء التنوير، وافخروا بأنكم مصريون لا لمجرد الهوية، بل لأنكم تنتمون إلى قصة هي الأعظم على الأرض
صحيح أن التحديات كثيرة، لكن من تربى على ضفاف النيل يعرف كيف يصنع من الأزمة فرصة، ومن المحنة معجزة
ومَن يحمل جينات الفراعنة لا يُهزم بسهولة - فقط يحتاج أن يتذكّر من هو، ومن أين جاء، وما الذي يجري في دمه
ومصر
مصر لا تنتظر من يُدافع عنها، فهي قادرة على الدفاع عن نفسها.
لكنها تحتاج من يُحبها بصدق، من يخدمها بإخلاص، من يُجيد الحديث عنها، لا بالشعارات، بل بالفعل والعمل والنظرة العميقة
هي أم الدنيا
وستبقى دوما رغم كل شيء

مصر مصر ارض الحضارة مقالات اشرف محمدين

مواقيت الصلاة

الخميس 05:48 صـ
5 صفر 1447 هـ 31 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:35
الشروق 05:13
الظهر 12:01
العصر 15:38
المغرب 18:50
العشاء 20:17