« من الآخر.. » مع مها الوكيل


« من الآخر.. » مع مها الوكيل ، كاتبة بتحب تحكي من القلب، وتقول اللي الناس بتحسه بس مش دايمًا بتعرف تعبر عنه.
اختاري رقم وعيشي عليه… السن مجرد إشاعة!
فيه ستات لما تسألهم "عندك كام سنة؟"
تقولوا لك بكل ثقة:
"أنا لسه واقفة عند ١٧"
وغيرها تقول: "أنا بعتبر نفسي ٢٧ على طول"
وتلاقي واحدة تانية بكل حسم: "٣٧ ده سن النضج الذهبي… ومش ناوية أعدي!"
طب وليه لأ؟!
مين قال إن العمر بيتقاس بالسنين؟
العمر بيتقاس باللي عملتيه…
بالضحكة اللي طلّعتيها من قلبك…
بالهوا اللي تنفّسِتيه وإنتي رايقة…
بالمشاريع اللي حبيتيها…
والناس اللي بعدتي عنهم علشان تحافظي على سلامك العقلي.
يعني هو إحنا اتولدنا نعد سنيننا ولا نعدّل حياتنا؟
إحنا كمجتمع بنحب نحصر الست في خانة:
"كبّرناها على اللبس ده"
"عدّت السن اللي ممكن تغيّر فيه شغلها"
"هي فاكرة نفسها صغيرة؟"
طب هو في قانون بيقول إن الست كل ما تكبر لازم تبطل تحب الحياة؟
فين اللائحة التنفيذية اللي قررت إن السعادة ليها تاريخ صلاحية بعد الأربعين؟
الست مش تاريخ ميلاد… الست قصة
ست وقفت مع الدنيا على الحلوة والمرة
ضحكت كتير لما كانت مخنوقة
شالت عيال وجوز وشغل وبيت، ولسه بتقنع نفسها إنها “كويسة”
لكن لما تيجي تقول "أنا عايزة"،
تتقالها الجملة العظيمة:
"عيب… سنك!"
طب خلاص يا جماعة…
خلوا كل واحدة تختار الرقم اللي ترتاح له.
عايزة تبقي ١٧؟ خدي سيلفي في الشمس وقولي صباح الجمال!
حاسّة إن ٢٧ مناسب لنفسيتك؟ روحي حفلة، ارقصي، واتفرجي على فيلم رومانسي!
٣٧؟ سنّ النضج الخارق… البسي البدلة وخشي ميتينج و انتي فاهمة كل حاجة قبل ما تتقال!
"عيشي "بمبي بمبي" زي ما قالت الست سعاد حسني
مش لازم تمشي طول حياتك في مود الأبيض والأسود
ليه لأ؟
عيشي بمبي!
-
لو نفسك في لبس ملوّن، البسي
- لو نفسك في شغل جديد، جرّبي
- لو محتاجة كوتشينج نفسي، روحي
- لو عايزة تتفسّحي لوحدك، اتفسّحي
- لو زهقتي من المجاملات، اعتزليهم
اللي يقولك "في سنك؟!"
قولي له: "آه، في سني… ولسه فيه كتير جاية!"
مش لازم نمشي طول حياتنا على نظام "الواجبات المنزلية":
كبرتي؟ شيلي
تعبتي؟ استحملي
زهيقتي؟ اصبري
فرحتي؟ خفي شوية علشان الناس ما تحسدكيش
يا ست الكل،
هو انتي كتالوج غسالة؟
ولا جدول سنوي للوزارة؟!
إنتي بني آدمة،
ولكِ كل الحق إنك تعيشي…
بالطريقة اللي تعجبك
في السن اللي يريحك
بالشكل اللي يرضي قلبك
وبصي على نفسك في المراية وقولي:
"أنا مبسوطة؟"
"أنا راضية عن اختياراتي؟"
"أنا حابة اللي وصلت له؟"
ولو الإجابة فيها تردد…
يبقى لازم تعيدي التوزيع الموسيقي لحياتك
وتبدئي من تاني،
حتى لو الناس كلها قالت لك: "اتأخرتي"
مفيش حاجة اسمها تأخير، فيه حاجة اسمها "كنت مشغولة بغيري… وجِه وقتي."
ياست الستات متفتكريش انك لوحدك !
كلنا جوانا الست اللي حابة ترجع ١٧
واللي زهقت من المسؤوليات
واللي عايزة تقرر لأول مرة من غير ما تستأذن
كلنا اتربينا على إننا نأجّل نفسنا
بس جه الوقت نكمّل نفسنا.
من الآخر يا ست الكل:
عايزة تنجحي؟
ابدئي دلوقتي
مش مهم السن
المهم إنك تكوني إنتي… مش "النسخة المقبولة مجتمعيًا"
وحياتك عندي، الست لما تقرر تعيش… المجتمع كله بيرتبك!
مش متعودين يشوفوها بتضحك من غير ما تستأذن
ولا بتختار من غير ما تستعرض الأحزان
ولا بتقول "كفاية كده… دلوقتي دوري"
قبل ما أقفل معاكم…
لو هتختاري سن تعيشي عليه… تختاري كام؟
١٧؟ ٢٧؟ ٣٧؟
ولا هتخترعي رقم جديد مخصوص ليكي؟
شاركوني في التعليقات…
وقولولي:
"لو حياتك هتبدأ النهارده، هتبدأيها من سن كام؟ وليه؟"
من الآخر…
اختاري رقم، وعيشي عليه… والباقي كله كدبة بيضة على البطاقة!
مع تحياتي من الاخر
مها الوكيل