ممرض شاب يستغيث: أصبت بفيروس الإيدز من إبرة ملوثة بالمستشفى.. فتم طردي بدل دعمي


طلق ممرض شاب خريج كلية التمريض بجامعة الإسكندرية استغاثة مؤلمة، بعد تعرضه لإصابة عمل خطيرة إثر وخزه بإبرة ملوثة أثناء فترة تدريبه العملي داخل المستشفى الرئيسي الجامعي، ليكتشف لاحقًا إصابته بفيروس HIV – الإيدز. إلا أن الصدمة لم تتوقف عند حدود المرض، بل امتدت إلى إجراءات تعسفية وصفها بأنها «عقاب على جريمة لم يرتكبها»، حيث تم إيقافه عن الامتياز ومنعه من دخول الكلية وكأنه مجرم، رغم أن ما تعرض له كان حادث عمل يستوجب الرعاية لا الإقصاء.
بداية المأساة: من حلم التمريض إلى الإصابة القاتلة
الشاب "ع.ز" – خريج المعهد الفني للتمريض وملتحق بالامتياز في وحدة الطب الحرج بالمستشفى الجامعي – يروي تفاصيل الحادثة قائلاً: «كنت مجرد طالب امتياز، تم تكليفي بمهام أكبر من خبرتي، وأثناء سحب عينة دم ABG تعرضت لوخز بإبرة ملوثة.. ومن هنا بدأت حياتي تتغير بالكامل».
ويؤكد الممرض الشاب أن تعامل الإدارة مع الحادثة كان صادمًا، فلم يتم شرح بروتوكول مكافحة العدوى له أو اتخاذ الإجراءات الوقائية العاجلة كما هو متعارف عليه، بل مرّ الأمر مرور الكرام. وبعد عدة أشهر، وتحديدًا في فبراير 2025، ظهرت عليه أعراض غريبة مثل نزيف الفم، ليكتشف بعد إجراء التحاليل إصابته بفيروس الإيدز.
بدل الدعم.. تعسف وإيقاف عن العمل
يضيف "ع.ز" أن ما كان ينتظره هو الدعم النفسي والطبي باعتباره مريضًا وضحية إصابة عمل داخل المستشفى، لكنه فوجئ بعكس ذلك تمامًا: «ذهبت لمكتب مكافحة العدوى على أمل المساندة، لكن ما حدث كان العكس، تم إيقافي عن الامتياز بشكل مفاجئ ودون أي سند قانوني، كما تم التشهير باسمي بين العاملين وكأني ارتكبت جريمة».
اقرأ أيضاً
تجديد حبس قاتل زوجته والمتهم بطعن ابنته في المرج
إنقاذ 19 طفلا من أعمال التسول وضبط 6 متهمين يستغلونهم في مدينة نصر
سر القرنفل السحري.. ماذا يحدث لجسمك عند شرب ماء القرنفل يوميًا؟
وداعًا للإمساك والبواسير.. 5 بذور سحرية من مطبخك تعيد الراحة لأمعائك
الزنجبيل.. سر الشباب الدائم ومضاد طبيعي يحميك من الأمراض المزمنة
اغسل يديك… سر الصحة والوقاية الذي نغفل عنه أحيانًا
الإفطار سر القلب السليم: كيف يحميك من ارتفاع ضغط الدم وأمراض خطيرة؟
أم سجدة في ورطة جديدة بسبب محتوى على السوشيال ميديا
غسل أموال بـ15 مليون جنيه.. تجديد حبس سوزي الأردنية 15 يومًا
الداخلية: ضبط راقصة تبث مقاطع مخالفة للآداب العامة
7 سبتمبر.. أولى جلسات استئناف محاكمة ”شهاب بتاع الجمعية” بتهمة البلطجة
6 سيارات إسعاف و3 إطفاء في موقع حادث انفجار خط الغاز بالإسماعيلية
وتفاقمت الأزمة حين تم منعه من دخول كلية التمريض نفسها، وإيقافه على بوابة الكلية بقرار إداري، ما دفعه لتحرير محضر رسمي لإثبات الواقعة برقم 8742، بجانب تقديم شكوى على بوابة مجلس الوزراء برقم 10105894 بتاريخ 21 يونيو 2025، لكنه حتى الآن لم يتلق ردًا نهائيًا.
"مشكلتك مش مشكلتنا"
حسب استغاثته التي نشرها الكاتب والإعلامي الدكتور خالد منتصر عبر حسابه على فيسبوك، لجأ الممرض الشاب إلى أكثر من جهة داخل الجامعة، منها مكتب مكافحة العدوى، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، كلية التمريض، والمعهد الفني، لكن الرد – على حد وصفه – كان صادمًا: «مش مشكلتنا».
ويتابع: «قدمت كل المستندات والتقارير الطبية التي تثبت أن الفيروس خامل، وحالتي مستقرة بشهادة مستشفى الحميات، ورغم ذلك لم يسمحوا لي باستكمال الامتياز ولو بشكل إداري، ولم أحصل على شهادة التخرج التي أحتاجها للتجنيد مثل زملائي».
بين الألم والظلم.. صرخة للكرامة
لم يخفِ الشاب حالته النفسية الصعبة جراء ما تعرض له، قائلاً: «أنا دلوقتي في وضع نفسي لا يُحتمل.. حلمي كان أبقى ممرض وأساعد الناس، لكن حياتي اتحولت لجحيم، تم التعامل معايا كمجرم مش كمريض وضحية إصابة عمل، وصلت لمرحلة فكرت أنهي حياتي بسبب الظلم والمهانة».
ويضيف: «أنا مش بطالب بمعاملة خاصة، كل اللي عايزه حقي في استكمال الامتياز ولو إداري، حقي في شهادة التخرج، والتحقيق العادل في إصابتي داخل المستشفى، والأهم حقي إني أعيش بكرامة».
دروس مؤلمة ورسائل للمجتمع
قصة هذا الممرض الشاب تفتح ملفًا حساسًا حول سلامة الأطقم الطبية وضرورة الالتزام الصارم بإجراءات مكافحة العدوى داخل المستشفيات الجامعية والحكومية، إلى جانب أهمية التعامل الإنساني مع العاملين حال تعرضهم لإصابات عمل.
فالأطباء والممرضون ليسوا مجرد موظفين، بل هم خط الدفاع الأول عن حياة المرضى، وأي إهمال في حمايتهم يعرضهم لمخاطر قاتلة. كما أن إصابة شخص بفيروس HIV – الإيدز لا تعني نهايته أو عدم قدرته على العمل، فكثير من المصابين يعيشون حياة طبيعية ويزاولون أعمالهم بكفاءة كاملة مع العلاج والمتابعة.
الاستغاثة التي أطلقها الممرض الشاب "ع.ز" ليست مجرد قصة شخصية، بل هي ناقوس خطر يذكرنا بضرورة مراجعة سياسات حقوق العاملين بالمجال الطبي، وضمان حمايتهم ورعايتهم عند التعرض لأي إصابة عمل.
إن ما يطالب به الشاب ليس رفاهية، بل حقوق أصيلة: استكمال الامتياز، الحصول على شهادة التخرج، عدم التشهير به، والتحقيق العادل في واقعة إصابته. وفي النهاية، رسالته الأخيرة كانت صريحة: «عايز أعيش بكرامة.. زي أي إنسان».