ترامب آخرهم.. رؤساء حلموا بجائزة نوبل للسلام ولم يحصلوا عليها
منذ أكثر من قرن، شكّلت جائزة نوبل للسلام واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل في التاريخ الحديث، فهي لا تُمنح فقط لمَن يوقف حربًا، بل أيضًا لمن يُلهم أملاً أو يفتح طريقًا نحو المصالحة، ومع ذلك، ظل كثير من الرؤساء والقادة السياسيين يحلمون بها دون أن يلمسوا ذهبها اللامع.
كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أحد أبرز الذين سعوا علنًا إلى نيل الجائزة، فبعد وساطته لتوقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية عام 2020، تحدّث ترامب أكثر من مرة عن “استحقاقه الكامل لجائزة نوبل للسلام”، بل ألمح إلى أنه “لم يحصل عليها لأسباب سياسية”.
لكن لجنة نوبل رأت أن الاتفاقيات لم تؤدِّ إلى استقرار فعلي في المنطقة، لتبقى الجائزة خارج متناول الرئيس الأكثر جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
الرئيس بيل كلينتون لعب دورًا محوريًا في اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993، لكن لجنة نوبل فضّلت أن تمنح الجائزة لثلاثة من أطراف الاتفاق: رابين، بيريز، وعرفات — بينما خرج كلينتون من المشهد بلا تتويج.
وفي مفارقة لافتة، حصل خلفه باراك أوباما على الجائزة عام 2009 في بدايات ولايته، “تشجيعًا لخطابه الداعي للسلام”، رغم أن سياساته لاحقًا لم تُحدث التغيير المأمول، ما جعل الجائزة نفسها موضع انتقاد.
لم يخفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعجابه بفكرة نوبل، خاصة بعد دوره في الوساطة السورية عام 2013، حين تم التوصل إلى اتفاق لتدمير الأسلحة الكيميائية هناك.
ورغم الترشيحات التى وصلت إلى اللجنة، فإن النزاعات التي انخرطت فيها موسكو لاحقًا جعلت أي فرصة للتتويج شبه مستحيلة.
الأمر نفسه ينطبق على بنيامين نتنياهو، الذي رُشّح اسمه عام 2020 بسبب “اتفاقيات إبراهام”، لكنه سرعان ما واجه انتقادات بسبب استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ففي النهاية، تكشف جائزة نوبل للسلام أنها ليست تكريمًا للوعود أو الخطابات، بل تقييمًا للنتائج، فكثير من الزعماء حاولوا نيلها لتخليد أسمائهم في التاريخ، لكن اللجنة كانت أكثر تحفظًا، مفضّلةً أن تمنحها لمن أحدث تغييرًا ملموسًا لا لمن تحدّث عنه.










