الإثنين 27 أكتوبر 2025 04:29 مـ 5 جمادى أول 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

مها الوكيل تكتب من الاخر : المتحف الكبير ،، وحكايته

مها الوكيل تكتب من الاخر : المتحف الكبير ،، وحكايته
مها الوكيل تكتب من الاخر : المتحف الكبير ،، وحكايته

بص يا سيدي، المصريين عندهم قصة عشق غريبة مع المتحف الكبير، اللي هو أكبر متحف في العالم تقريبًا، واللي بيطلّ على الأهرامات كده بمنظر يخليك تقول "هو في كده؟"


الموضوع بقى له سنين والناس بتسمع عنه أكتر ما شافته، لدرجة إن في واحد كان بيقول: "ده المتحف الكبير بقى زيه زي الأتوبيس اللي مش بييجي، نسمع عنه أكتر ما نشوفه!"

بس بصراحة، أي مصري قلبه بيتفتح أول ما يسمع كلمة "المتحف الكبير"، لأن جوّاها حاجة تِخصّه، حاجة من ريحة أجداده، من تماثيل كانوا هما اللي عملوها بإيديهم، ومن حضارة عمرها آلاف السنين.


بس برضه، بطريقتنا اللطيفة، أول ما نسمع عن افتتاحه، تلاقي الشعب كله قلبها نكتة:


واحد يقول "هو هيفتح إمتى بالظبط؟ عشان أظبط الإجازة!"
والتاني يرد: "استنى يا عم، خلّيهم يفتحوا الأول وبعدين نحجز التذاكر في سوق التخفيضات !"

المصريين لما بيروحوا المتاحف عموماً، بيروحوا بنوايا مختلفة جدًا.
فيه اللي رايح يتثقف، وفيه اللي رايح يدوّر على الكافيه اللي جوّه، وفيه اللي رايح عشان يكتب على فيسبوك:

"أنا وسط الحضارة يا جماعة.. مش قادر أوصف الإحساس!"
وفي الحقيقة هو مش شايف غير الكاميرا الأمامية

بس المتحف الكبير حاجة تانية خالص.


ده مشروع المصريين في العصر الحديث اللي بيقول: "إحنا لسه هنا، ولسه عندنا اللي نقدمه".
المبنى نفسه تحفة معمارية، واسع كأنك داخل التاريخ برجلك، وكل حاجة فيه معمولة بدقة: الإضاءة، التصميم، الزجاج اللي بيخلي التمثال يكلمك من بعيد كده ويقولك "صباح الفل يا حفيدي!"

وأجمل حاجة، إن المصريين بيشوفوا في المتحف ده مش مجرد تماثيل، لكن حكاية مستمرة.
يعني لما تشوف تمثال رمسيس واقف في نص البهو، تحس إنك شايف مصر كلها في وقفة واحدة: شامخة، وثابتة، ومبتتهزش.


حتى الشباب الصغير اللي كان فاكر الفراعنة دول مجرد أسئلة في امتحان التاريخ، لما يدخل هناك ويتفرّج، هتلاقيه طالع يقول:


"يا جماعة، دول كانوا عباقرة بجد!"

وطبعًا ما ننساش خفة دم المصريين حتى جوه المتحف،
اللي تلاقي واحد بيقول لمراته: "صوّريني مع التمثال ده، شكله نفس مودي وأنا رايح الشغل!"
وواحدة تانية تسأل المرشد: "هو ده تمثال حقيقي ولا ماكيت؟"
وواحد داخل يسأل: "فين المخرج يا جماعة؟ أنا تايه من عند رمسيس!"

بس رغم كل الهزار، المصريين فعلاً فخورين بالمتحف الكبير.
كل واحد فيهم حاسس إن دي حاجة تخصه، حاجة بتقول للعالم كله: “إحنا أصل الحكاية.”
الناس في الخارج عندها متاحف بتحكي عن تاريخ غيرها،
إحنا عندنا متحف بيحكي عنّا إحنا، وعن حضارة كانت ومازالت بتعلّم الدنيا كلها.

ومن غير ما نحس، المتحف الكبير جمع بين زمان ودلوقتي…
بين اللي بنوا بالحجر، واللي بيبنوا بالزجاج والخرسانة.
بين المصري القديم اللي ساب بصمته في كل حجر، والمصري الحديث اللي لسه بيحاول يسيب بصمته بطريقته.

من الآخر:

المتحف الكبير مش بس مكان للفرجة، ده كأنه مراية بنشوف فيها نفسنا.
فيها الجد اللي كان بيبني الهرم، والحفيد اللي لسه بيضحك وبيحلم.
وفي كل مرة حد هيزور المتحف، هيخرج منه وهو حاسس إنه مش مجرد زائر…
ده واحد من أصحاب المكان.

مواقيت الصلاة

الإثنين 04:29 مـ
5 جمادى أول 1447 هـ 27 أكتوبر 2025 م
مصر
الفجر 04:38
الشروق 06:05
الظهر 11:39
العصر 14:48
المغرب 17:13
العشاء 18:31