النيابة تحقق في سيارة محمد صبري وتفريغ الكاميرات لتحديد وجود شبهة جنائية.«عمري ما شوفت المخدرات».. انهيار سارة خليفة في المحكمهللمرة الأولى.. واشنطن تطرح «إقامة دولة فلسطينية» في مشروع أمام مجلس الأمن.اشرف محمدين يكتب:-كسر القلوب وقهر المشاعر - حين يعجز الاعتذار عن الترميمإطلالة فرعونية راقية.. غادة إبراهيم تتألق بفستان ذهبي في مهرجان القاهرة‎بإطلالة أنيقة.. عمر رياض يخطف الأضواء في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي.في مهرجان القاهرة.. سالي شاهين تثير الجدل بسؤالها المفاجئ: «الناس بتتجوز ليه؟».طرح إعلان فيلم كان ياما كان فى غزة قبل عرضه بمهرجان القاهرةمونيكا بيلوتشي ورامي مالك وتارا عماد في روما.. اعرف التفاصيلافتتاح جناح الإسكندرية للفيلم القصير في سوق مهرجان القاهرة السينمائى السبتمازن الغرباوى يقدم ماستر كلاس فى الإخراج المسرحى بمهرجان القاهرة للطفلحسين فهمى: ترميم الأفلام فى مهرجان القاهرة مهم للحفاظ على التراث
السبت 15 نوفمبر 2025 01:23 مـ 24 جمادى أول 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

اشرف محمدين يكتب:-كسر القلوب وقهر المشاعر - حين يعجز الاعتذار عن الترميم

أخبار مصر 2050

في عالم العلاقات الإنسانية، كثيرًا ما نظن أن الكلمات تملك القدرة السحرية على إصلاح ما انكسر، وأن الاعتذار كفيل بإعادة المياه إلى مجاريها، وكأن الجرح الذي خلّفته قسوة كلمة أو خذلان موقف يمكن أن يندمل بمجرد جملة: “أنا آسف”. لكن الحقيقة أكثر قسوة من ذلك؛ فكسر القلوب وقهر المشاعر لا يصلحهما بحور من كلمات الاعتذار، لأن ما يتحطم في الداخل أعمق بكثير من أن يُجبره مجرد صوت أو حروف.

القلب ليس زجاجًا يُلصق بالغراء، ولا المشاعر أقمشة تُرقّع بخيوط رفيعة. القلب حين يُكسر، يُفقد شيئًا من نقائه، شيئًا من أمانه، شيئًا من قدرته على التصديق من جديد. والمشاعر حين تُقهر، تُصبح أكثر هشاشة، تتعلم الخوف من التكرار، وتضع جدارًا خفيًا بينها وبين الآخرين، حتى وإن بدت متصالحة أو متسامحة من الخارج. إن ما يُكسر فينا لا يُرى، لكنه يُغيّر فينا الكثير، يُبدّل نظرتنا للحياة، ويجعلنا أكثر حذرًا في الحب، وأكثر عقلًا في العطاء، وأقل اندفاعًا في الثقة.

إن الاعتذار الحقيقي ليس كلمة تُقال، بل فعل يُترجم. الاعتذار ليس مشهدًا عابرًا من دموع أو وعود لا تجد طريقها إلى الواقع، بل هو التزام بالتصحيح، وإصرار على أن لا يتكرر الخطأ مرة أخرى. الاعتذار ليس مجرد محاولة للهروب من تأنيب الضمير، بل شجاعة مواجهة، وجرأة على الاعتراف بالذنب، وسلوك مختلف يثبت أن التجربة كانت درسًا لا محطة عابرة.
وما أكثر الذين يتقنون الاعتذار بالكلمات، ويعجزون عن الاعتذار بالفعل. وما أكثر الذين يعتذرون خوفًا من فقد المكانة، لا احترامًا للمشاعر التي جرحوها. فالاعتذار الحقيقي لا يحتاج إلى مسرح ولا جمهور، بل إلى ضمير حيّ يعرف أنه حين يؤذي روحًا، فقد اقترب من حدودٍ لا ينبغي تجاوزها.

كثيرون يخطئون، ثم يظنون أن قول “سامحني” أو “آسف” سيعيد كل شيء كما كان، في حين أن ما انكسر قد غيّر شكل العلاقة إلى الأبد. فالمسامحة قد تأتي، نعم، لكنها لا تعني عودة الثقة الكاملة. والصفح قد يُمنح، لكنه لا يُلغي أثر الجرح. والإنسان حين يُخذل، لا ينسى بسهولة، حتى وإن اختار الاستمرار. فهناك جروح تُغلق على مضض، لكنها تظل تُوجِع عند أول لمسة. وهناك قلوب تسامح بوعي، لكنها لا تنسى لأن الذاكرة لا تملك زرّ النسيان.

إن كسر القلوب ليس مجرد لحظة غضب، بل قد يكون بداية شرخ طويل في رحلة بين اثنين. وقهر المشاعر ليس انفعالًا عابرًا، بل قد يتحول إلى ندبة تُرافق الروح طوال العمر. لذلك، فإن أصدق اعتذار هو الذي يتجنّب أن يجعل الآخرين في حاجة إليه أصلًا، هو ذلك السلوك الواعي الذي يضع كرامة من يحب نصب عينيه، فيحرص على أن لا يكسرها.
ولأن الكلمة قد تكون خنجرًا، والصمت قد يكون طعنة، يجب أن نتعلم كيف نحمل مشاعر الآخرين كما نحمل شيئًا هشًّا في أيدينا. فالمشاعر لا تتحمل التجارب القاسية مرارًا، ومن يظن أن الحب يغفر كل شيء، يجهل أن الحب أيضًا له طاقة تنفد.
الاعتذار أحيانًا يُنقذ ما تبقى، لكنه لا يُعيد المفقود. والقلوب التي تنكسر قد تستمر، لكنها لا تعود كما كانت. لذلك، فلنكن أحن وأوفى، ولنتذكر أن الحفاظ على مشاعر من نحب أعظم بكثير من محاولة ترميمها بعد أن نكسرها. فالقلب الذي نحميه اليوم قد يكون السند الذي ينقذنا غدًا، والروح التي نصونها اليوم قد تكون هي وحدها القادرة على أن تغفر لنا حين نضعف.
كسر القلوب وقهر المشاعر جريمة لا تُرتكب في الجسد بل في الروح، جريمة صامتة لا يُسمع لها صدى خارجي، لكنها تترك ارتجاجًا داخليًا يهزّ الكيان كله. قد يظن البعض أن الأمر يمرّ مع الوقت، وأن الذاكرة تنسى وتُسقط تفاصيل الوجع، لكن الحقيقة أن القلب لا ينسى ما جعله يرتجف خوفًا من أن يُكسر مرة أخرى. فالزمن قد يخفف حدّة الألم، لكنه لا يمحو أثره، تمامًا كالأثر الذي يتركه الزجاج المكسور حتى بعد ترميمه.

الأشد قسوة من الكسر ذاته، هو شعور الضحية أن من كسرها لم يفهم حجم جريمته، ولم يستوعب مدى الخراب الذي خلّفه. الاعتذار في هذه اللحظة يبدو باردًا، فاقدًا لحرارته، لأنه يجيء ليُريح المعتذر أكثر مما يواسي المكسور. وهنا يكتشف القلب أن الحب الحقيقي ليس في الكلمات، بل في الأمان الذي يمنحه الطرف الآخر، وفي الوفاء الذي يحميه من لحظات الانكسار.
علينا أن ندرك أن العلاقات لا تُبنى على القوة، ولا على منطق الانتصار والهزيمة، بل تُبنى على الحنان، على الوفاء، على إدراك أن الطرف الآخر إنسان له قلب هشّ يحتاج للرعاية قبل أن يحتاج للكلمات. فالاستقواء على المشاعر خيانة، والتهاون في حفظ الوعود انكسار، والتقصير في صون القلوب ليس مجرد خطأ بل هو قتل بطيء للحب ذاته.
فمن يُحب حقًا لا يختبر حدود صبر الآخر، ولا يجرّب إلى أي مدى يمكنه أن يجرحه ثم يعود. لأن الحب الحقيقي لا يقيس قوته بقدرته على الكسر، بل بقدرته على الصون، على أن يبقي القلب الآخر مطمئنًا مهما كانت العواصف
لذلك، إن أردنا أن نُبقي على من نحب، فلنحرص على أن نكون سبب أمانهم لا مصدر خوفهم، ولنضع في أذهاننا أن الوقاية دائمًا أرقى من العلاج، وأن الحفاظ على قلب سليم أجمل من محاولة مداواة قلب مكسور. فالمشاعر حين تُصان تكبر وتزدهر، أما حين تُقهر، فإنها تُذبل وتموت حتى وإن تظاهرت بالحياة.
فاحذروا أن تُطفئوا فيمن يحبكم نورًا لا يُشعل مرة أخرى، واحذروا أن تجرحوا قلوبًا ما زالت تختبئ خلف ابتسامة هادئة. لأن ما يُكسر في الداخل لا يُرى، لكنه يُغيّر فينا إلى الأبد
في نهاية المطاف، لا شيء يُضعف الإنسان أكثر من خيبةٍ جاءت من يدٍ كان يظنها الأمان. فالقلب لا يُكسر من البعيدين، بل ممن كان يومًا أقرب من النفس. وكل جرح لا تراه العين، يظل في الروح حيًّا، ينبض مع كل ذكرى، ويذكّر صاحبه بأن الطمأنينة لا تُمنح، بل تُبنى لبنة لبنة، حتى تصبح وطنًا آمنًا.

العلاقات لا تنهار فجأة، بل تتهشّم ببطء، بقدر تراكم اللحظات التي لم يُفهم فيها الصمت، ولم يُقدَّر فيها الوجع، ولم يُلتفت فيها إلى النداء الخافت داخل القلب. وما أشدّ الندم حين يكتشف أحدهم أن من كان ينتظر منه حضنًا، لم يجد سوى برود الكلمات.

إن كسر القلوب ليس نهاية حبٍّ فقط، بل نهاية ثقةٍ في أن الحب قادر على الحماية. والذين يظنون أن الزمن كفيلٌ بالشفاء، ينسون أن بعض الكسور تبقى شاهدةً إلى الأبد، لا تُرى، لكنها تذكّرنا دومًا أن أقسى ما في العلاقات ليس الفراق، بل التغيّر الذي يسبق الفراق، حين يتحوّل الدفء إلى برود، والاهتمام إلى صمت، والحب إلى ذكرى.

فاحذروا أن تُهملوا من يحبك. و احذروا ان تستهينوا بوجع صامت

اخبار مقالات اخبار مصر

مواقيت الصلاة

السبت 01:23 مـ
24 جمادى أول 1447 هـ 15 نوفمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:50
الشروق 06:20
الظهر 11:40
العصر 14:38
المغرب 16:59
العشاء 18:19