قصة مقتل سيدة مصر الجديدة.. كاميرات المراقبة كشفت جريمة الزوج

الساعة الحادية عشرة مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 فبراير عام 2022، تلقى قسم شرطة مصر الجديدة، إخطارًا من شرطة النجدة، بتلقي بلاغ من مهندس باكتشافه جريمة قتل شقيقته، في ظروف غامضة بمجرد تلقي البلاغ، وصل اللواء علاء بشندي مدير المباحث الجنائية لمسرح الجريمة، ليجد جثة مصابة بـ17 طعنة، بمجرد الوصول حضر في ذهنه سؤال: ماذا عن الزوج؟ تفاصيل كثيرة أزاحت عنها التحريات جاءت كالآتي:

جثة مسجاة في صالة الشقة

وصل اللواء علاء بشندي لمسرح الجريمة، وكان بصحبته فريق من مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، ورجال المعمل الجنائي، والطب الشرعي، وبدأت القوات في الانتشار بمحيط الشقة التي تقع فى الطابق الثالث بعقار مكون من 5 طوابق بمنطقة النزهة، ودقائق معدودة، وحضر محقق النيابة إلى مكان الواقعة، وتقابل مع اللواء بشندى، وسأله عن ملابسات الواقعة، وردّ الأخير قائلًا: «كانت الساعة 11 مساءا، تلقينا بلاغا من شرطة النجدة، بوقوع جريمة قتل وجثة لسيدة فى منطقة النزهة، دائرة قسم شرطة مصر الجديدة، انتقلت بصحبة الضباط إلى مكان الواقعة، كانت جثة لسيدة في العقد الخامس من عمرها، تدعى رباب ربة منزل، مسجاة على ضهرها، ومصابة بـ17 طعنة في مختلف أنجاء جسدها، وتبين وجود آثار خنق حول الراقبة، وآثار بعثرة بسيطة في صالة الشقة، مما يشير إلى حدوث شجار وقع بين القتيلة والجاني، ولم يكن هناك أي اختفاء أو سرقة من الشقة، كما أن الجاني دخل وخروج بطريقة مشروعة، لعدم وجود آثار عنف في منافذ الشقة».

سأل المحقق: من المبلغ عن الواقعة، رد اللواء بنشدي قائلا: «شقيق المتوفية، هو شاب 33 سنة يعمل مهندسا، أبلغ شرطة النجدة، بأنه ذهب لشقة أخته، عثر عليها مقتولة، وأكد في مناقشته أنه تلقى اتصالا من زوج شقيقته أخبره فيه أن أخته لم ترد عليه منذ قرابة ساعة، وأنه طالب منه التوجه لاكتشاف الأمر، فعثر عليها جثة وسط بركة من الدماء، وأنه بعيدا كل البعد عن دائرة الشك».

وسأل المحقق عن تقرير الطب الشرعي، قال اللواء بشندي: «التقرير المبدئي أكد ما جاء في المعانية والمناظرة، وأن الضحية قتلت بـ17 طعنة في مختلف أنحاء جسدها، وأن هناك آثار خنق، قبل التعدي على الضحية بالطعنات باستخدام سلاح أبيض -سكين المطبخ- وتمّ تحريزه، وأن الجريمة وقعت قبل اكتشافها بقرابة ساعة».

وقال المحقق للواء علاء بشندي: وماذا عن الزوج؟ رد الأخير قائلا: «تحفظنا عليه لمناقشته حول ملابسات الواقعة»، وطلب المحقق مناقشة الزوج، وتمّ إحضاره أمام المحقق لاستجوابه.

كاميرات المراقبة تكشف اللغز

تحرك اللواء علاء بشندي على رأس قوة من المباحث لفحص الكاميرات ومناقشة الجيران وعدد من شهود ورواد المنطقة للوقوف على ملابسات الحادث.. بينما كان المحقق بدأ فى استجواب المتهم.

س : اسمك وسنك؟

ج: اسمي حسن 43 سنة

س: أنت بشتغل ايه؟

ج: عندي كافيه في العمارة اللي ساكن فيها بقعد فيه بتابع الشغل بشكل يومي.

س: كنت فين وقت وقوع الحادث؟

ج: مكنتش في المنطقة، واتصلت أكتر من مرة على مراتي ومردتش طلبت من أخوها يروح يطمن عليها، كلمني وقال ليا إن هي اتقتلت، رجعت لقيت الشرطة في المكان.

سً : هل كان في بينكم أي خلافات زوجية؟

ج: خلافات عادية زي أي زوجين، مكنتش تستدعي القتل.

وهنا حضر اللواء بشندي، وطلب من المحقق، عرض التحريات المبدئية، وأجل المحقق استكمال التحقيق مع الزوج لحظات، وقال اللواء بشندي، للمحقق أن الزوج هو المشتبه فيه، وأنه نفذ الواقعة، وكاميرات المراقبة التقطت له عدة صور أثناء دخوله وخروجه من العقار وقت الجريمة، وأن أحد الجيران أكّد أنَّه سمع صورت شجار بينه وبين زوجته قبل لحظات من الجريمة، وتوجه المحقق لاستكمال التحقيق مع الزوج.

س: في كاميرات مراقبة أكدت وجودك أثناء ارتكاب الجريمة.. عكس كلامك إنك مكنتش موجود؟

ج: تحدث الزوج منفعلًا، كل شويه تتخانق معايا، مكنش قصدي أقتلها، حطيت إيدى على رقبتها روحها طلعت، دخلت المطبخ مسكت السكينة وفضلت أضرب فيها، كنت فاكرها عايشة وخفت تبلغ عني.

عقب الانتهاء من استجواب المتهم، أصدر المحقق قرارًا بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأجرى المتهم محاكاة ومثل الجريمة بالصوت والصورة، وقررت النيابة إحالته للمحاكمة الجنائية، ويحاكم المتهم أمام جنايات القاهرة، بتهمة قتل زوجته في جلسة 7 يونيو الجاري.