استمر 12 يوما وامتد 100 كيلومتر.. تعرف على أطول ازدحام مرورى فى العالم


فى عام 2010، توقفت آلاف السيارات على طول الطريق السريع الوطنى الصينى 110، مما أدى إلى ما يعرف الآن بأزمة الطريق السريع الوطنى الصينى 110، والتى استمرت 12 يوما وامتدت لأكثر من 100 كيلومتر.
يعد تحديد أطول ازدحام مرورى فى التاريخ أمرا صعبا، إذ يعتمد على عوامل محددة، على سبيل المثال، ووفقا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، فقد حدث أطول ازدحام مرورى تم الإبلاغ عنه فى عام 1990، على الحدود بين شرق ألمانيا وغربها، حيث توقفت 18 مليون سيارة ببطء شديد، أما على مستوى المسافة، فإن ازدحاما مروريا حدث فى فبراير من هذا العام، فى ولاية أوتار براديش، يمكن اعتباره الأطول على الإطلاق، فقد امتد لمسافة 300 كيلومتر عبر عدة مقاطعات فى ولاية ماديا براديش، وأبقى سائقى السيارات يسيرون ببطء شديد لمدة 48 ساعة تقريبا، ولكن، إذا أخذنا فى الاعتبار عامل الوقت، فلا شيء يضاهى ازدحام المرور على الطريق السريع الوطنى الصينى رقم 110، والذى استمر 12 يوما كاملة، بل وخلّف حتى اقتصادا مؤقتا.
لا يستطيع البعض تخيّل قضاء أكثر من بضع ساعات عالقين فى زحمة المرور، لكن تخيّل أن تجد نفسك عالقا على طريق سريع فى مكان ناء لما يقرب من أسبوعين، بلا طعام أو ماء، أو وسيلة لتغيير مسار سيارتك، كانت هذه هى المحنة التى واجهها مئات الآلاف من سائقى السيارات فى أغسطس من عام 2010، خلال ازدحام المرور على الطريق السريع الوطنى الصينى رقم 110.
أطول ازدحام مروري فى العالم
بدأ كل شيء فى 14 أغسطس، عندما تسبب مزيج من أعمال البناء وحركة المرور الكثيفة فى اختناق مرورى لم تشهده الصين من قبل، ازدحم الطريق السريع بشاحنات تحمل الفحم ومواد البناء من منغوليا الداخلية إلى بكين، وكان مغلقا جزئيا بالفعل للإصلاحات، أضف إلى ذلك ارتفاعا حادا فى حركة مرور المركبات الصغيرة، وستجد نفسك أمام كارثة لوجستية، قبل أن تدرك السلطات ما حدث وتغلق حركة المرور القادمة من الطرق الأخرى، كان مئات الآلاف من الناس عالقين بالفعل على مسافة 100 كيلومتر .
شهد حجم حركة المرور على الطريق السريع الوطنى الصينى 110 نموا بنسبة 40% سنويا خلال السنوات القليلة الماضية، وفى وقت وقوع الحادث، كان حجم حركة المرور يتجاوز بالفعل الطاقة الاستيعابية للطريق السريع بنسبة 60%، وأدى إنشاء الطريق إلى خفض سعة الطريق بنسبة 50% إضافية، كما أن الزيادة الكبيرة فى إنتاج الفحم فى منغوليا الداخلية، إلى جانب نقص سعة السكك الحديدية، أدى إلى استخدام عدد كبير بشكل غير معتاد من الشاحنات للطريق السريع.
فى البداية، كان الازدحام المرورى عبارة عن سيمفونية من أبواق السيارات والصراخ والهتافات من سائقى السيارات الغاضبين، ولكن مع مرور الوقت وتوقف حركة السيارات عن العمل إلا بحوالى كيلومتر واحد يوميا، اعتاد الجميع على الواقع الجديد، حيث علقوا جميعا، استغل السكان المحليون على طول الطريق السريع الوضع بسرعة، وأنشأوا متاجر متنقلة تبيع الطعام والماء والسجائر بأسعار فلكية، على سبيل المثال، كانت زجاجة الماء تباع آنذاك بيوان واحد، لكنها فى موقع الازدحام المرورى كانت تباع بـ 15 يوانا.
حاولت السلطات تخفيف الازدحام بالسماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى بكين، وخاصة ليلا، لكن الأمر استغرق 12 يوما لتبديد أسوأ ازدحام مرورى فى تاريخ البلاد، كان ازدحام الطريق السريع الوطنى الصينى 110 سيئا للغاية لدرجة أنه أدرج فى ويكيبيديا، لذا على الرغم من أنه ليس معترفا به رسميا كأطول ازدحام مرورى فى العالم، إلا أن معظم الخبراء يعتقدون أنه يستحق هذا اللقب بجدارة.