سهر الصايغ.. من كواليس الدراما إلى كرسي الأسنان في القصر العيني


عادةً ما اعتاد الجمهور أن يراها على الشاشة في أدوار درامية متنوعة، تتنقل بين الشخصيات بخفة وموهبة واضحة، لكن الفنانة سهر الصايغ قررت هذه المرة أن تُفاجئ جمهورها من موقع مختلف تمامًا، ليس من بلاتوه تصوير أو كواليس مسلسل، وإنما من داخل مستشفى القصر العيني وهي تمارس مهنتها الأصلية كـ طبيبة أسنان.
الفنانة شاركت متابعيها على موقع "إنستجرام" صورة لها وهي داخل المستشفى ترتدي بالطو الأطباء الأبيض، لتنهال عليها التعليقات التي جمعت بين الإعجاب والدهشة، حيث وصفها الكثيرون بـ"الفنانة الدكتورة"، في إشارة إلى نجاحها في الجمع بين عالمين مختلفين: الفن والطب.
مهنة سهر الصايغ الأصلية: الفن لا يلغي الطب
ورغم انشغالها بتصوير الأعمال الفنية، لم تتخلَّ سهر الصايغ عن حلمها الأول الذي كافحت من أجله سنوات طويلة في كلية طب الأسنان. الفنانة أكدت في أكثر من لقاء إعلامي أن الطب ليس مجرد مهنة بالنسبة لها، بل هو شغف داخلي يمنحها اتزانًا نفسيًا، ويجعلها أكثر ارتباطًا بالواقع.
وفي حديثها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم"، أوضحت الصايغ أنها تعشق دراسة طب الأسنان، ورغم صعوبته ومشقة سنوات الدراسة، إلا أنها لا تستطيع التخلي عنه، معلقة: "دي مهنة أنا فخورة بيها جدًا، وعمري ما فكرت أسيبها"، مؤكدة أن الطب والفن لا يتعارضان، بل على العكس يمنحانها تنوعًا وتجربة حياتية غنية.
الفن والطب.. وجهان لعملة واحدة
سهر الصايغ لم تكتفِ بمجرد ممارسة مهنة الطب كوظيفة، بل ترى أن هناك قواسم مشتركة بين التمثيل وطب الأسنان. فهي تؤمن أن تجميل الأسنان فن في حد ذاته، يحتاج إلى رؤية مختلفة وذوق خاص لكل حالة، تمامًا كما يحتاج الممثل إلى موهبة في تجسيد كل شخصية بروح مختلفة.
وبروح مرحة قالت: "أنا متخصصة في العلاج التخصصي والحشو، ومش في مجال التجميل، ورغم كده بشوف أن حتى الحشو فن في حد ذاته"، مؤكدة أنها لم تخضع لأي عملية تجميل لأسنانها، وأنها مقتنعة بشكلها الطبيعي: "أنا مش عاملة تجميل لأسناني، وعمليات التجميل لازم تبقى لسبب حقيقي مش لمجرد التغيير".
سهر الصايغ بين البيت والمطبخ والعيادة
وعن حياتها الشخصية بعيدًا عن الفن والطب، كشفت سهر الصايغ عن علاقتها شبه المنعدمة بالمطبخ، حيث قالت ضاحكة: "ماعنديش خلق للمطبخ، بس نفسي حلو في الأكل، يعني لو طبخت صدفة، الأكلة بتعجب اللي حواليّ"، وهو ما يعكس جانبها المرح والبسيط الذي يراه جمهورها على الشاشة.
دهشة الجمهور داخل المستشفى
المشهد الأكثر طرافة في حياة الفنانة الدكتورة، كما روت بنفسها، هو رد فعل المرضى وزملائها عندما يشاهدونها داخل المستشفى. البعض يُصدم من وجودها كطبيبة حقيقية، والبعض الآخر يستغل الفرصة لالتقاط الصور التذكارية معها، لتتحول لحظة زيارة الطبيب إلى "مفاجأة فنية".
وقالت سهر الصايغ: "في ناس بتتصور معايا وناس بتستغرب إني فعلا دكتورة، بس أنا مبسوطة إني بقدر أعيش الحياتين مع بعض"، مؤكدة أن عملها في القصر العيني يمنحها تواضعًا وقربًا من الناس، ويُبعدها عن فكرة الانعزال في عالم النجومية.
سهر الصايغ.. نموذج ملهم للشباب
رحلة سهر الصايغ بين الطب والفن تقدم رسالة مهمة لكل شاب وشابة: النجاح ليس حكرًا على مجال واحد، ويمكن الجمع بين أكثر من حلم إذا وُجد الشغف والإصرار. فهي لم تترك الفن من أجل الطب، ولم تهجر الطب من أجل الفن، بل استطاعت أن تحقق معادلة صعبة تجمع بين الاثنين.
وفي النهاية، تبقى سهر الصايغ مثالًا حيًا على أن الالتزام بالعلم والموهبة معًا يمكن أن يصنع شخصية متوازنة، تمنح من حولها طاقة إيجابية، سواء من خلال دور مؤثر على الشاشة، أو ابتسامة جميلة يرسمها طبيب على وجه مريض.