موضوع تعبير لطفل مقتول ينقذ زوجة أبيه من حبل المشنقة


لم يكن يتخيل أن يصبح شاهداً على واحدة من أكثر القصص مأساوية وغرابة في حياته، رجل فقد اثنين من أبنائه في ظروف غامضة، ليتحول الألم إلى جحيم حين وُجه الاتهام إلى زوجته الثانية، وصدرت بحقها حكم بالإعدام.
كل الأدلة كانت تدين الزوجة، المجتمع حكم، والعدالة أصدرت كلمتها، ولم يتبقَ سوى تنفيذ الحكم، ورغم كل ما جرى، تمسك الزوج بيقينه الداخلي أنها بريئة.
لم يكن دافع ذلك الحب وحده، بل شعور خفي بأن الحقيقة لم تُكتشف بعد.
وفي لحظة بدا فيها كل شيء منتهياً، طرق باب الفقيه القانوني الدكتور محمد بهاء الدين أبو شقة، في محاولة أخيرة للنجاة.
اقرأ أيضاً
عاجل القوات المسلحة في برقية للرئيس بالذكرى 52 لانتصارات أكتوبر:«نجدد العهد على حماية الوطن».
تسجيل 56 حالة إصابة مؤكدة بحمى الوادي المتصدع فى السنغال
ضبط المتهم بقتـ ل والده المسن بسبب خلافات أسرية بالقليوبية.. عاجل
الكويت تستضيف السوبر الفرنسي بين باريس سان جيرمان ومارسيليا رسمياً
رئيس الوزراء يشهد افتتاح عدد من مصانع الأدوية المطورة لقطاع الأعمال بالقليوبية
الرئيس السيسى يتابع توفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الجديدة لجهاز مستقبل مصر
نوح آدم نجم الزمالك فى السبعينيات يودع الحياة بعد صراع مع المرض
الرئيس عبد الفتاح السيسي يجتمع اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،
ارتفاع منسوب النيل يدفع طوارئ الأقصر لتحذير سكان أراضي طرح النهر
سجل الان بدون شرط خبره :- رابط التقديم على وظائف بنك مصر لخدمة العملاء 2025
ارتفاع في الصادرات الزراعية المصريه تصل الي 7.5 مليون طن منذ بداية 2025
أسعار الخضروات والفاكهة اليوم السبت بسوق العبور
قرأ أبو شقة الملف، دقق في التفاصيل، وجد ما يمكن أن يعيد فتح الباب المغلق، كتب مذكرة نقض، رصد فيها ثغرات قانونية كافية لإعادة المحاكمة، وافقت المحكمة، لتعود القصة من بدايتها، ولكن هذه المرة بعين جديدة على الحقيقة.
روى الزوج حكايته القديمة، كيف كان متزوجاً من امرأة أولى يسافر من أجل العمل ويعود كل مساء، شيئاً ما كان يقلقه، فاستعان بطفليه ليعرف أن الأم تستضيف رجلاً غريباً أثناء غيابه. لم يرد أن يكسر حياة الطفلين، فطلقها ومضى، محافظاً على بقاء الأسرة ولو بشكل مختلف، بعدها، تزوج من امرأة جديدة، عاملت الطفلين كأنهما من لحمها ودمها، منحتهما حباً ورعاية، فبدأت جراحهما تلتئم.
لكن الزمن لم يمهلهما كثيراً، أحد الطفلين توفي، وبعده بشهرين، رحل الآخر، الاتهام كان جاهزاً، الزوجة الجديدة هي القاتلة، هكذا قالت أدينت، وهكذا اقتنعت المحكمة، حتى جاء الدليل من حيث لا يتوقع أحد.
في دفتر أحد الطفلين، وبين أوراق الدراسة، كان هناك موضوع تعبير كتبه في عيد الأم، قال فيه إنه يحب زوجة أبيه، وإنه يشعر بالجفاء من والدته الحقيقية.
ورقة صغيرة أيقظت الشك في قلب المحكمة، فتحت باب الأسئلة من جديد، هل يعقل أن تكون المتهمة بريئة؟ وهل هناك من كان يحاول الانتقام؟
بدأت التحقيقات، وتكشفت التفاصيل الصادمة، الزوجة الأولى كانت قد أرسلت حلوى مسمومة بقصد تسميم الزوجة الثانية. لم تأكلها، لكن أحد الطفلين تناولها ومات، وبعدها، قتلت الطفل الآخر، لتُكمل انتقامها، تم القبض عليها، وأُفرج عن الزوجة الثانية، بعد أن قضت سنوات في زنزانة انتظارا للموت.
مرّت أعوام عديدة على هذه الجريمة، لكن هذه الحكاية بقيت شاهداً على أن الحقيقة لا تموت، وأن العدالة وإن تأخرت، فإنها لا تغيب.