هدى المفتي: «مطعم الحبايب» يجمع بين الرومانسية والكوميديامفاجأة لتامر حسني بشأن عرض فيلم ريستارت في أمريكاأردوغان يبحث خلال اتصال هاتفي مع ترامب الصراع بين إسرائيل وإيراننتنياهو: باغتنا إيران في الدقيقة الـ 90 قبل التمكن من صنع قنبلة نوويةبزشكيان: إذا تجرأت إسرائيل على تكرار عدوانها فستواجه ردا أشد وأقوىوزير التموين: الاحتياطى الاستراتيجى من السلع آمن لأكثر من 6 أشهرإعلام إيرانى: دوى انفجارات فى العاصمة الإيرانية طهرانتليفزيون طهران: هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة على إسرائيل خلال ساعاتتعرف على القطع الأثرية التي تم اختيارها لتكون قطع شهر يونيو بمتاحف الآثار على مستوى الجمهوريةبرنامج تدريبي للعاملين بوزارة السياحة والآثار عن التراث والصناعات الإبداعية كمحرك للتنمية المستدامة بالمتحف المصري بالتحريربزشكيان يعلن إسقاط إيران تجهيزات إسرائيلية لا ترصدها الراداراتالأهلى يتحدى إنتر ميامى الأمريكى فى افتتاح كأس العالم للأندية
السبت 14 يونيو 2025 11:12 مـ 17 ذو الحجة 1446هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

اشرف محمدين يكتب :-فن اللامبالاة.. سر السعادة وسط ضغوط الحياة

أخبار مصر 2050

في عالمٍ يسير بسرعة البرق، حيث الأخبار تتدفق بلا توقف، والمشاكل تتكاثر كالفُطريات، والمقارنات الاجتماعية أصبحت عادة يومية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، هل يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا؟ الإجابة ببساطة: نعم، لكن بشرطٍ واحد… أن تتقن فن اللامبالاة!

اللامبالاة.. هل تعني عدم الاهتمام؟

عندما نسمع كلمة “اللامبالاة”، يتبادر إلى أذهاننا صورة شخص بارد المشاعر، غير مكترثٍ بأي شيء حوله، ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا. اللامبالاة الذكية لا تعني أن تتجاهل كل شيء، بل أن تختار بحكمة الأشياء التي تستحق طاقتك واهتمامك.

إن كنت تهتم بكل شيء، من أسعار الطماطم إلى مشاكل زميلك العاطفية، فحتمًا ستنفجر في النهاية! الحل؟ رتّب أولوياتك العاطفية، وامنح اهتمامك لما يستحق فقط.

لماذا اللامبالاة سر السعادة؟
1. تقلل التوتر والقلق
عندما تتوقف عن القلق بشأن كل تفصيلة صغيرة، ستجد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءًا وسلاسة. فلا داعي للغضب لأن السائق أمامك يسير ببطء، أو لأن جارك قرر تشغيل الأغاني في منتصف الليل… ببساطة، لا تعطي أهمية لما لن يغير حياتك!
2. تحميك من آراء الآخرين
هل سبق وشعرت بأنك تعيش لإرضاء الناس؟ الحقيقة أن مهما فعلت، سيجد البعض سببًا للانتقاد. لذلك، كن على طبيعتك، ولا تهدر وقتك في القلق بشأن ماذا يظن بك الآخرون.
3. تساعدك على التركيز على الأهم
بدلاً من أن تُرهق نفسك بمليون شيء في وقت واحد، ركّز على ما يُضيف قيمة حقيقية لحياتك. العمل، العائلة، صحتك، سعادتك… هذه الأمور تستحق انتباهك، أما بقية الضوضاء، فاتركها تمر دون أن تعكر صفوك.

كيف تتقن فن اللامبالاة؟

✔ اسأل نفسك: هل هذا الأمر يستحق اهتمامي؟
قبل أن تغضب أو تنفعل، توقف لحظة واسأل نفسك: “هل هذا الموضوع مهم حقًا؟ هل سيؤثر على حياتي بعد شهر من الآن؟” إذا كانت الإجابة “لا”، تجاهله ببساطة.

✔ ضع حدودًا واضحة
لا ترد على المكالمات التي تعرف أنها ستزعجك، لا تجبر نفسك على مقابلة أشخاص يسرقون طاقتك، ولا تشعر بالذنب إذا قلت “لا” لأشياء لا تهمك.

✔ اضحك على الأمور التافهة
بدلًا من أن تنفعل بسبب تعليق سلبي أو موقف سخيف، تعامل معه بروح الدعابة. السخرية أحيانًا تكون درعًا واقيًا لنا.
فنحن لا نتحدث هنا عن “التخلي عن المسئولية” أو “الكسل”، بل عن حكمة انتقائية، تجعل الإنسان يميّز بين ما يستحق اهتمامه، وما يجب أن يُترك خلف ظهره دون تأنيب ضمير.

الدنيا مليئة بالضغوط… عملٌ لا يرحم، علاقات تتأرجح، أخبار لا تنتهي، مقارنات قاتلة، وحتى لحظات الاسترخاء تُستَخدم الآن كمساحة لإثبات الذات على السوشيال ميديا.

وفي خضم هذا الجنون، تُصبح اللامبالاة نوعًا من المقاومة، وقرارًا واعيًا لحماية النفس من الإنهاك.

اللامبالاة ليست قسوة… بل إنصاف للذات

أن تتجاهل رأيًا سخيفًا عن شكلك أو طريقة حديثك…
أن تتجاوز موقفًا سلبيًا من شخص لا يعرف شيئًا عن معاناتك…
أن تختار ألا تدخل في جدال لا ينتهي ولا يُثمر…
كل هذا ليس ضعفًا، بل شجاعة.

الشجاعة أن تختار نفسك، وراحتك، وهدوءك، على أن تكون ترسًا آخر في ماكينة الاستهلاك العاطفي والمعنوي التي تدور دون توقف.

فن اللامبالاة… أن تكون في قلب العالم دون أن يغرقك

اللامبالاة لا تعني أن تنفصل عن الواقع، بل أن تتعامل معه دون أن تموت فيه.
أن تعرف متى تُنصت ومتى تُدير ظهرك.
أن تُحسن استخدام نعمتي النسيان والتجاهل، في زمنٍ تزداد فيه قسوة التفاصيل.

حين تُبالِي بكل شيء، تُستهلك.
وحين تختار أن لا تُبالِي إلا بما يصنع لك السلام، تبدأ في استعادة حياتك الحقيقية.

اللامبالاة تُعيد ترتيب الأولويات

تكتشف أن بعض المعارك لا تستحق حتى سحب السيف من غمده.
وأن بعض العلاقات إن لم تُشعرك بالطمأنينة، فلا داعي لتبرير الغياب عنها.
وأن ضجيج العالم لا يجب أن يكون ضجيجًا داخليًا.

تُصبح قادرًا على أن تقول: “أنا لا أهتم”، دون أن تشعر بالذنب.
وقادرًا على أن تنام مرتاح البال، لأنك أدركت أن الحياة قصيرة جدًا لتُهدرها في محاولة إرضاء الجميع.

وهل هناك سعادة أعظم من الطمأنينة؟

أحيانًا لا نحتاج إلى معجزة، بل إلى قرار بسيط:
ألا نهتم بما لا يستحق، وألا نعطي من روحنا أكثر مما ينبغي.

السعادة ليست في امتلاك كل شيء، بل في تقبّل أن هناك أشياء لا تستحق أصلاً أن تُؤخذ منّا.


اللامبالاة الحقيقية لا تأتي من جمود القلب، بل من نضج العقل.
ومن عاش سنوات يحاول أن يُرضي، ويُفسّر، ويُبرّر، يعرف أن أسعد لحظة في حياته كانت حين قال: “كفى”.

كفى شعورًا بالذنب لأنك لم تكن كما يُريدون.
كفى سعيًا وراء رضا الآخرين على حساب نفسك.
كفى محاولات لفهم ما لا يُفهم.

اختر راحتك، وأهدِ نفسك نعمة اللامبالاة…
فأنت تستحق أن تعيش سعيدًا، لا مثقَلاً بما لا يجب أن تحمله.

اللامبالاة ليست هروبًا… بل نجاة.
نجاة من عالم لا يشبع، ومن طاقة تُستنزف في غير محلها.

اختر أن تُحب نفسك… وتترك الباقي لله.


وأخيرًا… نقطة نور وسط الزحام

قد تشعر أحيانًا أن الدنيا تضغط عليك من كل جانب… أن كل شيء يُطالبك بأن تكون حاضرًا ومتفانيًا ومُرهقًا في كل وقت.
لكن الحقيقة الأجمل، أن الله لا يريد لك أن تتعب طوال الطريق.
هو يريد قلبك مطمئنًا، وروحك راضية… وسلامك الداخلي هو الغاية قبل أي نجاح.

حين تُقرر ألا تُبالِي بما لا يستحق، فأنت لا تهرب… بل تعود لنفسك.
تعود لمنبعك الأول… حيث البساطة، والسكينة، والرضا.
تتخفف من كل ما أثقلك، وتمنح روحك فرصة أن تتنفس بعمق.

صدقني، لا شيء يستحق أن تُفسد يومك من أجله.
لا تعليق سخيف، ولا توقع من أحد، ولا مقارنة لا تشبهك.
الحياة أقصر من أن تعيشها بقلب مشغول دائمًا بما يجرحك… وأجمل من أن تتركها تمر دون أن تشعر بلذتها.

ابتسم… تجاهل… ومُرّ بسلام.
ففي هذا الزمان، اللامبالاة ليست فقط سر السعادة…
بل هي بطولتك الخاصة في لعبة الحياة.

مواقيت الصلاة

السبت 11:12 مـ
17 ذو الحجة 1446 هـ 14 يونيو 2025 م
مصر
الفجر 03:07
الشروق 04:53
الظهر 11:55
العصر 15:31
المغرب 18:57
العشاء 20:31