زيزي مصطفى.. فنانة الزمن الجميل ووالدة نجمة الجيل منة شلبي

وسط صخب السوشيال ميديا وشائعاتها المتكررة، عادت الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى إلى دائرة الضوء مؤخرًا، ليس من خلال عمل فني جديد، بل بسبب شائعة كاذبة حول وفاتها أثارت ضجة كبيرة بين جمهورها ومحبي ابنتها النجمة منة شلبي.
هذه الحادثة المؤسفة أعادت للأذهان اسم واحدة من نجمات الزمن الجميل، ممن صنعن حضورًا مميزًا في السينما والدراما خلال السبعينات والثمانينات، قبل أن تتخذ قرارها بالاعتزال بهدوء، تاركة خلفها أرشيفًا فنيًا غنيًا، واسمًا لا يزال يحظى بالتقدير.من هي زيزي مصطفى؟

زيزي مصطفى هي فنانة مصرية تنتمي إلى الجيل الذي شهد ازدهار السينما المصرية خلال العقود الماضية، وامتازت بحضورها الهادئ وأدوارها المتنوعة. ولدت في 1 يونيو 1943، وبدأت مشوارها الفني في سن مبكرة من خلال المشاركة في الأعمال السينمائية والمسرحية، وقد لفتت الأنظار بجمالها الهادئ وأدائها العفوي.

رغم أنها لم تكن من نجمات الصف الأول طوال الوقت، إلا أن اسمها ارتبط بعدد من الأعمال التي لا تُنسى، وكانت دائمًا تمثل الحضور النسائي "المكمل" للمشهد الفني، سواء بدور الأم، أو الصديقة، أو الزوجة، لكنها أبدعت في كل تلك الشخصيات، ما جعل الجمهور يحتفظ لها بمكانة خاصة.

بداياتها وأعمالها الفنية

انطلقت زيزي مصطفى في مشوارها الفني في فترة كانت السينما المصرية فيها في أوج نشاطها. شاركت في عدة أفلام شهيرة، منها:

• فيلم "المذنبون" الذي يُعد من علامات السينما الجريئة في السبعينات.

• فيلم "السكرية" ضمن ثلاثية نجيب محفوظ، من إخراج حسن الإمام.

• فيلم "بدور" الذي شاركت فيه بدور ثانوي لكنه ترك أثرًا لدى الجمهور.

• مسلسل "القاهرة والناس" الذي عرض على التلفزيون المصري ولاقى نجاحًا كبيرًا.

تعاونت مع كبار المخرجين والنجوم، وكانت جزءًا من مرحلة مهمة في تاريخ الفن المصري، عاصرت فيها نجمات مثل سهير رمزي، ونجلاء فتحي، وناهد شريف، لكنها اختارت مسارًا أكثر هدوءًا بعيدًا عن الأدوار المثيرة أو البطولة المطلقة.

عدد زيجات زيزي مصطفى؟

الراحلة تزوجت ست مرات، من بينهم مهندس مدني أنجبت منه منة شلبي، فيما تنوعت زيجاتها الأخرى بين شخصيات داخل الوسط الفني وخارجه. عُرفت بمزاجها الحاد وجرأتها في اتخاذ قرارات الانفصال، ما جعل حياتها العاطفية مادة دسمة للصحافة الفنية على مدى عقود.

قرار الاعتزال والابتعاد عن الأضواء

رغم نجاحاتها الفنية، اتخذت زيزي مصطفى قرارًا باعتزال الفن في وقت مبكر نسبيًا، في خطوة لم تُفاجئ جمهورها فحسب، بل زملاءها أيضًا. وجاء اعتزالها بالتزامن مع فترة قررت فيها إعادة ترتيب حياتها الشخصية، خاصة بعد أن أصبحت أمًا لطفلة وحيدة هي منة شلبي.

اختارت أن تُكرس حياتها لأسرتها، وابتعدت عن الإعلام والأعمال الفنية، في وقت كانت فيه ابنتها تخطو خطواتها الأولى نحو عالم التمثيل. وقد أكدت مصادر مقربة منها أنها كانت ترفض تمامًا فكرة عودة الأضواء أو الشهرة، مفضّلة حياة أكثر خصوصية وسكينة.

علاقتها بابنتها منة شلبي

تُعد العلاقة بين زيزي مصطفى وابنتها منة شلبي نموذجًا مميزًا للأمومة الداعمة، فقد لعبت دورًا أساسيًا في اكتشاف موهبة منة، وتشجيعها على دخول الوسط الفني، لكنها في الوقت نفسه حرصت على أن تخوض ابنتها التجربة بمفردها، دون استغلال اسم والدتها أو علاقاتها الفنية.

منة شلبي كثيرًا ما عبّرت عن حبها العميق لوالدتها وامتنانها لدورها في حياتها، سواء كأم أو كفنانة سابقة. وقد تحدثت في أكثر من لقاء تلفزيوني عن فضل والدتها عليها، وأكدت أنها كانت تحرص على الاستماع لنصائحها، رغم فارق الأجيال، مشيدة بنظرتها الفنية الحكيمة.

زيزي مصطفى خارج دائرة الإعلام.. لكن الجمهور لم ينسها

على الرغم من ابتعادها الطويل عن الساحة، لم تغب زيزي مصطفى تمامًا عن ذاكرة الجمهور. فصورها القديمة، ومقاطع أعمالها الكلاسيكية، تتداولها الصفحات الفنية من حين لآخر، كما أن ارتباط اسمها بابنتها منة شلبي، التي أصبحت واحدة من أبرز نجمات جيلها، ساهم في إبقاء اسم زيزي مصطفى حاضرًا في المشهد.

وفي كل مرة تظهر فيها منة شلبي في مناسبة أو لقاء، يُطرح اسم والدتها بشكل تلقائي، سواء من الإعلام أو من الجمهور، مما يعكس الحب والتقدير الذي تحظى به زيزي، رغم غيابها التام عن الوسط الفني والإعلامي.

عودة اسمها إلى الواجهة بعد شائعة الوفاة

مؤخرًا، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خبر كاذب عن وفاة زيزي مصطفى، ما أثار حالة من البلبلة والقلق، ودفع الفنانة منة شلبي إلى الرد بنفسها عبر حسابها الرسمي، مؤكدة أن والدتها بخير، وموجهة رسالة غاضبة ضد مروجي الشائعات.

وقالت منة شلبي:
"الحمد لله.. والدتي بخير.. وبجد عيب عيب عيب اللي بيحصل ده، وأرجو تحري الدقة، وأشكر وأطمن كل من قلق على والدتي وعليا.. متحرمش أبدا."

هذا الموقف أعاد الحديث عن زيزي مصطفى إلى الواجهة، وذكّر الكثيرين بتاريخها الفني، وحياتها الهادئة، واعتزالها المبكر.

تُمثل الفنانة زيزي مصطفى نموذجًا للفنانة الراقية التي تركت أثرًا دون صخب، وقدّمت فنًا صادقًا رغم قلة أعمالها مقارنة بنجمات جيلها. اعتزلت الأضواء لكنها بقيت حاضرة في قلوب جمهورها، وفي حياة ابنتها التي أصبحت بدورها من أبرز نجمات الدراما والسينما المصرية.

ورغم الشائعات، تبقى الحقيقة أن زيزي مصطفى لا تزال بخير وبصحة جيدة، وتستحق أن نذكرها بما يليق بتاريخها وإنجازاتها، لا أن تُستغل حياتها الشخصية في ترويج أخبار زائفة.