الملوخية مش بس أكلة.. اكتشف الفوائد الصحية المذهلة وراء ”الطشة”

الملوخية من الأطباق المصرية الأصيلة التي ارتبطت بذاكرة المصريين منذ آلاف السنين، وتُعدّ من أكثر الأطعمة شعبيةً لما لها من طعم مميز وفوائد صحية عديدة. ولكن الملفت للنظر أن سر الطعم المميز لا يقتصر على أوراق الملوخية فحسب، بل يكمن في ما يعرف شعبيًا بـ"الطشة" – وهي مزيج من الثوم المفروم والسمن أو الزيت.

ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن "الطشة" تضاف فقط لإضفاء نكهة ورائحة جذابة، إلا أن العلم الحديث يكشف عن فوائد صحية مذهلة لدمج الثوم بالملوخية في طبق واحد.

الثوم: مضاد حيوي طبيعي غني بالأليسين

يحتوي الثوم على مركب طبيعي يُعرف باسم الأليسين (Allicin)، وهو مركب كبريتي يتكوّن عند فرم أو سحق الثوم الطازج. يتميز الأليسين بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، كما أنه يساعد على تعزيز مناعة الجسم ومحاربة الالتهابات.

تشير الدراسات إلى أن الأليسين يساهم في تحفيز الإنزيمات الهاضمة، وتحسين عملية الهضم، وتقليل تهيّج الأمعاء، خاصةً عند من يعانون من متلازمة القولون العصبي. كما أظهرت الأبحاث أن الثوم قد يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول، وتحسين صحة القلب.

الملوخية: كنز من الألياف ومضادات الأكسدة

من الناحية الغذائية، تُعدّ الملوخية من أغنى الخضروات الورقية بـمركب Mucilage، وهو نوع من الألياف الذوابة ذات القوام اللزج، الذي يعمل على حماية جدار المعدة وتليين الأمعاء، مما يجعل الملوخية مثالية للأشخاص المصابين بمشاكل في الجهاز الهضمي.

كما تحتوي الملوخية على مجموعة واسعة من الفيتامينات مثل فيتامين A، الذي يعزز صحة الجلد والبصر، وفيتامين K، الذي يلعب دورًا مهمًا في تجلط الدم وصحة العظام. هذا بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

التكامل الغذائي بين الثوم والملوخية

عند دمج الثوم مع الملوخية، يحدث ما يمكن وصفه بـ"التفاعل الحيوي المتكامل". فالثوم يعمل على تنشيط عملية الهضم وتقوية المناعة، في حين تقوم الملوخية بتهدئة الجهاز الهضمي وتوفير الحماية من التهيّجات المعوية.

تُظهر دراسات غذائية حديثة أن الجمع بين الأغذية الغنية بمركبات كبريتية (مثل الثوم) والأطعمة الغنية بالألياف والمركبات النباتية اللزجة (مثل الملوخية)، يساهم في تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتقليل التأثير المحتمل لأي ميكروبات موجودة في الخضروات الورقية.

"الطشة": ليست فقط نكهة بل دعم صحي متكامل

إذًا، يمكن القول إن "الطشة" في طبق الملوخية ليست مجرد عنصر نكهة، بل هي دعم فعلي للصحة العامة، خاصة لصحة الجهاز الهضمي والمناعة. ومن هذا المنطلق، يجمع هذا الطبق بين الطعم المميز والفائدة الصحية المثبتة علميًا، ليُشكل نموذجًا متكاملًا للأكل الشعبي المفيد.

في المرة القادمة التي تُعد فيها طبق الملوخية، تذكّر أن ما تفعله ليس مجرد طهي، بل هو تفاعل غذائي ذكي يعود بالنفع على صحتك.