في اليوم العالمي لصحة الدماغ: خطوات بسيطة تحافظ على ذاكرتك وتقيك من الخرف


في عالم سريع التغيّر مليء بالتحديات الذهنية والنفسية، أصبح من الضروري أن نعيد النظر في علاقتنا مع أهم عضو في أجسادنا: الدماغ. فهو لا يقتصر فقط على التحكم في الحركات أو إصدار الأوامر الجسدية، بل هو مركز التفكير، الذاكرة، المشاعر، والقرارات. ورغم هذه الأهمية، يغفل كثيرون عن رعايته بالشكل الصحيح.
ومع حلول اليوم العالمي للتوعية بصحة الدماغ، نسلّط الضوء على أبسط الطرق التي يمكن من خلالها الحفاظ على صحة الدماغ وتحسين وظائفه، سواء من خلال التغذية، أو نمط الحياة، أو التمارين الذهنية. هذه ليست رفاهية، بل ضرورة لكل من يرغب في الاستمتاع بعقل نشيط وذاكرة قوية طوال العمر.
ما هو الدماغ؟ ولماذا يحتاج للعناية؟
الدماغ هو جهاز فائق التعقيد، يتكوّن من شبكة ضخمة من الخلايا العصبية التي تعمل بتناغم لنقل المعلومات والتحكم في كافة العمليات الحيوية. ورغم أنه لا يمثل سوى 2% من وزن الجسم، إلا أنه يستهلك نحو 20% من الطاقة.
اقرأ أيضاً
إيمان العاصى بطلة مسلسل قسمة العدل والعرض على شاشات المتحدة قريبا
إيمان العاصى بطلة مسلسل قسمة العدل والعرض على شاشات المتحدة قريبا
ليلى أحمد زاهر تبدأ تصوير ”هند” من حكايات ”ما تراه ليس كما يبدو”
بناءا على طلبه.. تامر عبد المنعم يقرر تأجيل حفل عمر كمال بالإسكندرية
متحدث الحكومة: رئيس الوزراء راجع التجهيزات الأخيرة لافتتاح المتحف الكبير
حريق ضخم في تل أبيب.. والاحتلال يدفع بـ26 طاقم إطفاء للسيطرة على النيران
الدفع بـ10 سيارات إطفاء لإخماد حريق داخل مصنع قهوة فى مدينة 6 أكتوبر
قرار جمهورى بالعفو عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة ثورة 23 يوليو
اليونسكو” تعليقا على انسحاب أمريكا بسبب إسرائيل: قرار يناقض مبادئ التعددية
وزير التعليم يطلع على مؤشرات النجاح بنتيجة الثانوية العامة 2025
كريم السبكي يحتفل بعقد قرانه على جالين وهبة في أجواء عائلية.. ونجوم الفن يهنئون
مأساة دلجا: وفاة 6 أطفال من أسرة واحدة.. ونيابة المنيا تفتح تحقيقًا موسعًا
يتكوّن الدماغ من:
- المادة الرمادية: مسؤولة عن التفكير، اتخاذ القرارات، والذاكرة.
- المادة البيضاء: تنقل الإشارات العصبية داخل الدماغ وبين أعضاء الجسم.
- السائل النخاعي: يعمل كوسادة واقية، ويساهم في نقل المغذيات والتخلص من الفضلات.
ومع التقدم في العمر، تبدأ بعض الوظائف الدماغية في التراجع، مثل التركيز، سرعة التفاعل، والذاكرة قصيرة المدى. لكن الجميل أن هذا التراجع يمكن تأخيره أو الحد منه من خلال تبني عادات يومية صحية.
خطوات بسيطة للحفاظ على صحة الدماغ
1- النشاط البدني المنتظم
أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الهوائية –مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة– تساعد على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساهم في تغذيته بالأكسجين ويقلل من خطر التدهور المعرفي والخرف. يُنصح بممارسة الرياضة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، 5 أيام في الأسبوع.
2- النوم العميق
النوم هو الفترة التي “يُنظف” فيها الدماغ نفسه من السموم ويقوم بإعادة تنظيم المعلومات. الحرمان المزمن من النوم يؤدي إلى ضعف التركيز، تقلبات المزاج، وتراجع في القدرة على اتخاذ القرار. الحصول على 7–8 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة ضروري لصحة الدماغ.
3- التغذية الذكية
ما تأكله يؤثر مباشرة على وظائفك العقلية. من أبرز الأطعمة التي تعزز صحة الدماغ:
- الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة: غنية بالأوميغا-3.
- الجوز واللوز: مصادر ممتازة للدهون الصحية.
- التوت والفراولة: يحتويان على مضادات أكسدة تحمي الخلايا العصبية.
- الخضراوات الورقية مثل السبانخ: تحتوي على حمض الفوليك والحديد.
كما يُنصح بتقليل السكر الأبيض والدهون المهدرجة، حيث تؤدي إلى التهابات مزمنة تؤثر سلبًا على وظائف المخ.
4- التحفيز الذهني
العقل مثل العضلات، كلما استخدمته أكثر أصبح أكثر كفاءة. جرب تعلم مهارة جديدة، ممارسة ألعاب ذهنية مثل الشطرنج أو السودوكو، أو حتى قراءة كتاب أسبوعيًا. هذه الأنشطة تنشط مناطق مختلفة من الدماغ وتمنع الركود الذهني.
5- التفاعل الاجتماعي
العزلة المزمنة ترتبط بزيادة خطر الاكتئاب وتدهور الوظائف العقلية. حاول التواصل مع العائلة، الأصدقاء، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. الحديث والمشاركة مع الآخرين ينشطان مراكز اللغة، الانتباه، والمشاعر في الدماغ.
6- تقنيات التأمل واليقظة الذهنية
تمارين التأمل والتنفس العميق تساهم في خفض التوتر وتحسين التركيز، بل وتقلل من إفراز هرمون الكورتيزول الضار بالدماغ. يمكنك ممارسة التأمل من 5 إلى 10 دقائق يوميًا.
مؤشرات تحسن صحة الدماغ
كيف تعرف أن هذه التغييرات تؤتي ثمارها؟ هناك علامات تدل على أن دماغك يستفيد:
- زيادة التركيز والانتباه.
- تحسن جودة النوم.
- استقرار في المزاج وانخفاض التوتر.
- سهولة في استدعاء المعلومات وتذكر الأسماء أو المواعيد.
- مزيد من الطاقة والنشاط خلال اليوم.
أهمية الفحص المبكر
لا تنتظر ظهور الأعراض لتبدأ في العناية بدماغك. الفحوصات الدورية للكوليسترول، ضغط الدم، مستوى السكر، وفيتامين B12 تساعد في كشف أي خلل قد يؤثر على الجهاز العصبي مبكرًا. كذلك، يُنصح بقياس الحالة النفسية بين الحين والآخر لتجنب الاكتئاب، الذي قد يؤدي إلى تدهور الوظائف المعرفية إذا تُرك دون علاج.
الدماغ هو الثروة الحقيقية التي نحملها معنا طوال الحياة. صحته لا تعتمد فقط على الوراثة أو القدرات الفطرية، بل على اختياراتنا اليومية. تغذية متوازنة، نوم جيد، حركة منتظمة، تفاعل اجتماعي، وفضول معرفي – كلها أدوات بين يديك لتعزيز أداء عقلك وتأخير الشيخوخة الذهنية.
وفي اليوم العالمي لصحة الدماغ، دعونا نجعل هذه المناسبة انطلاقة جديدة نحو أسلوب حياة يدعم هذا العضو الثمين. ابدأ بخطوة بسيطة اليوم – امشِ، اقرأ، تواصل، تأمل – فكل عادة صغيرة تصنع فارقًا كبيرًا في المستقبل.