وداعًا للبقع الصفراء.. سر ياباني جديد يعيد القميص الأبيض كأنه جديد بدون مسحوق غسيل!


القميص الأبيض قطعة أساسية في دولاب أي شخص، سواء للرجال أو السيدات، لكن أكبر كابوس يواجهها هو بقع العرق الصفراء التي تظهر مع الوقت وتفسد شكل الملابس.
عادة ما يلجأ الكثيرون إلى استخدام المبيضات الكيميائية أو النقع لفترات طويلة في الماء الساخن على أمل استعادة البياض، لكن في الغالب النتيجة لا تكون مرضية، بل أحيانًا تتلف الأقمشة وتضعفها.
لكن المفاجأة أن العلماء في اليابان كشفوا عن طريقة مبتكرة وغريبة في نفس الوقت، قد تغيّر مفهومنا عن تنظيف الملابس، وتعتمد ببساطة على شيء قد لا يخطر في بالك: الضوء الأزرق!
الضوء الأزرق.. الحل السحري بدل المبيضات
بحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أجرى فريق بحثي ياباني تجربة علمية على مجموعة من الأقمشة المختلفة مثل القطن، الحرير، والبوليستر، وعرّضوها لمصادر بقع متنوعة: عصير البرتقال، عصير الطماطم، وأهمها المواد الدهنية المسببة لبقع العرق مثل السكوالين وحمض الأوليك الموجودان طبيعيًا في زيوت البشرة والعرق.
اقرأ أيضاً
بعد تحضير العينات وتسخينها لمحاكاة مرور الوقت، جرب العلماء ثلاث طرق مختلفة لإزالة البقع:
1. النقع في بيروكسيد الهيدروجين (المبيض التقليدي).
2. التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
3. التعرض لـ ضوء LED أزرق عالي الكثافة.
النتائج كانت مفاجأة: الضوء الأزرق حقق أفضل نسبة إزالة للبقع، متفوقًا على المبيض والأشعة فوق البنفسجية. بل والأغرب أن الأشعة فوق البنفسجية سببت ظهور مركبات صفراء جديدة، أي أنها زادت البقعة سوءًا!
لماذا الضوء الأزرق؟
البروفيسور توموهيرو سواهارا، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، قال إن التقنية الجديدة تعمل عبر تفاعل الضوء الأزرق مع الأكسجين الموجود في الهواء، مما يطلق عملية تسمى "التبييض الضوئي". هذه العملية لا تحتاج إلى أي مواد كيميائية قوية، وبالتالي تعتبر أكثر أمانًا على الأقمشة الحساسة مثل الحرير والقطن الناعم.
بمعنى آخر: بدل ما تشتري منظفات غالية أو تفسد قميصك الأبيض بالكلور، كل ما تحتاجه في المستقبل ربما مجرد لمبة LED زرقاء!
حماية للبيئة واستدامة
ميزة إضافية مهمة جدًا لهذه التقنية هي أنها صديقة للبيئة. الطرق التقليدية لتبييض الملابس مثل الكلور أو بيروكسيد الهيدروجين تحتاج إلى مواد كيميائية بكميات كبيرة، بالإضافة إلى استهلاك طاقة وحرارة عالية. هذا يسبب تلوثًا بيئيًا ويؤثر سلبًا على جودة الأقمشة مع تكرار الغسيل.
أما الضوء الأزرق، فيحقق النتيجة نفسها (وأحيانًا أفضل) من دون أي مواد إضافية، مما يجعله خيارًا مستدامًا وموفرًا للطاقة على المدى الطويل.
هل يمكن استخدامه في البيت؟
حتى الآن، التجربة تمت داخل المعامل العلمية، لكن الباحثين أشاروا إلى رغبتهم في تطوير هذه التقنية وتحويلها إلى منتجات عملية للاستخدام المنزلي والصناعي. تخيّل أن تمتلك جهازًا صغيرًا في المنزل، يشبه مجفف الملابس أو صندوق إضاءة، تضع فيه قميصك الأبيض لمدة 10 دقائق فقط، ويخرج نظيفًا ولامعًا بدون بقع!
إذا تحقق ذلك، فسيكون بمثابة ثورة في عالم تنظيف الملابس، وسيودع الكثيرون المعاناة مع بقع العرق المستعصية.
نصائح لحين ظهور التقنية
وبينما ننتظر وصول أجهزة الضوء الأزرق إلى الأسواق، هناك بعض النصائح البسيطة للتقليل من البقع الصفراء في الملابس البيضاء:
- غسل القمصان مباشرة بعد ارتدائها وعدم تركها لفترة طويلة.
- استخدام صابون الغسيل العادي بدلًا من الإفراط في الكلور.
- تجفيف الملابس في الهواء الطلق بدلًا من تعريضها للشمس لفترات طويلة، لأنها قد تزيد من الاصفرار.
- وضع واقيات عرق أو استخدام مزيلات عرق خالية من الألومنيوم.
العلماء اليابانيون أثبتوا أن الحل لمشكلة البقع الصفراء لا يحتاج لمساحيق غسيل ولا مبيضات، بل مجرد ضوء أزرق يمكنه أن يعيد القميص الأبيض إلى حالته الأولى بدون مجهود.
إذا نجحت الفكرة في التحول إلى منتج منزلي، سنكون أمام نقلة نوعية في طرق تنظيف الملابس، تجمع بين الفعالية والحفاظ على البيئة.