أخصائية تغذية: وجبة الإفطار سرّ التركيز والتفوق الدراسي للأطفال


يعتبر الإفطار من أهم الوجبات التي يجب أن يحرص عليها الطفل قبل التوجه إلى المدرسة، حيث يشكّل حجر الأساس ليوم دراسي مليء بالنشاط والتركيز. في هذا السياق، أكدت الدكتورة أمل إسماعيل، أخصائية التغذية العلاجية، أن اختيار نوعية وجبة الإفطار له تأثير مباشر وكبير على قدرة الطفل على التركيز وتحقيق التفوق الدراسي.
في حديثها عبر قناة القاهرة الإخبارية، شددت إسماعيل على أهمية تأكيد إفطار الطفل بشكل متوازن وصحي، حيث يساعد ذلك في تحسين التركيز العقلي وزيادة قدرة الاستيعاب خلال الحصص الدراسية، مما يسهم في رفع مستوى الأداء الدراسي بشكل ملحوظ.
وجبة الإفطار: البداية الصحيحة ليوم مدرسي نشط
تعد وجبة الإفطار بمثابة الوقود الذي يمنح الطفل الطاقة اللازمة لمواصلة يومه الدراسي. وعندما يحصل الطفل على تغذية متكاملة منذ الصباح الباكر، تكون مستوى الطاقة والتركيز لديه في أعلى درجاته، ما يساهم في استيعابه الجيد للدروس.
وتؤكد الدكتورة أمل إسماعيل أن وجبة الإفطار لا تقتصر على مجرد سد الجوع، بل هي بمثابة تحفيز لعقل الطفل كي يكون جاهزًا لاستقبال المعلومات طوال اليوم الدراسي. فوجود البروتينات مثل البيض أو الزبادي، الكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز الأسمر أو الشوفان، بالإضافة إلى الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات، يمثل خليطاً غذائيًا يعزز تركيز الطفل ويحسن ذاكرته.
توقيت الإفطار يلعب دورًا مهمًا
وبالإضافة إلى أهمية محتوى الإفطار، أشارت إسماعيل إلى أن توقيت تناوله يلعب دورًا بالغ الأهمية في تحديد مدى استفادة الطفل من هذه الوجبة. إذا كانت استراحة المدرسة (البريك) في وقت مبكر، يمكن للطفل الاكتفاء بسناك خفيف صباحًا، مثل قطعة فاكهة أو مكسرات، على أن يتناول بعدها وجبة إفطار متكاملة أثناء الاستراحة المدرسية.
أما إذا كانت استراحة البريك في وقت متأخر من اليوم الدراسي، فلا بد أن يحصل الطفل على وجبة إفطار متكاملة قبل مغادرته للمنزل. وإذا كانت المدرسة تبدأ في وقت مبكر، فلا بد من أن يتناول الطفل إفطاره قبل الذهاب، حتى يكون لديه الطاقة اللازمة للتركيز والانتباه في الحصص الدراسية.
تأثير الإفطار على الأداء الدراسي
وتضيف إسماعيل أن نوعية الطعام وتوقيت تناوله يؤثران بشكل كبير على قدرة الطفل على التفوق الدراسي. فالأطفال الذين يتناولون إفطارًا غير متوازن أو يتخطون هذه الوجبة، يعانون من تراجع في مستوى التركيز في الفصول الدراسية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يحصلون على إفطار متكامل في الصباح يكون لديهم تحصيل دراسي أعلى مقارنة بأقرانهم الذين يتجاهلون هذه الوجبة.
السكر الطبيعي الموجود في الفواكه، مثلا، يمنح الجسم طاقة مستدامة دون التأثير على مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ. أما الأطعمة الغنية بالألياف، فتساعد في الحفاظ على شعور الطفل بالشبع لفترة أطول، مما يعزز تركيز الطفل ويحد من مشاعر الجوع التي قد تشتت انتباهه.
نصائح عملية لجعل الإفطار أكثر توازنًا
لإعداد إفطار صحي وملائم للطفل، تقدم الدكتورة أمل إسماعيل بعض النصائح التي تساعد في اختيار الوجبات المناسبة:
-
الاهتمام بالبروتينات: تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتينات مثل البيض، الزبادي، أو المكسرات يمكن أن يساعد الطفل في الحفاظ على طاقته طوال اليوم.
-
الكربوهيدرات المعقدة: الأطعمة مثل الخبز الأسمر، الشوفان، والأرز الكامل تمنح الجسم طاقة مستدامة ولا تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات السكر.
-
الفواكه والخضروات: إضافة حصة من الفواكه مثل التفاح أو الموز وكذلك الخضروات مثل الخيار أو الجزر يساهم في توفير الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم.
-
تجنب الأطعمة السكرية: يجب تجنب الأطعمة عالية السكر مثل الكعك والمشروبات الغازية التي قد تسبب تقلبات في مستويات الطاقة والتركيز.
-
اقرأ أيضاً
الماء مهم أيضًا: الماء يعد جزءًا أساسيًا من أي وجبة، حيث يساعد على ترطيب الجسم ويحسن من أداء الدماغ والتركيز.
إن وجبة الإفطار هي البداية التي تحدد ما إذا كان يوم الطفل الدراسي سيكون مليئًا بالنجاح والتركيز أو إذا كان سيواجه صعوبة في الحفاظ على طاقته وانتباهه. وبالتالي، يعتبر اختيار الإفطار الصحي والمتوازن خطوة حاسمة في تحسين الأداء الدراسي للأطفال.
لا شك أن وعي الأمهات والأباء بأهمية هذه الوجبة وكيفية تحضيرها بشكل سليم، يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الطفل الدراسية ويُسهم في تعزيز تحصيله الدراسي بشكل ملحوظ.