اشرف محمدين يكتب:-لا تعطي أحدًا قلمًا يلوّن به حياتك
هناك لحظة فارقة في حياة كل إنسان، لحظة يكتشف فيها أنه سمح — من حيث لا يدري — لآخرين أن يتحكموا في ألوان أيامه، وأن يمنحهم قلمًا كان ينبغي أن يظل في يده وحده. لحظة يدرك فيها أن بعض البشر لا يجيدون سوى لونٍ واحد… الأسود.
ليس لأنهم سيئون بطبيعتهم دائمًا، بل لأن نفوسهم مثقلة، وقلوبهم معطوبة، ولأنهم لم يتعلموا يومًا كيف يفرحون دون أن يطفئوا فرحة غيرهم، أو كيف يمنحون دفئًا دون أن يسرقوا دفئ من منحهم.
في العلاقات — كل العلاقات — يبدأ الخراب دائمًا من هذه الثغرة الصغيرة: أن تسمح لأحدهم أن يحدد لك ما يجب أن تحب، وما ينبغي أن تترك، وكيف يجب أن تفكر، وما الذي يليق بك وما الذي لا يليق. يبدأ الخراب حين تتخلى عن حقك في أن تكون صاحب قصتك، وتصبح مجرد تابع في روايةٍ يكتبها غيرك.
وما بين التنازل بحسن نية… والاستسلام تحت ضغط الحب… تُفتح أبواب كثيرة لا تُغلق بسهولة.
فمنح القلم يعني منح السلطة: سلطة التأثير، وسلطة التغيير، وسلطة التحكم في مزاجك وقراراتك وحتى نظرتك لنفسك.
والأخطر… أن بعض من نمنحهم هذا القلم لا يدركون قيمة ما بين أيديهم، فيشرعون — دون قصد أحيانًا — في تلويث اللوحة بالأحكام الجاهزة، والكلمات الجارحة، والتقليل المستمر، والعتاب الذي يتحول إلى إدانة، والغيرة التي تُصبح شكًا، والاهتمام الذي يتحول إلى مراقبة، والحب الذي يتبدل خوفًا وامتلاكًا.
وهنا يتغير كل شيء…
اقرأ أيضاً
الطقس اليوم.. انخفاض بالحرارة وأمطار متفاوتة والصغري بالقاهرة 14 درجة
قانون البنك المركزى يضع ضوابط لمنع الممارسات الاحتكارية أو الضارة بالمنافسة
خسوف كلى للقمر يتزامن مع رمضان 2026.. اعرف موعد وتفاصيل القمر الدموى
خاله فنان مشهور وأخرج 4 أفلام كوميدية بارزة.. 13 معلومة عن طارق الأمير بعد أزمته الصحية.
عاجل | ليفربول يمنع محمد صلاح من توديع الجماهير في مواجهة برايتون.
عاجل | بعد تأكيد انتشاره رسميًا.. إليكم أعراض فيروس H1N1 وطرق العلاج الناجحة.
رئيس جمعية الرفق بالحيوان: نحو 40 مليون كلب ضال تجوب الشوارع المصرية.. و«الشلاتر» تُطرح كحل لمعالجة المشكلة.
عاجل.. الحكومة تُعلن تحمّل نفقات علاج الفنانة عبلة كامل على نفقة الدولة.
تنفي منظمة الصحة العالمية وجود أي علاقة بين الحصول على اللقاحات والإصابة باضطراب التوحّد.
عاجل.. الحكومة توضح مدى صحة الأنباء المتداولة حول انتشار جنيهات ذهبية مغشوشة في الأسواق.
بحسب ما نُسب في تحقيقات النيابة، وُجهت إلى هدير عبد الرازق وأوتاكا اتهامات تتعلق بتداول مقاطع مصوَّرة بينهما بدافع الإيحاء والإغراء.
توفي النائب أحمد جعفر، المرشَّح لتمثيل دائرة حدائق القبة في انتخابات مجلس النواب 2025.
اللون الأبيض يفقد نقاءه، واللون الأزرق يخفت بريقه، واللون الأخضر يفقد الحياة.
ولا يبقى في نهاية المطاف سوى اللون الأسود: لون العتب الزائد، ولون الخوف، ولون الإحباط الذي يكسو الروح ببطء حتى يصبح الإنسان غريبًا عن نفسه.
إن أجمل ما في الإنسان حريته الداخلية، تلك المساحة التي لا ينبغي أن تطأها قدم أحد.
وأسوأ ما يمكن أن يفعله المرء بنفسه هو أن يضع مفاتيح هذه المساحة في يد شخصٍ لا يعرف قيمتها.
الحياة لا تحتاج إلى من يلونها بدلًا عنك.
تحتاج إلى من يشاركك الفرشاة… دون أن ينتزعها منك.
إلى من يزيد الألوان دفئًا… لا ظلامًا.
إلى من يضيف لمسة جمال… لا طبقة من السواد تحجب كل شيء.
وليس معنى ذلك أن نعيش وحدنا أو نغلق أبوابنا في وجه الآخرين، بل أن نفهم الحدود: نحن نسمح لهم بالمشاركة، لا بالتحكم. نسمح لهم بالاقتراب، لا بالهيمنة.
نسمح لهم أن يرونا… لا أن يمحونا.
الحياة لوحة كبيرة، والقلوب بطبيعتها تبحث عمّن ينسجم معها، لكن تذكّر دائمًا:
لا أحد يملك الحق أن يقرر عنك لون الفرح، ولا شكل المستقبل، ولا قيمة نفسك.
هناك أناس موجودون في حياتنا ليضيفوا ضوءًا، وهناك آخرون خلقوا ليعلّمونا درسًا واحدًا:
أن القلم يجب أن يبقى في يد صاحبه دائما
في النهاية…
أخطر ما يفعله الإنسان بنفسه ليس أنه يثق… بل أنه يضع مصيره في يد من لا يجيد سوى التخريب. يمنحهم قلمًا، فيرسمون فوق روحه خطوطًا سوداء، ويشوهون ألوانه حتى يظن أن العالم كله قاتم. الحقيقة أن البعض لا يعرف قيمة الأرواح الشفافة… يظنونها صفحة بيضاء يصلح أن يُكتب فوقها ما يشاؤون، دون أن يدركوا أن كل خدش يترك أثرًا، وأن كل لون داكنٍ يطفئ جزءًا من الحياة داخل صاحبه.
لا تُسلِّم فرشاة مشاعرك لمن يجهل معنى الفن… فبعض القلوب لا تُتقن إلا الرسم فوق الخراب. وبعض العيون لا ترى فيك إلا ما يُناسب نقصها، لا ما يعكس جمالك الحقيقي. هناك من يمر على حياتك كظلٍّ ثقيل، لا يضيف لونًا ولا يمنح ضوءًا، بل يسحب منك ما تبقى من طاقتك حتى تفقد ملامحك… وتنسى كيف كنت، قبل أن يسمح لهم قدر حبك بأن يعبثوا بك.
إن أخطر أنواع الخسارة… أن تخسر نفسك وأنت تحاول الحفاظ على من لا يستحق حتى مكانًا في الهامش. أن تكتشف أنك لم تكن شريكًا… بل كنت لوحة يتدرب عليها الآخرون. أن تدرك أن الحياة تحوّلت رمادية لأنك أنت من أعطاهم اللون، وأنت من سمح لهم بتشويه حلمك، وأنت من صدّق أن قيمة اللوحة تُقاس برأي المتفرج لا بإحساس الفنان.
توقّف عن السماح للآخرين بتحديد ملامحك، أو اختيار طريقك، أو تشكيل مزاجك.
لا أحد يستحق أن يمحو فرحك… ولا أحد يملك حق أن يلوّن قلبك بما يناسب مزاجه. إن احتفظت بقلمك… احتفظت بحياتك. وإن ضاع منك… ضاع كل شيء.
لذلك، تعلّم أن تمسك قلمك بقوة…
أن تختار ألوانك بقلبك لا بخوفك…
أن ترسم جروحك بحكمة، وانتصاراتك بفخر، وانهزاماتك بصدق.
وتذكّر دائمًا…
الحياة لوحة، لكنك أنت الفنان.
وما كان للفنان يومًا أن يسمح لدخيلٍ أن يمحو توقيعه










