الجمعة 18 يوليو 2025 08:08 مـ 22 محرّم 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
التكنولوجيا

التكنولوجيا تنقذ الحياة: كيف تغيّر الأجهزة القابلة للارتداء مستقبل مرضى السكري؟

كيف تغيّر الأجهزة القابلة للارتداء مستقبل مرضى السكري ؟
كيف تغيّر الأجهزة القابلة للارتداء مستقبل مرضى السكري ؟

في عالم يشهد انفجارًا في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، يتصدر مرض السكري قائمة التحديات الصحية العالمية، حيث تؤكد الإحصائيات أن أكثر من 500 مليون شخص حول العالم يعانون من هذا المرض، مع توقعات بزيادة العدد بشكل متسارع خلال السنوات القادمة.
لكن وسط هذه الأزمة الصحية، تبرز التكنولوجيا كأمل حقيقي، وتحديدًا من خلال الأجهزة الحيوية القابلة للارتداء، التي لا تكتفي بالرصد، بل تعيد تعريف الرعاية الصحية لمرضى السكري من الجذور.

ماذا نعني بالأجهزة القابلة للارتداء؟

هي أجهزة إلكترونية صغيرة تُرتدى على الجسم، عادةً على المعصم أو الذراع أو تُزرع تحت الجلد، وتعمل على مراقبة المؤشرات الحيوية بشكل لحظي، مثل:

  • مستوى الجلوكوز في الدم

  • معدل نبض القلب

  • النشاط البدني

  • جودة النوم

لكن أهم تطبيقاتها حاليًا وأكثرها تأثيرًا هو مراقبة مستوى السكر في الدم لمرضى السكري.

من الوخز اليومي إلى المراقبة الذكية

لطالما عانى مرضى السكري من الطرق التقليدية لمراقبة السكر، التي تعتمد على وخز الإصبع مرات يوميًا للحصول على قراءة واحدة لمستوى الجلوكوز. هذه الطريقة ليست فقط مزعجة، بل لا توفر صورة كاملة ودقيقة عن تقلبات مستوى السكر خلال اليوم.

هنا، جاءت الأجهزة القابلة للارتداء لتحدث ثورة حقيقية. فعلى سبيل المثال، تقدم شركات مثل Biolinq وDexcom وFreeStyle Libre أجهزة ذكية مزوّدة بمستشعرات دقيقة يتم تثبيتها على الجلد، لقياس الجلوكوز باستمرار كل بضع دقائق، دون الحاجة إلى أي تدخل يدوي.

⚙️ كيف تعمل هذه الأجهزة؟

تعتمد هذه التكنولوجيا على مستشعرات كهروكيميائية أو كهروبصرية فائقة الحساسية، توضع تحت سطح الجلد وتقوم برصد الجلوكوز في السائل الخلالي بين الخلايا، وهو مؤشر دقيق يتماشى تقريبًا مع قياس السكر في الدم.

تقوم الأجهزة بإرسال هذه البيانات مباشرةً إلى تطبيق على الهاتف المحمول أو إلى منصة طبية تتيح للطبيب والمريض معًا تتبع التغييرات لحظة بلحظة.

✅ لماذا تعتبر هذه التقنية نقطة تحول؟

1. رؤية لحظية:

بدلًا من قراءة واحدة، يحصل المريض على رسم بياني حي لتحركات السكر، فيفهم كيف يتأثر سكره بوجبة معيّنة أو تمرين رياضي أو دواء جديد.

2. تحفيز سلوكي:

عندما يرى المريض بنفسه تأثير نشاطه اليومي على سكره، يصبح أكثر وعيًا بمسؤولية إدارة حالته، مما يُعزز الالتزام الغذائي والدوائي.

3. أداة للطبيب:

الأطباء يمكنهم استخدام هذه البيانات لاتخاذ قرارات علاجية أدق، وتعديل الجرعات أو توقيت الأدوية بناءً على نمط حياة المريض الفعلي، وليس فقط بناءً على زيارة كل شهر.

GLP-1 + الأجهزة القابلة للارتداء = تركيبة رابحة

GLP-1 هو نوع جديد من الأدوية يُحدث طفرة في علاج السكري من النوع الثاني.
فهو يحاكي هرمونًا طبيعيًا في الجسم يساعد على تنظيم السكر عن طريق:

  • تحفيز إفراز الأنسولين

  • تقليل إفراز الجلوكاجون (الذي يرفع السكر)

  • إبطاء تفريغ المعدة مما يساعد على فقدان الوزن

وعند دمج هذا الدواء مع جهاز استشعار حيوي، تصبح النتائج مذهلة؛ حيث يرى المريض في الزمن الحقيقي كيف يعمل الدواء، مما يزيد ثقته بالعلاج ويجعله أكثر التزامًا بخطته الصحية.

خطوة نحو عدالة صحية رقمية

رغم هذه الإنجازات، إلا أن هناك تحديات كبيرة يجب مواجهتها لضمان أن كل مريض، سواء في القاهرة أو قرية نائية في الصعيد أو في أي دولة نامية، يمكنه الوصول إلى هذه التقنية.

ريتشارد يانج، المدير التنفيذي لشركة Biolinq، شدد على أهمية خفض تكلفة هذه الأجهزة وجعلها في متناول الجميع، لا سيما في الدول التي تمثل فيها تكلفة العلاج عبئًا ماليًا هائلًا على الأسر والأنظمة الصحية.

من العيادة إلى الهاتف.. رعاية استباقية

واحدة من أكبر فوائد هذه الأجهزة هي إمكانية دمجها في أنظمة الرعاية الصحية عن بُعد، بحيث:

  • تُتابع حالة المريض لحظيًا

  • يتم تنبيه الطبيب آليًا في حال وجود خطر مفاجئ

  • تُعدّل الخطة العلاجية دون الحاجة لزيارة العيادة

وهذا يفتح الباب أمام نمط جديد من الطب: الطب الاستباقي الذكي، الذي يمنع المشاكل قبل أن تحدث بدلًا من الاكتفاء بعلاجها بعد فوات الأوان.

التحديات القادمة

  • حماية الخصوصية: البيانات الصحية شديدة الحساسية، ويجب أن تكون هناك قوانين صارمة تضمن أمنها.

  • التكلفة: على الشركات تطوير نماذج تسعير مرنة تناسب الجميع.

  • الوعي: يحتاج المرضى إلى توعية بكيفية استخدام هذه الأجهزة وفهم قراءاتها.

الخلاصة

التكنولوجيا لا تعني فقط الرفاهية، بل قد تكون في بعض الأحيان الفارق بين الحياة والمضاعفات الخطيرة، خاصة في حالة مثل السكري.
الأجهزة الحيوية القابلة للارتداء لم تعد كمالية، بل ضرورة طبية تفتح بابًا جديدًا نحو رعاية شخصية دقيقة وفعالة.

ومع استمرار تطورها ودمجها مع العلاج الدوائي الحديث، فإن مستقبل مرضى السكري قد يبدو أكثر أملًا من أي وقت مضى.

الأجهزة القابلة للارتداء أجهزة مراقبة السكر تكنولوجيا مرضى السكري مراقبة الجلوكوز بدون وخز Biowearables أجهزة ذكية لمرضى السكري علاج GLP 1 إدارة مرض السكري اخبار التكنولوجيا

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:08 مـ
22 محرّم 1447 هـ 18 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:23
الشروق 05:06
الظهر 12:01
العصر 15:38
المغرب 18:57
العشاء 20:27