عبد الله السعيد يختار الزمالك محطة الوداع: ”هنا أُسدل الستار بشرف وتاريخ”

في خطوة حملت الكثير من الرمزية والمشاعر، أعلن النجم الكبير عبد الله السعيد تجديد عقده مع نادي الزمالك، مؤكدًا أن القلعة البيضاء ستكون المحطة الأخيرة في مسيرته الكروية الطويلة والمليئة بالنجاحات.

رسالة السعيد، التي حملت كلمات مؤثرة وعميقة، جاءت بمثابة إعلان رسمي عن بداية الفصل الأخير في كتاب مسيرته، لكن الأهم أنها كانت إعلان وفاء وتقدير لكيان جماهيري ضخم طالما أظهر له الحب والثقة.

السعيد: النهاية لا تليق إلا بمكان كبير

"اخترت أن أختتم المسيرة في حضرة الكيان الكبير، نادي الزمالك."

بهذه العبارة التي تصدرت رسالته، عبّر عبد الله السعيد عن حجم قراره، مشيرًا إلى أن اختياره جاء نابعًا من قناعة داخلية عميقة بأن خاتمة المشوار يجب أن تكون في نادٍ بحجم الزمالك، بتاريخٍ عريق وجمهورٍ يُكتب عنه ولا يُكتب له فقط.

هذه الكلمات لم تكن مجرد مجاملة، بل كانت بيان نوايا صادق، يعكس احترام اللاعب لمسيرته، ورغبته في أن يكون الختام على قدر ما قدّمه طوال سنوات في الملاعب المصرية.

جمهور الزمالك.. كاتب النهاية الجميلة

"اخترت أن أضع النقطة الأخيرة في سطر كتبه جمهور لا يعرف سوى لغة الحب، ولا يقرأ إلا بحروف الوفاء."

في رسالة حملت الكثير من التقدير، وجّه السعيد تحية خالصة لجماهير الزمالك، تلك الجماهير التي كانت سببًا رئيسيًا في اتخاذ قراره. فبحسب تعبيره، لم تكن الجماهير مجرّد مشجعين، بل شركاء حقيقيين في تشكيل قصته.

هذه الكلمات تعكس مشاعر التقدير المتبادل بين نجم كبير وجمهور يُعرف بشغفه وولائه لناديه. عبد الله السعيد اختار أن يُسدل الستار في نادٍ يُقدّر نجومه ويمنحهم الحب قبل أي شيء آخر.

شكرًا على الثقة.. شكرًا على الحضن

"شكرًا لكم على هذا الحضن الدافئ، على الثقة الغالية، وعلى الشغف الذي يمنح كرة القدم معناها الحقيقي."

كلمات امتنان واضحة وجهها السعيد لكل من كان له دور في رحلته مع الزمالك حتى الآن؛ من الإدارة التي رحّبت به، إلى الجهاز الفني الذي منحه الثقة، إلى زملائه في الفريق الذين احتضنوه كلاعب وقائد.

لكن الأهم، كما أكد، هو الاحتواء الجماهيري. جمهور الزمالك منحه شعور الانتماء، وكان سببًا في شعوره بأنه ليس مجرد لاعب جاء للختام، بل نجم تُكتب له سطور جديدة بشغف وتجديد.

وعد من القلب: كل ما تبقى للزمالك

"وعد من القلب، أن أهب كل ما تبقى من عطائي لقميص الزمالك وجماهيره العظيمة."

ليس وعدًا للاستهلاك الإعلامي، بل تعهد حقيقي أطلقه عبد الله السعيد في رسالته، بأنه سيقاتل حتى آخر لحظة في الملعب، من أجل إسعاد جماهير الزمالك وترك بصمة تُضيف لاسمه وتاريخ النادي.

النجم المخضرم يدرك جيدًا أن السنوات الأخيرة من مسيرته لا يجب أن تكون مجرد وقت مستقطع، بل يجب أن تكون خاتمة مشرفة تعبّر عن كل ما قدمه خلال أكثر من عقدين في الملاعب.

السعيد والزمالك.. مشهد ختامي بروح البداية

قرار السعيد بتجديد عقده مع الزمالك لم يكن مجرد إعلان تعاقدي، بل كان إعلان وفاء، ونهاية تليق باسم كبير صنع تاريخه في صمت، وقرر أن يودّع الملاعب من البوابة الأعرق.

جماهير الزمالك بدورها استقبلت الرسالة بحفاوة، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل تؤكد أن عبد الله السعيد أعاد كتابة مشهد النهاية بأسلوب لا يُنسى.

ففي كرة القدم، لا يكون الاعتزال مؤلمًا حين تختار أن تُسدل الستار وأنت واقف شامخًا، ترتدي قميصًا تحترمه، وجمهورًا يمنحك كل الحب.

الختام:

عبد الله السعيد لم يأتِ إلى الزمالك فقط ليختم رحلته، بل جاء ليبدأ آخر تحدٍ بطموح كبير واحترام أكبر.
وفي حضرة جمهور الزمالك، يبدو أن آخر فصول الحكاية ستكون من النوع الذي لا يُنسى.