قبل ما تاكل موزة.. اعرف سر «القشرة» اللي ممكن تضر صحتك!

يعتبر الموز من أكثر الفواكه شعبية في العالم، فقلما يخلو بيت مصري من عرجون موز أصفر لامع أو حتى أخضر طازج. لكن خلف هذه الثمرة اللذيذة، ظهرت تحذيرات جديدة من خبراء الصحة بخصوص عادة شائعة يستهين بها الكثيرون: عدم غسل الموز قبل تناوله.

هل قشرة الموز درع واقٍ؟

كثير من الناس يظنون أن قشرة الموز السميكة والمرنة بمثابة "حائط صد" يحمي الثمرة من أي ملوثات خارجية. لكن الحقيقة التي كشفتها هيئة حماية المستهلك الروسية أن هذا الاعتقاد غير صحيح على الإطلاق.

القشرة قد تبدو نظيفة، لكنها خلال رحلة الموز الطويلة من المزارع الاستوائية حتى أسواقنا، تتعرض لرش المبيدات الحشرية، وملامسة مواد كيميائية ومعالجات صناعية، فضلاً عن إمكانية حمل بكتيريا خطيرة مثل الإشريكية القولونية (E.coli).

وعند تقشير ثمرة موز غير مغسولة، يمكن أن تنتقل هذه المواد مباشرة من القشرة إلى اللب ثم إلى فمك، مسببة مشاكل صحية تبدأ من اضطرابات بسيطة في المعدة، وقد تصل إلى التهابات وأمراض معدية أكثر خطورة.

غسل الموز.. عادة بسيطة تحميك

رغم أن الموز من الفواكه التي نتناولها غالبًا "على السريع"، فإن الخبراء ينصحون بضرورة غسله جيدًا بالماء الجاري قبل الأكل. الأمر لا يحتاج مجهودًا كبيرًا، لكنه كفيل بتقليل احتمالية وصول أي ملوثات أو مواد كيميائية إلى جسمك.

فكر فيها كأنك بتغسل تفاحة أو عنقود عنب. صحيح إنك ما بتاكلش قشرة الموز زي باقي الفواكه، لكن مجرد ملامستها بيدك أثناء التقشير كفيل بنقل البكتيريا.

الموز الأخضر أم الأصفر.. أيهما أفضل لمرضى السكري؟

• بعيدًا عن مسألة الغسل، هناك سؤال آخر يثير فضول كثير من الناس: هل الموز الأخضر أفضل لمرضى السكري من الموز الأصفر؟

• الموز الأخضر: يحتوي على نشا مقاوم يُهضم ببطء، مما يقلل من سرعة ارتفاع مستوى السكر في الدم. لذلك يراه بعض الأطباء خيارًا أفضل لمرضى السكري.

• الموز الأصفر الناضج: غني بالسكريات الطبيعية مثل الفركتوز والجلوكوز، ما يجعله أكثر حلاوة وسهولة في الهضم، لكنه قد يرفع مستوى السكر في الدم أسرع من الأخضر.

إذن، الاختيار يعتمد على الحالة الصحية للشخص وطريقة تنظيم غذائه. الأطباء ينصحون مرضى السكري بعدم الإفراط في تناول الموز، سواء أخضر أو أصفر، والالتزام بالكميات التي يحددها الطبيب.

فوائد الموز.. كنز غذائي لا يُقدر بثمن

بعيدًا عن هذه التحذيرات، يبقى الموز "صديق الصحة" بلا منازع، لأنه يحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية المهمة:

• الألياف الغذائية: تحسن الهضم وتمنح شعورًا بالشبع.

• البوتاسيوم: عنصر ضروري للحفاظ على ضغط الدم وصحة القلب.

• المغنيسيوم والمنجنيز: لدعم العظام والعضلات.

• فيتامينات A وB6 وC: لتقوية المناعة، وتحفيز إنتاج الطاقة، وتحسين صحة الجلد.

• مضادات الأكسدة: تحارب الجذور الحرة وتحمي الجسم من أضرار التلوث والإجهاد.

الأجمل أن الموز يساعد الجسم على إفراز هرمون السيروتونين المعروف بـ"هرمون السعادة"، ما يمنحك شعورًا بالراحة والبهجة بمجرد تناوله.

نصائح عملية عند شراء وتناول الموز

• اغسل الموز تحت ماء جاري قبل تقشيره.

• لا تتركه مكشوفًا في المطبخ لفترات طويلة.

• خزّنه في مكان جيد التهوية، وابتعد عن وضعه بجوار التفاح أو الكمثرى، لأن هذه الفواكه تسرّع من نضجه.

• لمريض السكري: الأفضل تقسيم الثمرة نصفين على مدار اليوم بدلاً من أكلها كاملة دفعة واحدة.

واخيرا الموز من الفواكه الغنية بالفوائد، لكن غسله قبل الأكل ضرورة لا تقل أهمية عن غسيل أي نوع آخر من الفواكه. أما اختيارك بين الموز الأخضر أو الأصفر، فالأمر يتوقف على حالتك الصحية واحتياجات جسمك، خصوصًا إذا كنت مريض سكري.

فالموز ليس فقط "وجبة خفيفة" تسد الجوع، بل هو صيدلية طبيعية صغيرة تمدك بالطاقة، وتحسن مزاجك، وتدعم صحتك من الرأس حتى أخمص القدمين. لكن، زي أي شيء في حياتنا: الاعتدال مفتاح الفائدة، والإهمال باب الضرر.