خطأ في صيدلية بالصين يحوّل شراء دواء إلى فضيحة زوجية كبرى


في واقعة غريبة تصلح أن تكون مادة لفيلم كوميدي أسود أو قصة درامية مشوقة، وجد رجل متزوج في مقاطعة قوانغدونغ الصينية نفسه في قلب فضيحة زوجية مدوية، بعدما تسبب خطأ إداري بسيط من إحدى الصيدليات في كشف خيانته لزوجته، ليتحول الأمر إلى قضية رأي عام في الصين، ويثير جدلاً قانونياً حول الخصوصية وحقوق العملاء.
بداية القصة.. شراء عادي تحول إلى كارثة
القصة بدأت عندما دخل الرجل إلى إحدى فروع الصيدليات هناك، وقام بشراء حبوب منع الحمل، في خطوة بدت عادية بالنسبة له، حيث دفع مبلغ 15.8 يوان فقط (أي ما يعادل 2.2 دولار أمريكي) عبر تطبيق للدفع الإلكتروني على هاتفه.
لكن ما لم يكن في الحسبان أن العملية فشلت تقنياً دون أن يلاحظ الموظفون ذلك، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث غير المتوقعة.
المفاجأة الصادمة.. اتصال بالرقم الخطأ
عندما راجع موظفو الصيدلية النظام لاحقاً، اكتشفوا أن عملية الدفع لم تتم بنجاح، فقرروا التواصل مع العميل المسجل على بطاقة العضوية الخاصة به. غير أن المفاجأة كانت أن الرقم المسجل لم يكن رقم الرجل نفسه، بل رقم زوجته!
وببراءة، اتصل الموظفون بالزوجة لإبلاغها بوجود مشكلة في الدفع، وأخبروها أيضاً بأن المنتج محل المشكلة كان حبوب منع الحمل، الأمر الذي جعلها تكتشف الحقيقة المرة: أن زوجها على علاقة خارج إطار الزواج.
الزوجة تكتشف الخيانة.. والزوج يفقد أعصابه
الزوجة لم تتردد في مواجهة زوجها بما سمعته من موظفي الصيدلية، وهنا بدأت العاصفة. فالرجل، الذي لم يكن يتوقع أبداً أن محاولة شراء بسيطة قد تدمر حياته الزوجية، وجد نفسه عالقاً بين انهيار أسرته وخطر فقدان سمعته.
الرجل نشر تفاصيل ما حدث على منصة "ويبو" الصينية الشهيرة، متهماً الصيدلية بأنها السبب في فضح سره، بل وشارك صوراً لإيصال الشراء، ومحادثات زوجته مع موظف الصيدلية، بالإضافة إلى تقرير رسمي من مركز شرطة بينغانغ بتاريخ 12 أغسطس.
التفكير في مقاضاة الصيدلية
الغريب أن الرجل لم يوجه أصابع الاتهام إلى نفسه أو خيانته، بل قرر أن يرفع دعوى قضائية ضد الصيدلية، متهماً إياها بـ"انتهاك خصوصيته" والتسبب في انهيار أسرته، بل وهدد بأن ما حدث قد يؤدي إلى تفكك عائلتين في آن واحد.
لكن المفاجأة أن خبراء القانون في الصين لم يبدوا متفائلين بشأن فرص نجاحه. فالمحامي "فو جيان"، مدير مكتب هينان زيجين للمحاماة، صرح لصحيفة "إليفانت نيوز" بأن السبب الحقيقي وراء انهيار الأسرة ليس خطأ الموظف، وإنما الخيانة الزوجية نفسها. وأوضح أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الموظف يُعتبر إجراءً مشروعاً، إذ كان الهدف منه استكمال عملية دفع فشلت تقنياً، وليس إفشاء أسرار شخصية.
مقارنة بحوادث مشابهة
اقرأ أيضاً
«كنت بشوفهم بيموتوا واحد ورا التاني».. نص شهادة جدة ضحايا دلجا أمام النيابة العامة
عاجل- وزارة الصناعة تحسم الجدل: لا إلغاء ل ”بروتوكول الشحن الصيني” للسيارات الكهربائية
موقع أجنبى يعيد بناء وجوه المصريين القدماء.. إخناتون مفاجأة ”صور”
الأمير هاري يعود إلى بريطانيا.. وحديث عن ”لم الشمل”
صور الذكاء الاصطناعي تربك العلماء.. وخبراء يحذرون
اعرف مراحل الاختبارات في أكاديمية الشرطة 2025
بعد ضبط قتلة كلب المعادي.. الحبس 6 أشهر عقوبة تنتظر المتورطين فى الجريمة
الحكم في دعوى تعويض ضد أحمد صلاح حسني 30 سبتمبر
سيدة تعلق لافتات شكر أمام منزل صديقتها لخيانتها مع زوجها لمدة 5 سنوات
كلب حليق بـ”وشم التنين” على ظهره يثير جدلا فى معرض للحيوانات الأليفة
شنغهاي ترسم ملامح نظام عالمي جديد.. الصين تتحدى الهيمنة الغربية وتبني تحالفات الجنوب
الصين وروسيا.. شراكة تعيد رسم خريطة الاستقرار العالمي من فلاديفوستوك
المثير أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها عالمياً. ففي عام 2018 بالولايات المتحدة، رفع رجل من لونغ آيلاند دعوى قضائية ضد سلسلة صيدليات شهيرة، متهماً إياها بأنها كشفت لزوجته عن وصفة طبية كان يتناولها لعلاج مشكلة جنسية، وهو ما أدى حينها إلى انهيار زواجه أيضاً.
بين الطرافة والمأساة
القصة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، حيث انقسمت الآراء بين من يرى أن الرجل هو المخطئ الوحيد، وأن الصيدلية لم تفعل سوى واجبها المهني، وبين من تعاطف معه واعتبر أن الموظفين كان عليهم التعامل بحذر أكبر مع المعلومات الحساسة.
البعض علق بسخرية قائلاً: "من كان يتخيل أن حبوب منع الحمل قد تتحول إلى قنبلة زواجية تدمر أسرة؟"، فيما كتب آخر: "الخطأ ليس في الصيدلية ولا في الهاتف، الخطأ في القلب الذي خان".
الواقعة توضح أن التكنولوجيا، الدفع الإلكتروني، والأنظمة الإدارية قد تكون سيفاً ذا حدين: إما أن تسهل حياتنا أو تكشف أسراراً لم نكن نريد لها أن تظهر. وفي النهاية، قد يحاول الرجل أن يكسب قضيته في المحكمة، لكن الرأي العام يبدو قد حكم بالفعل: "الخطأ ليس في الصيدلية.. بل في خيانة الزوج".