الصين وروسيا.. شراكة تعيد رسم خريطة الاستقرار العالمي من فلاديفوستوك


في مشهد يعكس تحولات كبرى على الساحة الدولية، أكّد لي هونج تشونج، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونائب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الوطني، أن الصين وروسيا تمثلان قوتين بنّاءتين تقفان جنبًا إلى جنب من أجل دعم الاستقرار الاستراتيجي العالمي، ودفع عجلة الحوكمة العالمية نحو مسار أكثر عدلًا وتوازنًا.
جاءت تصريحات المسؤول الصيني خلال مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد بمدينة فلاديفوستوك الروسية في الفترة من 3 إلى 6 سبتمبر، تحت شعار معبّر: "الشرق الأقصى: التعاون من أجل السلام والازدهار". المنتدى الذي تحوّل على مدار السنوات الأخيرة إلى منصة عالمية لمناقشة قضايا التنمية والتعاون الآسيوي، جاء هذا العام محمّلًا برسائل سياسية واقتصادية تحمل الكثير من الدلالات.
شراكة تتجاوز الاقتصاد
لم يقتصر حديث لي هونج تشونج على الجوانب الاقتصادية، بل حمل رسائل أوضح حول طبيعة العلاقات بين بكين وموسكو، مشيرًا إلى أن البلدين يلعبان دورًا فاعلًا في إعادة التوازن إلى النظام الدولي، خصوصًا في ظل التوترات والصراعات التي يشهدها العالم.
وقال المسؤول الصيني: "روسيا والصين قوى مؤثرة وبنّاءة تدعمان الاستقرار الاستراتيجي العالمي، وتسعيان لتحسين الحوكمة العالمية بما يخدم جميع الشعوب".
تصريحات كهذه لا تأتي في فراغ؛ بل تعكس التقاء المصالح بين دولتين عملاقتين تتشاركان حدودًا طويلة وتاريخًا معقدًا من التنافس والتعاون. واليوم، يبدوان أقرب من أي وقت مضى، في مواجهة التحديات المشتركة ورسم ملامح نظام عالمي جديد.
الصين تمد يدها لكل آسيا
اقرأ أيضاً
كريم مغاوري يكشف تفاصيل أزمته الصحية: ”لسه تعبان بس عندي أمل كبير”
المنتخب المصري يفرض سيطرته أمام إثيوبيا بتعادل سلبي في مستهل قمة تصفيات المونديال
الأتوبيس الترددي BRT.. وزارة النقل تحذر من التسلل لحارته وتعلن أسعار اشتراكات الطلاب
سر «شوربة البلطي».. الوصفة السحرية التي حفظت خصوبة الفراعنة آلاف السنين
أسعار الحديد في مصر اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025
استقرار أسعار الذهب عالميًا ومحليًا اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025
استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025
ترتيب مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم بعد تعادل سيراليون وغينيا بيساو
إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص شمالي قنا
”شوانفينج” الصينية تنضم لاستثمارات القنطرة غرب عبر عقد مع اقتصادية قناة السويس
30 فكرة أكل لشهر كامل.. وداعًا لحيرة «هناكل إيه النهاردة؟»
بعد رحيل الموسيقار حلمي بكر.. أرملته تكشف كواليس معاناة ابنتهما ريهام: ”بتسألني كل صحابها عندهم بابا إلا هي”
اللافت في كلمة لي هونج تشونج أنه لم يحصر التعاون بين بلاده وروسيا فحسب، بل وسّع الدائرة لتشمل جميع دول آسيا، مؤكدًا استعداد بكين لـ تعزيز التعاون المستدام مع كافة الدول الآسيوية، بهدف بناء مستقبل مشرق قوامه التنمية السلمية والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة.
وهذا التصريح ينسجم تمامًا مع مبادرة "الحزام والطريق" التي تقودها الصين، والتي تهدف إلى ربط آسيا بالعالم عبر مشاريع بنية تحتية وتجارية ضخمة.
فلاديفوستوك.. نقطة التقاء الشرق والغرب
اختيار مدينة فلاديفوستوك لاستضافة المنتدى ليس محض صدفة. فالمدينة الواقعة في أقصى شرق روسيا تطل على المحيط الهادئ، وتشكل نافذة استراتيجية على الأسواق الآسيوية. وباتت هذه المدينة رمزًا للتوجه الروسي نحو آسيا، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الغربية والعقوبات.
في أروقة المنتدى، لم يغب الحديث عن التنمية المستدامة، وضرورة تعزيز الاستثمار في مجالات الطاقة، التكنولوجيا، والتجارة العابرة للحدود. كما شدّد المشاركون على أهمية خلق بيئة تعاون تخدم الشعوب بعيدًا عن النزاعات والحروب.
لماذا يهمنا في مصر؟
قد يتساءل القارئ المصري: ما علاقة القاهرة بهذه القمة البعيدة جغرافيًا؟ الحقيقة أن أي حديث عن الاستقرار العالمي والحوكمة الدولية ينعكس بشكل مباشر على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. فكلما زاد التفاهم بين القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، كلما اتسع هامش الفرص أمام دول مثل مصر لتعزيز شراكاتها الاقتصادية والاستثمارية مع آسيا.
كما أن مصر جزء من مبادرة "الحزام والطريق"، وتستفيد من التعاون الصيني – الروسي في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
الاستقرار ليس رفاهية
في النهاية، ما يمكن استخلاصه من تصريحات المسؤول الصيني هو أن العالم يتجه نحو إعادة تشكيل قواعد اللعبة الدولية. روسيا والصين تقدمان نفسيهما كـ"قوتين بنّاءتين" تسعيان لإرساء استقرار عالمي طالما افتقدته الساحة الدولية. ورغم التحديات الكبيرة، فإن لغة التعاون والحوار تظل هي الخيار الأكثر أمانًا في ظل عالم يزداد تشابكًا وتعقيدًا.
وبينما يتابع العالم فعاليات المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سنشهد ولادة نظام عالمي جديد تقوده شراكات آسيوية عابرة للحدود؟ أم ستظل القوى التقليدية متمسكة بمقاعدها في إدارة اللعبة الدولية؟