الجمعة 5 سبتمبر 2025 09:54 مـ 12 ربيع أول 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
سياحة وآثار

سر «شوربة البلطي».. الوصفة السحرية التي حفظت خصوبة الفراعنة آلاف السنين

سر «شوربة البلطي».. الوصفة السحرية التي حفظت خصوبة الفراعنة آلاف السنين
سر «شوربة البلطي».. الوصفة السحرية التي حفظت خصوبة الفراعنة آلاف السنين

منذ آلاف السنين، كان المصري القديم يملك أسرارًا غذائية وصحية سبقت عصره بقرون طويلة، أسرار جعلت جيناته قوية وقدرته على الخصوبة مضربًا للأمثال. وبينما يبحث العالم اليوم عن "الفياجرا" الكيميائية، كان سر الفراعنة الطبيعي يسبح في مياه نهر النيل الهادئة.. إنّه سمك البلطي.

وجبة محفوظة في المومياوات

اكتشاف مذهل توصل إليه فريق بحثي عالمي، من بينهم الباحثة الكندية أليسيا ماكديرموت، بعد دراسة بقايا مومياء مصرية عمرها أكثر من خمسة آلاف عام عُثر عليها في صعيد مصر. المفاجأة أن آخر وجبة تناولها صاحب المومياء لم تكن سوى شوربة من سمك البلطي مع الشعير والبصل الأخضر.

بحسب ما كشفه الدكتور حسين دقيل، الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، فإن البلطي كان غذاءً أساسيًا في النظام الغذائي للفراعنة، ولم يكن مجرد طعام يومي بل رمزًا مقدسًا ارتبط بالحياة والخصوبة والبعث من جديد.

البلطي.. سمكة مقدسة في الحضارة المصرية

لم يكن البلطي مجرد وجبة شهية، بل كان يحمل مكانة دينية ورمزية بالغة الأهمية؛ فقد ظهر في النقوش على جدران المعابد والمقابر، ورُسم على الأكفان باعتباره رمزًا للولادة وإعادة الحياة. بل إن المصريين القدماء قدّموه قرابين للمعبودات، وعلى رأسها المعبودة حتحور، إلهة الحب والجمال والخصوبة.

كما يؤكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية بسيناء، أن الفراعنة كانوا يرتدون تمائم على شكل سمك البلطي لزيادة فرص الإنجاب، في إشارة واضحة إلى اعتقادهم العميق بقدرته على تعزيز الخصوبة.

أسرار السلوك الطبيعي للبلطي

جزء من تقديس المصريين لهذه السمكة يعود إلى سلوكها المدهش؛ فصغار البلطي تسبح في فم الأم بعد الفقس مباشرة، كنوع من الحماية من الأخطار، ثم تخرج مرة أخرى عندما يزول الخطر. هذا المشهد الغريب ربما فسّره المصري القديم على أنه "ولادة جديدة"، أو معجزة للحياة المتجددة، فارتبط في ذهنه بالخصوبة والإنجاب.

الشعير والبصل.. مكونات سحرية للوصفة

لم يكن البلطي وحده بطل هذه "الوصفة الفرعونية"، بل كان الشعير عنصرًا رئيسيًا أيضًا، إذ استخدمه المصريون في صناعة الخبز والبيرة، وكانوا يعتقدون أن النظام الغذائي المثالي لا يكتمل بدونه. أما البصل الأخضر فكان رمزًا للطاقة والصحة، وظهر في العديد من النقوش القديمة.

الدراسة أثبتت أن الفراعنة لم يكتفوا بطهي لحم البلطي فقط، بل كانوا يستخدمون العظام والزعانف ضمن الحساء، ما يجعله غنيًا بالفوسفور والمعادن، ويشبه ما يُعرف اليوم بالـ"سوبر فود".

هل البلطي القديم يختلف عن الحالي؟

من المحتمل أن سمك البلطي في مصر القديمة كان يختلف قليلًا عن البلطي الذي نأكله اليوم، سواء في الحجم أو القيمة الغذائية، لكن الوصفة التي كشفها العلماء من بقايا المومياء تدل على أنها كانت وصفة متكاملة للخصوبة والصحة، ربما تفوق أي مكمل غذائي حديث.

إرث غذائي ما زال حاضرًا

حتى اليوم، يظل البلطي على مائدة المصريين أحد أكثر الأسماك شعبية، لكن قليلين يعرفون أن أسلافهم الفراعنة نظروا إليه باعتباره رمز الحياة ومصدرًا للخصوبة والطاقة. وإذا كان العالم الحديث يبحث عن وصفات طبيعية لتعزيز الصحة الجنسية والإنجاب، فإن المصريين القدماء تركوا لنا دليلًا واضحًا في "شور

بة البلطي بالشعير والبصل".

المرأة الصحة وصفات اكل صحي الفراعنة والخصوبة سمك البلطي عند المصريين القدماء أسرار نهر النيل الشعير والبصل في الحضارة المصرية حتحور والخصوبة المومياوات والأسرار الغذائية

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:54 مـ
12 ربيع أول 1447 هـ 05 سبتمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:05
الشروق 05:34
الظهر 11:54
العصر 15:27
المغرب 18:13
العشاء 19:33