ما الحب يشيّب.. ليه بعض الرجالة بيقرروا يخلعوا بعد سنين طويلة من الجواز؟

الحياة الزوجية مش دايمًا بتقاس بعدد السنين ولا بعدد صور الفرح اللي اتمسحت من كتر النقل بين الموبايلات. يعني ممكن يكون في زوجين عايشين مع بعض بقالهم عشرين أو تلاتين سنة، بس العلاقة نفسها واقفة مكانها أو حتى ماشيه للخلف. الحب – زي أي نبات – محتاج ريّ ورعاية، مش مجرد ورقة جواز أو خاتم في الإيد.

وهنا بيظهر مفهوم الطلاق الرمادي، اللي بقى يتكرر في مجتمعات كتير حول العالم. الطلاق الرمادي هو ببساطة انفصال الأزواج بعد عمر طويل من الحياة المشتركة، خصوصًا بعد الأربعين أو الخمسين، واللي ساعات بييجي كصدمة لأولادهم وأصحابهم: "إزاي بعد العمر ده كله؟!".

في الحقيقة، الأسباب مش مرتبطة بالضرورة بالخيانة أو المشاكل الضخمة، لكن ساعات بتكون مرتبطة أكتر بالرغبة في استعادة النفس، أو الهروب من روتين قاتل. وخلونا هنا نستعرض أهم 6 أسباب بتخلي بعض الرجال يقرروا يسيبوا زوجاتهم بعد سنين طويلة من الجواز:

1- فقدان الإحساس بالذات

بعد فترة طويلة من الزواج، بعض الرجالة بيحسوا إنهم دابوا في تفاصيل الحياة اليومية: الشغل، مصاريف البيت، تربية العيال، مشاكل الروتين. فجأة يكتشف إن "هو نفسه" اختفى وسط ده كله، لا بيعمل اللي بيحبه، ولا عنده وقت لنفسه. ومع غياب الاحترام المتبادل أو التوازن بين الفردية والمشاركة، بيبدأ الرجل يدور على فرصة يستعيد بيها نفسه من جديد، حتى لو ده معناه إنه يسيب العلاقة كلها.

2- ضعف التواصل.. وكلمة "خلاص"

التواصل مش رفاهية، ده العمود الفقري لأي علاقة ناجحة. بس بعض الأزواج مع الوقت بيتجنبوا النقاش، وبيختاروا الصمت عشان يهربوا من المشاكل. النتيجة؟ فجوة عاطفية ضخمة. الرجل في الحالة دي بيحس إنه مش قادر يعبّر عن نفسه، ومع الوقت يبدأ يحلم بالانسحاب من العلاقة بدل ما يواجه.

3- الاحتياجات اللي مش بتتلبّى

العلاقات الزوجية مش بس أكل وشرب ومصاريف، لكن كمان فيها احتياجات عاطفية وجسدية ونفسية. لو الاحتياجات دي ما اتلبّتش، بيبدأ الرجل يحس إنه مظلوم أو محروم. ومع التقدم في العمر، بيبقى أكتر وضوحًا في رغباته، ومش بيقدر يتغاضى زي زمان. وهنا ممكن يقرر إنه يدوّر على حياة تانية تلبّي اللي محتاجه.

4- الانتقاد المستمر.. كأنك عايش في لجنة تحكيم

النقد البنّاء كويس، بس النقد المستمر بيوصل لمرحلة الاستنزاف. لو كل تصرف بيتقابل بتعليق سلبي أو سخرية، الرجل بيبدأ يفقد ثقته بنفسه ويحس إنه "عمره ما هيكون كفاية". ومع تكرار الموقف، بيشوف الطلاق كحل للهروب من الضغط النفسي المستمر.

5- الضغط لتجسيد صورة "الرجل التقليدي"

المجتمع ساعات بيرسم صورة للرجل إنه لازم يكون سوبرمان: القوي، المعيل، اللي ما يعيطش، واللي دايمًا جاهز يشيل الهم. المشكلة بتبدأ لما الزوجة كمان تتمسك بنفس الصورة النمطية، وبتطلب منه يفضل طول الوقت البطل اللي ما بيتعبش. مع مرور السنين، الرجل ممكن يتعب من الدور ده، ويفضل يخلع نفسه من المسرحية كلها.

6- اختلاف القيم والأهداف مع مرور الوقت

القيم مش ثابتة طول العمر. يعني ممكن الزوجين يدخلوا الجواز بنفس التوجهات، لكن مع مرور الوقت كل واحد يتغير في طريق. واحد بقى عايز حياة هادية، والتاني عايز مغامرات. واحد عايز يعيش في مصر، والتاني عايز يهاجر. التباين ده بيخلق فجوة بتكبر لحد ما توصل للانفصال.

الطلاق الرمادي بقى ظاهرة واضحة، وبيورينا إن العلاقات الزوجية محتاجة مجهود مستمر، مش مجرد عدد سنين. لو التواصل توقف، والاحتياجات اتنسيت، والانتقاد بقى أسلوب حياة، ساعتها الطلاق مش هيبقى مفاجأة.

لكن في نفس الوقت، ممكن الوقاية من السيناريو ده بكام خطوة بسيطة: شوية حوار صريح، احترام متبادل، ومساحة لكل طرف يعيش نفسه من غير ما يذوب في التاني.

وفي النهاية، سواء استمر الجواز أو انتهى، الأهم إن كل واحد يعيش حياة فيها سلام داخلي وسعادة حقيقية، بعيدًا عن الضغوط أو الأدوار المفروضة.