بحضور وزير الثقافة: المجلس القومي للمرأة ينظم ندوة ”رسائل .. نساء أكتوبر”المجلس القومي للمرأة يهنئ الدكتورة نيفين جامع لتوليها رئاسة مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية المصريةاللجنة التشريعية بالمجلس القومى للمرأة تنظم بالشراكة مع قطاع حقوق الانسان والمرأة والطفل بوزارة العدل ووحدة مناهضة العنف ضد المرأةكيف تعامل سلوت مع أزمة محمد صلاح قبل مباراة برينتفورد ضد ليفربول؟ألوان سيطرت على ريد كاربت مهرجان الجونة.. من الافتتاح للختامطريقة فعّالة لتنظيف حوامل البوتاجاز الزهر وإزالة الدهون دون منظفات قويةبعد انخفاض الكيلو.. أفضل طرق لتخزين الجوافة في الفريزر طوال العامبعد انخفاض الكيلو.. أفضل طرق لتخزين الجوافة في الفريزر طوال العامافتتاح المتحف المصري الكبير.. هل يكون 1 نوفمبر عطلة رسمية؟أغرب وأجرأ إطلالات النجوم بمهرجان الجونة السينمائى.. من الافتتاح للختامتأكيد مصرى باكستانى على تكثيف التشاور بين البلدين لتفادى التصعيد ومواجهة التحديات المشتركةالطقس غدا.. حار نهارا وشبورة كثيفة صباحا والعظمى بالقاهرة 30 درجة
السبت 25 أكتوبر 2025 09:04 مـ 3 جمادى أول 1447هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

اشرف محمدين يكتب:-الابتزاز العاطفي بين الزوجين – حين يتحوّل الحب إلى ورقة ضغط

أخبار مصر 2050

العلاقات الزوجية ليست معارك للسيطرة، بل رحلة إنسانية فيها شد وجذب، ضعف وقوة، خوف ورغبة في الأمان.
لكن أحيانًا، وسط هذه المعادلة الحساسة، يتسلّل نوع من التلاعب الصامت، يختبئ خلف كلمات الحب، ويختلط بالعطاء حتى لا يُكتشف بسهولة.
إنه الابتزاز العاطفي -أخطر أشكال العنف النفسي، لأنه لا يُرى بالعين، لكنه يُشعر القلب بثقل لا يُحتمل.

الابتزاز العاطفي لا يبدأ فجأة، بل بخطوات صغيرة جدًا: كلمة محمّلة بالذنب، دمعة غير مبرّرة، انسحاب متعمد لإثارة القلق، أو صمت عقابي طويل يجعل الطرف الآخر يشعر بالذنب دون أن يعرف السبب.
هو استخدام المشاعر كأداة تحكم، لا كجسر تواصل.
فبدلًا من أن تكون العاطفة وسيلة اقتراب، تتحول إلى قيد غير مرئي، يخنق الطرف الأضعف باسم الحب.

هناك من يستخدم الابتزاز العاطفي بوعي كامل، وهناك من يمارسه دون أن يدري.
النوع الأول يفعل ذلك بدافع السيطرة أو الخوف من الفقد، فيضغط على الطرف الآخر نفسيًا ليبقى، حتى وإن كان وجوده تعيسًا.
أما الثاني، فيمارسه بدافع الاحتياج، لأنه يرى في الشريك مصدرًا وحيدًا للأمان، فيتعلق به بشكل مرضي، ويخاف من أي مساحة حرية يمتلكها الآخر.
وفي الحالتين، النتيجة واحدة: علاقة مختلة التوازن، يفقد فيها أحدهما صوته، والآخر إنسانيته.

الابتزاز العاطفي يمكن أن يظهر في صور متعددة:
كأن يقول الزوج لزوجته: “بعد كل اللي عملته عشاني، تعانديني؟”
أو تقول الزوجة لزوجها: “أنا ضحيت بشبابي علشانك، ومش عارف تقدرني؟”
عبارات ظاهرها حب، لكنها في العمق طعنات تذكّر الآخر بأنه مديون عاطفيًا، وعليه أن يسدد الثمن طيلة عمره.
وهنا يتحول الحب إلى فاتورة، والعلاقة إلى محكمة، والعشرة إلى سلسلة طويلة من جلسات المحاسبة غير المنتهية.

وفي كثير من البيوت، بعد أي خلاف أو سوء تفاهم، يبدأ أحد الطرفين في استخدام الابتزاز العاطفي كسلاح صامت.
يختار الانسحاب أو الصمت، لا لأنه محتاج وقتًا للتفكير، بل ليُشعر الآخر بالذنب، وليجبره على الاعتذار حتى لو لم يخطئ.
تُصبح العودة مشروطة، والمصالحة محسوبة، وكأنها صفقة نفسية خاسرة.
وفي النهاية، ينتصر الصامت، ويُهزم المحب، دون أن يشعر أحد أن الاثنين في الحقيقة خاسران.
كيف تكتشف أنك تتعرض للابتزاز العاطفي؟

العلامات ليست دائمًا واضحة، لكنها تُكتب على جدار الروح.
إذا شعرت أنك دائمًا المخطئ، حتى عندما تكون على حق…
إذا وجدت نفسك تتنازل في كل مرة فقط لتجنب الخلاف…
إذا أصبحت كلماتك محسوبة، وخوفك من رد فعل الطرف الآخر يسبق كل قرار…
فأنت في دائرة ابتزاز عاطفي.

حين يبدأ الشريك في استخدام الحب كوسيلة تهديد — مثل “لو كنت بتحبني، ما كنت عملت كده” — فهذه ليست رومانسية، بل تلاعب.
وحين يُشعرك أنك مدين له دائمًا، أو أنك لا تستحقه إلا إن فعلت ما يريد، فاعرف أن العلاقة فقدت توازنها.
الابتزاز العاطفي يسرق منك الثقة بالنفس على مهل، حتى تصحو يومًا لتجد أنك فقدت جزءًا من نفسك في سبيل إرضاء الآخر.

العلاقات الصحية لا تقوم على الخوف، بل على الاحترام.
من يحبك بحق لا يُخيفك، ولا يجعلك تشعر أنك مهدد بالرحيل إن لم تفعل ما يريد.
الاختلاف لا يعني نهاية الحب، والرفض لا يعني برودًا، بل هو علامة على أن العلاقة ناضجة بما يكفي لتحتمل الصراحة.
الابتزاز العاطفي بعد الخلافات تحديدًا هو الأخطر، لأنه يُضعف الثقة تدريجيًا.
فالطرف الذي يشعر دومًا أنه مضطر يعتذر، أو يخاف أن يُعبّر، سيتحوّل يومًا ما إلى إنسان بارد عاطفيًا، لا يشعر بشيء.
وساعتها لن يكون هناك فائز.
الحب الذي يُبنى على الخوف لا يعيش، والعلاقة التي تُدار بالعقاب لا تنمو، لأنها تفقد مع الوقت جوهرها الإنساني: الأمان.

الحب لا يُثبت بالدموع ولا بالتهديد بالرحيل.
الحب نضج.
نضج في الفهم، في الاحتواء، في أن تعرف متى تقترب ومتى تصمت دون أن تُعاقب.
أن تمنح الآخر مساحة ليكون نفسه دون أن تشعر بأنك تفقد السيطرة.
فالعلاقات القوية لا تحتاج إلى سلاح العاطفة، بل إلى سلاح الوعي.
وعي بأن الاختلاف لا يعني قلة الحب، وأن الرفض لا يعني البرود، وأن كلمة “لا” لا تعني نهاية العلاقة بل بداية صراحة حقيقية
و علي الجيل الجديد، الذي يرى العلاقات على الشاشات أكثر مما يعيشها في الواقع:
احذروا أن يتحول الحب إلى ورقة تفاوض.
الابتزاز العاطفي ليس دليل حب، بل دليل ضعف، وسلاح الخائفين من المواجهة.
تعلموا أن تحبوا بقوة، لكن دون أن تفقدوا أنفسكم في سبيل الآخر.
تذكّروا أن من يحبك بصدق، سيترك لك حرية التعبير، لا مساحة الخضوع.
سيحمي مشاعرك، لا يستخدمها ضدك.
سيمنحك الأمان، لا الخوف من العقاب.

الحب الصادق لا يُهدد بالرحيل، ولا يُقايض بالمشاعر.
هو حبّ ناضج، يختار البقاء رغم الخلاف، ويُرمّم ما انكسر دون أن يجرّح.
فالعلاقة النقية هي التي يُصبح فيها الحب سندًا، لا سلاحًا…
وفي زمنٍ امتلأ بالوجوه المتعبة والقلوب المرهقة، ابحث عن علاقة تُشبه السلام لا الحرب.
لأن من يمنحك الطمأنينة، هو من يستحقك حقً - لا من يخيفك باسم الحب
إن أخطر ما يفعله الابتزاز العاطفي في الزواج ليس أنه يجرح الطرف الآخر، بل أنه يُفسِد طبيعة العلاقة ذاتها، يغيّر شكلها من حضنٍ إلى قفص، ومن مشاركةٍ إلى هيمنة، ومن حبٍّ إلى تهديد مُغلَّف بالنعومة.
وحين يعتاد أحد الزوجين أن يستخدم الألم كوسيلة ضغط سيتحوّل الآخر مع الوقت إلى نسخة مطفأة، لا تُجادل، لا تُطالب، لا تُعاتب… فقط تعيش. وحين تصل العلاقة إلى مرحلة “مجرد تعايش”، فذلك إعلان وفاة غير معلن للحب، مهما بقيت الأجساد تحت سقف واحد.
إن البيوت لا تنهار حين يعلو الصوت في لحظة غضب، بل حين يُكسر الداخل في لحظة صمت.
وحين يشعر إنسان أنه مراقَب في مشاعره، مُحاصر في رأيه، مُكره على الاعتذار، مُجبر على التنازل كي يحافظ على السلام — هنا لا يبقى من الزواج إلا اسمه.
فالعلاقة التي تُدار بالخوف تنتج جمودًا، والقلوب التي تُربى بالعقاب تفقد القدرة على الحب تدريجيًا، حتى يأتي يوم لا يبقى فيه شيء يُستعاد.
و في النهاية
يا من تلجأون للدموع كسلاح، وللانسحاب كعقاب، ولإشعار الآخر بالذنب كوسيلة بقاء — أنتم لا تحافظون على العلاقة، بل تقصّرون عمرها.
ويا من تسكتون كل مرة خوفًا من خسارة الآخر — أنتم تخسرون أنفسكم أولًا…
ومن يخسر نفسه ليبقي الآخر، سيخسر الاثنين في النهاية.

الحب ليس غلبة، وليس صفقة، وليس فوزًا لأحد على حساب أحد.
الحب الحقيقي هو أن تملك القدرة على إيذاء من تحب… ثم تختار ألّا تفعل.
أن تمتلك الحجج وتختار الرفق…
أن تستطيع الانسحاب وتختار البقاء بلا ابتزاز…
أن تُمسك بمساحة ضعف الآخر كما يُمسك إنسان بكفّ طفل — لا ليشدّه، بل ليحميه.

احموا من تحبون من أنفسكم قبل أن تطلبوا من الله أن يحميكم من الناس.

مواقيت الصلاة

السبت 09:04 مـ
3 جمادى أول 1447 هـ 25 أكتوبر 2025 م
مصر
الفجر 04:36
الشروق 06:04
الظهر 11:39
العصر 14:50
المغرب 17:15
العشاء 18:33