النهاية خلف القضبان.. «القاتل المتسلسل» في الوسط الطبي الفرنسي من الإنعاش إلى المؤبد

استعرضت وثيقة من 57 صفحة حيثيات الحكم فى 30 واقعة تسميم نُسبت إلى طبيب تخدير بفرنسا يدعى «فريديريك بيشيه»، المتهم بتلويث أكياس نقل الدم بقصد الإضرار بزملائه.

وقضت محكمة الجنايات فى إقليم دوبس بأن «فريديريك بيشيه»، الذى أُدين بالسجن المؤبد لارتكابه 30 جريمة تسميم، من بينها 12 أفضت إلى الوفاة، تصرّف بوصفه «قاتلًا متسلسلًا»، واتخذ من عيادة «بيزانسون» التى كان يعمل فيها طبيب تخدير «ساحةً للعب»، بحسب «AFP».

وأشارت المحكمة، فى حيثيات نُشرت بعد خمسة أيام من صدور الحكم فى 18 ديسمبر 2025، إلى أن «تعدد الأفعال الإجرامية»، التى نُظرت خلال محاكمة استثنائية استمرت ثلاثة أشهر ونصف الشهر أمام محكمة جنايات «دوبس»، «يقود إلى توصيف نمط عمل قاتل متسلسل».

وتقدّم الوثيقة، الموقّعة من رئيسة المحكمة «دلفين تيبييرج» والمحلف الأول، تحليلًا معمقًا لشخصية المتهم، واصفة إياها بأنها «منقسمة بين ذاتٍ متكيّفة مع محيطها الأسرى، وذاتٍ مجروحة فى بيئتها المهنية».

ويستعرض النص بالتفصيل 30 حالة تسميم منسوبة إلى طبيب التخدير، المتهم بتلويث أكياس نقل الدم بهدف الإضرار بزملائه، بحسب «lemonde» الفرنسية.

ويرى القضاة أن «فريديريك بيشيه استخدم معارفه الطبيين والتخديريين فى آنٍ واحد لتسوية خلافات مهنية مع أقرانه، وكذلك للاستجابة لتوترات داخلية ناجمة عن سوء حالته النفسية»، وهو ما تؤكده، بحسبهم، محاولة انتحار فى عام 2014 ومراجعات متقطعة لطبيب نفسى.

وفى بعض الحالات، كان طبيب التخدير يتدخل لاحقًا لمحاولة إنعاش الضحايا، غير أن 12 منهم لقوا حتفهم، ولفتت المحكمة إلى أن «المتهم وجد داخل عيادة سان-فانسانت فى بيزانسون - حيث وقعت غالبية حالات التسميم - ساحةً للعب مكّنته من نيل الاعتراف المهنى الذى كان يتطلع إليه من والده، مستفيدًا فى هذا الإطار من قدر من الهالة داخل غرف العمليات».