الأيكونوميست: مساعدات أمنية أمريكية بقيمة 4ر4 مليار دولار لأفغانستان

أكدت مجلة ”الإيكونوميست البريطانية، أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية لن يكون تخليا من جانبها عن استمرار دعم القوات الوطنية الأفغانية لمواجهة الإرهاب، لافتا إلى أن واشنطن ستقدم مساعدات عسكرية وأمنية للحكومة الأفغانية بقيمة 4ر4 مليار دولار سنويا حتى العام 2024 لدعم قدرات الجيش و الشرطة و مؤسسات حفظ الأمن الأفغانية الوطنية. 

واعتبرت ايكونوميست في تقرير لها اليوم لأن مغادرة سكوت ميللر قائد القوات الأمريكية العاملة في أفعاستان لمنصبة وإقامة احتفالية توديعية له – الاثنين – الماضي يقدم مؤشرا جديدا على نية الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء وجودها العسكري المباشر على الأراضى الأفغانية بحلول سبتمبر القادم . 

و أشارت الايكونوميست إلى أن مغادرة الجنرال سكوت ميللر الذي بدأ عمله فى افغانستان فى العام 2018 هى مؤشر على قرب نهاية رحلة الأعوام العشرين التي قضتها القوات الامريكية فى افغانستان تحت وطأة ظروف أمنية و معيشية صعبة ، وهو ما يكذب كافة الرهانات التى رجحت نية الإدارة الأمريكية إبطاء انسحابها من أفغانستان كي لا تقع مرة أخرى في يد طالبان التي تكسب في كل يوم ارضا جديدة فى مواجهة القوات الحكومية الأفغانية . 

و تفيد التقارير الواردة من أفغانستان بأن مقاتلي طالبان باتوا الآن مسيطرين على ثلث الأراضي الأفغانية تقريبا ، اذ تخضع لهم 85 مقاطعة أفغانية من إجمالي 421 مقاطعة و بحسب الايكونوميست، فقد حققت طالبان نجاحات على صعيد السيطرة على عدد من المناطق الاستراتيجية في أفعانستان لا سيما التي يقع منها على تماس مع الحدود الايرانية و الاوزبكستانية والطاجيكستانية . 

و يتم الانسحاب الامريكى عسكريا من أفغانستان – الذى اكتمل 90 فى المائة منه – بموجب اتفاق أبرمته واشنطن مع حركة طالبان فى فبراير من العام 2020 تعهدت فيه الحركة بكف نيرانها عن القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلنطى وهو ما التزمت به تجاههما ، لكنها فى المقابل صعدت من عملياتها القتالية ضد قوات الحكومة الافغانية التى تعهدت ادارة بايدن بتقديم مساعدات أمنية وعسكرية لها بقيمة 4ر4 مليار دولار سنويا حتى العام 2024 فضلا عن استمرار المساعدات الإنسانية إلى أجل غير مسمى . 

ونكرت الايكونوميست ان جنرالا امريكيا جديدا سيتولى مهمة قيادة ما تبقى من القوات الأمريكية في أفغانستان لحين رحيل أخر عسكري أمريكي منها بحلول 31 من الشهر القادم ، الا ان الايكونوميست إشارة إلى أن القائد العسكري الامريكية الجديدة الذى سيخلف الجنرال سكوت ميللر لن يدير عمله من أفغانستان بل من ” واشنطن ” عن بعد بما فى ذلك ادارة اية ضربات جوية قد تظهر الحاجة إليها لدعم صمود القوات الحكومية الأفغانية في مواجهة مقاتلي طالبان التى قال الجنرال ميللر ان استمرار حملة العنف التى تشنها ستجعل أجراء أي تسوية سياسية فى أفغانستان عملا بالغ الصعوبة . 

وقال حمد الله مهيب مستشار الأمن القومى الأفغاني للايكونوميست انه يدرك ان انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان سيخلق فراغا أمنيا ستعمل القوات الافغانية – قدر استطاعتها – على ملئه ، وشدد مهيب على أن الانسحاب الأمريكي يعنى افتقاد القوات الأفغانية للقدرة على تنفيذ عمليات الابرار الجوى لتنفيذ مهام قتالية ، كما يخلق مشكلات على صعيد ايصال امداد الذخيرة والطعام للكتائب الأفغانية المتمركزة فى مناطق نائية او وعرة اوفى مخافر التأمين و المراقبة الموجودة فى اعالى الجبال الافغانية الشاهقة اوفى وديانها الغائرة .