السبت 24 مايو 2025 11:51 مـ 26 ذو القعدة 1446هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

اشرف محمدين يكتب:-من يفقد الثقة في من يحب - فقد الحب ذاته

أخبار مصر 2050

في رحلة الحب، تُعد الثقة حجر الأساس الذي تُبنى عليه المشاعر، وتُشيد عليه الأحلام، وتزدهر به العلاقات. فبدون الثقة، يتحول الحب من نعمة تُحيي الأرواح إلى عبءٍ يثقل القلوب ويخنق الأحلام.

الثقة ليست مجرد كلمة عابرة نتبادلها في لحظات الصفاء، بل هي فعلٌ يومي، بناءٌ دقيق، نُشيده موقفًا تلو موقف، وكلمةً تلو كلمة، واحتواءً فوق احتواء. وحين تتصدع هذه الثقة، فإن الكيان الذي كان يحمل الحب يتهاوى، حتى لو بقيت الكلمات الجميلة والذكريات العطرة، إذ لا حب يعيش في ظل الخوف والشك.

لماذا تُعد الثقة جوهر الحب؟

لأن الحب الحقيقي لا ينمو في بيئة يغمرها الشك، ولا يزدهر في قلوبٍ تخشى الخيانة في كل نظرة أو غياب. فحينما نحب، نُسلم أرواحنا طواعية للآخر، نُخبره ضمنيًا أننا نؤمن به، نصدقه أكثر مما نصدق أنفسنا أحيانًا. ومن هنا كانت الثقة هي الروح الحقيقية للحب، فإن خذلت، خذل الحب ذاته.

متى تبدأ أزمة الثقة؟

أزمة الثقة قد لا تبدأ بخيانة عظيمة كما يظن البعض. بل قد تبدأ بتفاصيل صغيرة: كلمة مبهمة لم تُفسر، تصرفٌ غير محسوب، أو إحساس بالإهمال ولو للحظة. شيئًا فشيئًا، تتراكم الشكوك مثل غبارٍ خفيفٍ لا نراه، حتى تغطي القلب كله، فتصبح العلاقة معركة إثبات وبراءة بدلًا من أن تكون مأوىً وملاذًا.

الحب بدون ثقة… علاقة تحتضر

من يفقد الثقة فيمن يحب، يعيش حالة صراعٍ داخلي مؤلمة؛ بين نبض القلب الذي يصرخ بالحب، وصوت العقل الذي يهمس بالخوف. ويتحول الحبيب، الذي كان يومًا مصدر الأمان، إلى مصدر قلقٍ مستمر. وحين تصل العلاقة إلى هذه المرحلة، يصبح استمرارها عبئًا لا سعادة، ويذبل الحب مهما كانت جذوره عميقة.

كيف نحافظ على الثقة في الحب؟
• الصدق الدائم: حتى وإن كان مؤلمًا، فالصدق يريح القلب ويثبت أقدام العلاقة على أرضٍ صلبة.
• الاهتمام بالتفاصيل: لا تستهين بإحساس الطرف الآخر، ولا تبرر أخطاءك بالانشغال أو الضغوط.
• الاحتواء في أوقات الشك: عندما يشعر من نحب بالغيرة أو الخوف، لا نسخر منه، بل نحتويه ونُشعره بالأمان.
• الوضوح التام: الغموض عدو الثقة الأول. كن واضحًا في نواياك وأفعالك وكلماتك.
وفي النهاية
من يفقد الثقة في من يحب، يفقد القدرة على الحب ذاته. فالثقة ليست مجرد عنصر إضافي في العلاقة، بل هي الروح التي تمنح الحب معناه وجماله. حافظوا على قلوب من تحبون، فكل قلب يُمنح لكم بثقة، هو أمانة بين أيديكم، فإما أن تصونوه، أو تخسروا معه الحب إلى الأبد.

سلامٌ على القلوب التي أحبّت بصدق، وأخلصت بثقة، وعاشت تحب دون قيد أو خوف…

مواقيت الصلاة

السبت 11:51 مـ
26 ذو القعدة 1446 هـ 24 مايو 2025 م
مصر
الفجر 03:15
الشروق 04:57
الظهر 11:52
العصر 15:28
المغرب 18:47
العشاء 20:17