“الحساب الأخير”.. توم كروز في صراع جديد مع الذكاء الاصطناعي في Mission: Impossible


منذ ما يزيد على 30 عاما، بدأت إنتاج أول أفلامى، ومن وقتها أخذتنى هذه الأفلام الثمانية إلى إنجاز مشوار مهم فى مسيرتى الفنية»، كلمات استهل بها نجم هوليوود توم كروز حديثه عن رحلته مع سلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» التى تصدر جزأها الثامن مؤخرا شباك التذاكر العالمى وفى أمريكا الشمالية، محققا إيرادات قياسية غير مسبوقة بحسب تقدير خبراء السينما فى العالم.
وتحدث «كروز» عن رحلته مع الأفلام الثمانية التى سطرت اسمه كنجم لأفلام الحركة والجاسوسية والمهمات الصعبة وجعلته واحدا من أساطيرها المحبوبين على الشاشة، يحرص على أداء مشاهدها الخطرة بنفسه، وتجسيد شخصية العميل «إيثان هانت» محققا نجاحا فنيا وجماهيريا بين أجيال متعاقبة على مدى 3 عقود، رغم تجاوزه الستين من عمره حاليا.
وكشف «كروز» فى تغريدة له على حسابه بـ«X» عددا من المشاهد الصعبة له فى تقديمه لشخصية «إيثان هانت»، أحدها يتدلى من السقف، حيث تم ربطه بشكل عكسى، بينما ساقاه للأعلى ورأسه للأسفل، وآخر يقفز خلاله من ارتفاعات كبيرة فى مجازفة واضحة، لكنه لا يتأخر بتلك المجازفة على محبى الأكشن وعشاق سلسلة «مهمة مستحيلة» التى اكتسبت جمهورا جديدا خلال السنوات الأخيرة، من المراهقين والشباب وأصبح «كروز» بطلا لفئة جديدة بخلاف الأجيال التى كبرت على أفلامه معه، والتى حققت مجتمعة 4.5 مليار دولار فى العالم لـ8 أفلام، وتكلفت 1.5 مليار، واحتلت المركز الـ17 من حيث أكثر سلاسل الأفلام أرباحًا فى تاريخ السينما العالمية، وبدأها «كروز» فى عام 1996، وتوالى تقديمه لها فى أعوام 2000 و2006 و2011 و2015 و2018 و2023، وصولا إلى الجزء الثامن 2025.
Mission: Impossible- The Final Reckoning الجزء الثامن من السلسلة، مدته ساعتان و49 دقيقة، وحقق حتى الآن، منذ طرحه فى 21 مايو الماضى، 200 مليون دولار فى افتتاحيته، التى امتدت لأربعة أيام بمناسبة Memorial Day، وهو ما علق عليه توم كروز وقتها «واحدة من تلك التى تسجل فى كتب التاريخ»، وتابع خلال رسالته التى وجهها لجمهوره وصناع فيلمه «تهانينا وشكرًا لكل صانع أفلام، وفنان، وعضو فريق، ولكل شخص يعمل فى الاستديوهات، ولكل دار سينما وكل موظف يساعد فى إيصال هذه القصص إلى الجمهور، شكرًا لكم، ولكل شخص يعمل فى Paramount Pictures وSkydance، شكرًا على سنوات الشراكة والدعم المستمر، وقبل كل شىء، شكرًا للجمهور فى كل مكان، أنتم من نخدمه، وأنتم من نحب أن نُسليه».
وحظى The Final Reckoning بأكبر انطلاقة فى تاريخ سلسلة Mission: Impossible حتى الآن، حيث حصد 63 مليون دولار بأمريكا وحدها خلال عطلة نهاية الأسبوع التى استمرت 4 أيام، متجاوزًا افتتاحية Mission: Impossible – Fallout التى بلغت 61 مليون دولار، وارتفعت إيراداته بأمريكا إلى 77.5 مليون دولار خلال الأيام الأربعة، فى حين بلغت التقديرات الدولية نحو 127 مليون دولار، ليصل الإجمالى العالمى إلى 200 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير من مايو الماضى.
وأشار «كروز»، فى تصريح لاحق، إلى أنه سيواصل تقديم الأفلام ولن يتوقف عنها حتى لو كان بعمر الـ100 عام، وليس الـ80 فقط.
وفى فيلمه الثامن من سلسلة «مهمة مستحيلة» يواصل «كروز»- 62 عاما- تقديم رحلته مع الأكشن والجاسوسية فى عمل من تأليف وإخراج كريستوفر ماك كويرى وبطولة «كروز» مع هنرى تشيرنى، سايمون بيج، ريبيكا فيرجسون، فانيسا كيربى، هايلى أتويل، شيا ويجهام وبوم كليمنتيف.
وتنطلق أحداث المهمة المستحيلة الثامنة، عندما يتعين على إيثان مواجهة تهديد جديد وهو ذكاء اصطناعى يعرف باسم «الكيان» يستطيع التنبؤ بخطواتهم ويحتمل أن يتسبب فى كارثة عالمية، فينطلق فريق المهمة المستحيلة فى مهمة تستغرقهم فى رحلة إلى مدن مثل باريس وطوكيو، قبل أن يقع السلاح الجديد فى أيدى البشر.
وشهد تصوير الفيلم كواليس صعبة، كشف عنها المخرج كريستوفر مكويرى، خلال مؤتمر صحفى للترويج للجزء الثامن باليابان، إذ أشار إلى أنه كان يريد من «كروز» أداء بعض الحركات المستحيلة فعلًا، ولكن لكى يوضح مدى صعوبة المهمة، وضع مكويرى نفسه فى الموقف ليقوم بالخدعة بنفسه، ثم تحدثا عن القصة وكان مكويرى يقول: «حسنًا، أريدك أن تذهب من هنا إلى هناك فى بضع ثوانٍ»، فقال له «كروز»: «لا أستطيع فعل ذلك»، فأوضح مكويرى عن الخدعة التى أرادها من «كروز»: «كان الأمر أبسط ما يكون، أيًا كان وصفه، كان يقول لا، لا يمكنك فعل ذلك حقًا، ولكن لم أسمع منه كلمة لن أنفذ».
«كروز»، الذى قام بالعديد من الحركات التى تتحدى الموت فى سلسلة Mission: Impossible على مدى 30 عاما، أعاقه فقط سرعة الهواء على الطائرة.
وأوضح «مكويرى» كيف أن «دورة تدريبية لمدة 20 دقيقة» مكنته من فهم مقصد «كروز»، ودفعته لخوض التجربة بنفسه كما طلب منه «كروز»، وتابع: «أنت محدود بالفيزياء من حيث سرعة الطائرة وقوة الرياح، كان ذلك قاسيًا للغاية، لذلك قلت استمع، أعتقد أن أفضل شىء هو أن تقوم بذلك بنفسك، اخرج، اجلس فى الطائرة، اذهب إلى الجناح، واشعر به، اشعر بالضغط. لذا، ها أنا هنا، أدربه». وأكد «مكويرى» أنه استمتع بالتجربة، وقال: «سأفعل ذلك بالتأكيد مرة أخرى»، كما شرح كروز خلال المؤتمر أنه كان يتدرب على هذه الخدعة لسنوات، وأن الكثير من نجاحها كان يعتمد على اختيار الطائرة المناسبة.
واستقبل الجمهور الفيلم بردود أفعال وتقييمات مختلفة، خاصة بعد انتقاد بعض النقاد للإسراف فى مشاهد الفلاش باك وإعادة تضمين مشاهد من الأجزاء السابقة، وتنوعت آراء الجمهور منها «الحساب الأخير. يا له من فيلم ملىء بالإثارة والعاطفة، حتى لو كان الجزء الأخير حقًا، فقد كان بمثابة وداعٍ رائع، فالمشاهد مذهلة، على سبيل المثال، عندما كان إيثان يسبح فى حطام سيفاستوبول، شعرتُ أحيانًا بخوفٍ من الأماكن المغلقة، والتوتر، والرعب».
وكتب آخر: «زوايا تصوير رائعة، وجدتُ نفسى أستمتع بمشاهد إيثان، بعض المشاهد الأخرى فى الفيلم، مثل مطاردة الطائرة، تركتنى فى رهبةٍ مُطلقة، مرةً أخرى كانت مُرهقةً للغاية، لكن مُصممة بشكلٍ رائع».
وقيم أحد الجمهور: «حتى اللحظة التى يتحدث فيها إيثان مع الكيان كانت مؤثرة للغاية، وعززت شعور الرعب هذا، وعندما استُخدمت لقطات الفلاش باك، رأيتُ أنها ساهمت فى الفيلم بشكلٍ جيد، وليست مُبالغًا فيها كما جادل بعض النقاد، لقد أضافت قوةً إلى الخيط العاطفى، ومثل أفلام مهمة مستحيلة الأخرى، اندمجت المشاهد معًا وجعلت الساعات الثلاث تمر بسرعة».