إنجاز طبي جديد.. «ويجوفي» يحصل على موافقة أمريكية لعلاج التهاب الكبد الدهني


في خطوة تُعتبر تطورًا كبيرًا في عالم الطب، منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA موافقتها لاستخدام حقن ويجوفي – Wegovy (التي تحتوي على مادة سيماجلوتايد) كخيار علاجي لمرض خطير يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وهو التهاب الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي أو ما يُعرف اختصارًا بـ MASH.
هذه الموافقة لم تأتِ من فراغ، بل استندت إلى نتائج علمية قوية وتجارب سريرية واسعة، لتصبح ويجوفي أول علاج من فئة ناهضات مستقبل GLP-1 يحصل على اعتماد رسمي لمواجهة هذا المرض الكبدي المزمن الذي كان يُعالج سابقًا فقط عبر الحمية الغذائية وتغيير نمط الحياة.
ما هو التهاب الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASH)؟
مرض الكبد الدهني لم يعد مجرد «مشكلة بسيطة» كما كان يُعتقد، بل تحول إلى وباء صامت يهدد الصحة العامة. ويحدث هذا المرض عندما تتراكم الدهون داخل الكبد بشكل يفوق طاقة الجسم على التخلص منها، مما يؤدي إلى حدوث التهابات وتليفات خطيرة قد تتطور في النهاية إلى فشل كبدي أو حتى سرطان الكبد.
تشير الإحصاءات في الولايات المتحدة إلى أن نحو 6% من البالغين – أي ما يقرب من 15 مليون شخص – يعانون من هذا المرض. وغالبًا ما يرتبط ظهوره بعوامل خطورة شائعة مثل:
- السمنة وزيادة الوزن.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية.
اقرأ أيضاً
مشروبات سحرية لتنظيف الكبد.. 7 وصفات طبيعية تعيد لك النشاط والحيوية
صداع الشاشات.. هل الضوء الأزرق هو المتهم الحقيقي أم مجرد شماعة؟
التهابات المسالك البولية.. كيف تفرق بين الأعراض عند الكبار والأطفال وتتعامل معها قبل ما تتفاقم؟
الذكاء الاصطناعي.. كيف سيعيد تشكيل حياتنا في 10 مجالات ثورية؟
وصفة الريحان والعسل والفلفل الأسود.. علاج طبيعي يعزز المناعة ويخفف نزلات البرد
احذر قبل ما تاكلها نيّة.. أضرار النودلز سريعة التحضير قد توصل للانسداد المعوي وتلف الكبد
زيت التين الشوكي.. سر طبيعي لبشرة ناعمة ومشرقة بعيدًا عن مستحضرات التجميل
الرئيس السيسى يصدّق على قانونى ”تنظيم مياه الشرب وأعضاء المهن الطبية”
لقاء سويدان: معدتى تعبانة من الشاورما وأنتظر نتيجة تحليل العينة بوزارة الصحة
فيتامين د.. سر الشباب الدائم وصحة أقوى مع التقدم في العمر
رضوى الخليفة.. سيدة من الفيوم تكتب قصة نجاح عالمية في تصدير النباتات الطبية والعطرية
ممرض شاب يستغيث: أصبت بفيروس الإيدز من إبرة ملوثة بالمستشفى.. فتم طردي بدل دعمي
المشكلة أن المرض يتطور ببطء، وغالبًا من دون أعراض واضحة في مراحله المبكرة. لكن مع مرور الوقت قد يعاني المريض من إرهاق مستمر، فقدان وزن غير مبرر، آلام في البطن، اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، وصولًا إلى تورم البطن أو الساقين في الحالات المتقدمة.
كيف يعمل «ويجوفي» على علاج الكبد الدهني؟
حقن ويجوفي معروفة منذ عام 2017 كعلاج فعّال للسمنة ومشاكل الوزن، وذلك لأنها تقلل الشهية وتبطئ من حركة الأمعاء، ما يساعد على فقدان الوزن بشكل مستدام.
لكن المفاجأة أن هذا الدواء أظهر قدرة كبيرة أيضًا في تقليل الدهون المتراكمة داخل الكبد وتحسين الالتهابات والتليفات. والسبب أن فقدان الوزن الناتج عن الدواء ينعكس مباشرة على تحسين حساسية الإنسولين وتقليل مقاومة الجسم له، وهو العامل الأساسي في منع تراكم الدهون داخل الكبد.
وبالتالي، لا يقتصر دور ويجوفي على إنقاص الوزن فقط، بل أصبح الآن أداة علاجية قوية ضد واحد من أخطر أمراض الكبد المزمنة.
نتائج التجارب السريرية
اعتمدت موافقة FDA على دراسة ضخمة شملت نحو 800 مريض مصاب بالتهاب الكبد الدهني. وبعد متابعة استمرت 72 أسبوعًا، كانت النتائج مبشّرة للغاية:
- 63% من المرضى الذين استخدموا ويجوفي تحسّنت حالتهم أو توقفت عملية تليف الكبد لديهم.
- 37% منهم شهدوا تحسنًا واضحًا في التليف من دون أي تدهور إضافي.
- في المقابل، لم يتجاوز التحسن بين متلقي الدواء الوهمي نسبة 22% فقط.
هذه النتائج أعطت الأطباء ثقة أكبر في أن ويجوفي يمكن أن يكون الحل المنتظر لعلاج المرضى الذين لم يجدوا خيارات دوائية فعّالة في السابق.
الآثار الجانبية المحتملة
مثل أي دواء، قد يرافق ويجوفي بعض الأعراض الجانبية، وأكثرها شيوعًا:
- غثيان وقيء.
- إسهال أو إمساك.
- آلام في البطن وانتفاخ.
- صداع وشعور بالإرهاق.
- نزلات برد خفيفة.
لكن بالمقارنة مع خطورة مرض الكبد الدهني ومضاعفاته، يراها الأطباء آثارًا يمكن التحكم فيها عبر المتابعة الطبية والتدرج في الجرعة.
خطوة فارقة في علاج أمراض الكبد
بهذا الاعتماد، أصبح ويجوفي ثاني دواء يحصل على موافقة أمريكية لعلاج الكبد الدهني بعد عقار ريزديفرا – Rezdiffra (ريسميتروم). ومع ذلك، يبقى ويجوفي مميزًا لأنه يجمع بين إنقاص الوزن وتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب دوره الجديد في تحسين صحة الكبد.
هذا الإنجاز يفتح باب أمل واسعًا أمام ملايين المرضى حول العالم، ويضع حدًا لسنوات طويلة كان فيها العلاج يقتصر فقط على الحمية الغذائية، ممارسة الرياضة، وتغيير نمط الحياة.
ما حدث مع ويجوفي ليس مجرد موافقة دوائية، بل يمثل تحولًا جذريًا في طريقة تعامل الطب مع أمراض الكبد المزمنة. ففي الوقت الذي تتزايد فيه معدلات السمنة ومرض السكري عالميًا، يظهر هذا العلاج كـ حائط صد جديد يحمي الكبد من التدهور الخطير.
ولذلك، قد نشهد خلال السنوات القادمة انتشارًا أكبر لاستخدام هذا الدواء، خاصة بعد أن تُدرجه شركات التأمين الصحي ضمن خططها العلاجية، مما يسهل حصول المرضى عليه.
في النهاية، يمكن القول إن حقن ويجوفي – سيماجلوتايد لم تعد مجرد دواء لإنقاص الوزن، بل أصبحت حجر زاوية في علاج أحد أخطر أمراض الكبد، الأمر الذي يُعيد الأمل لمرضى كانوا يواجهون مستقبلًا غامضًا مع هذا المرض الصامت.