صدمة في بولاق الدكرور.. مصرع عامل داخل مغسلة بسبب ”غسالة كهربائية

*صدمة في بولاق الدكرور.. مصرع عامل داخل مغسلة بسبب "غسالة كهربائية"*

شهدت منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة حادثًا مأساويًا أثار حالة من الحزن والصدمة بين الأهالي، بعدما لقي عامل شاب مصرعه صعقًا بالكهرباء أثناء عمله داخل مغسلة ملابس. الحادث المؤلم وقع في لحظات مفاجئة، ليحصد حياة شاب لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.

*تفاصيل الحادث*

البداية كانت مع إخطار تلقته مديرية أمن الجيزة من قسم شرطة بولاق الدكرور، يفيد بوفاة عامل داخل مغسلة متأثرًا بصعقة كهربائية. على الفور، انتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث لمعاينة المكان وكشف ملابساته.

وبالفحص تبين أن العامل الضحية، وهو في عمر الزهور (15 عامًا)، كان يؤدي عمله المعتاد داخل المغسلة، وحاول نقل وصلة كهربائية متصلة بإحدى الغسالات الكهربائية. لكن لم تمر لحظات حتى تعرض لصعقة كهربائية قوية أدت إلى سقوطه أرضًا ووفاته في الحال، وسط ذهول زملائه وأصحاب المحل.

تم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت التحقيق في الواقعة، فيما حرر رجال الشرطة محضرًا رسميًا بالحادث.

*مشهد مأساوي في قلب بولاق*

أهالي المنطقة تجمهروا حول المغسلة فور سماعهم بالخبر، حيث سادت حالة من الحزن والذهول. كثيرون لم يصدقوا أن شابًا صغيرًا خرج صباحًا إلى عمله ليكسب قوت يومه، وعاد جثة هامدة بسبب الإهمال الكهربائي.

إحدى السيدات من سكان المنطقة قالت: "الولد ده زي ابننا كلنا.. كان شاطر وبيساعد أهله، ومالحقش يعيش حياته.. الغسالة خطفته من بينا في لحظة"، بينما أضاف آخر: "لازم يكون في رقابة أكتر على توصيلات الكهرباء، الحوادث دي بقت بتحصل كتير وبتخطف شباب صغير".

*صعق كهربائي.. خطر يهدد الأرواح*

الحادث أعاد للأذهان خطورة التعامل مع الكهرباء بدون وسائل أمان، خاصة في أماكن العمل مثل المغاسل والورش والمصانع الصغيرة. ففي مثل هذه الأماكن، يتم الاعتماد على وصلات وأسلاك كهربائية مكشوفة أو غير مؤمنة، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث مشابهة.

ويؤكد خبراء الكهرباء أن أي تماس كهربائي بسيط قد يتحول إلى كارثة إذا لم تتوفر أنظمة حماية مثل القواطع الكهربائية، أو إذا لم يتم عزل الأجهزة جيدًا.

*النيابة تباشر التحقيق*

النيابة العامة طلبت تقريرًا من مفتش الصحة لتحديد سبب الوفاة بشكل رسمي، كما أمرت بانتداب خبراء الكهرباء لفحص الوصلات المستخدمة داخل المغسلة، لمعرفة ما إذا كان هناك إهمال أو تقصير أدى إلى مصرع العامل.

كما استمعت النيابة لأقوال مالك المغسلة والعاملين بها، للوقوف على ملابسات الحادث، وما إذا كان الطفل المجني عليه يعمل بشكل رسمي أو بدون عقد قانوني، خاصة أن سنه لا يزال صغيرًا.

*مأساة تتكرر*

ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مصر حوادث مشابهة، فقد تكررت خلال السنوات الماضية وقائع مصرع أشخاص بسبب الصعق الكهربائي سواء داخل المنازل أو أماكن العمل. ورغم التحذيرات المستمرة من الجهات المختصة بضرورة الالتزام بمعايير السلامة، إلا أن الواقع يكشف عن استمرار الإهمال في كثير من الأماكن.

*رسائل تحذير للأهالي وأصحاب الورش*

هذا الحادث المؤلم في بولاق الدكرور يوجه رسائل مهمة:

1. ضرورة تأمين التوصيلات الكهربائية داخل المحلات والمغاسل.

2. توفير أدوات حماية مثل القفازات والعوازل الكهربائية.

3. الابتعاد عن تشغيل الأطفال في أعمال خطرة، خاصة المتعلقة بالكهرباء.

4. تدخل الجهات الرقابية بشكل أكثر صرامة لمراجعة اشتراطات السلامة المهنية.

رحيل هذا الشاب الصغير في بداية حياته يفتح من جديد ملف حوادث العمل في مصر، ويضع علامات استفهام حول غياب إجراءات الأمان في بعض الأماكن. فبينما كان يسعى العامل الصغير لمساعدة أسرته وتحصيل لقمة العيش، خطفه الموت في لحظة قاسية لا تُنسى.

رحم الله الضحية وأسكنه فسيح جناته، ولتكن هذه المأساة جرس إنذار للجميع بضرورة الحذر من مخاطر الكهرباء والعمل على تلافيها قبل أن نحصد المزيد من الأرواح البريئة.