محمد سامي يتراجع عن الاعتزال ويعود بعمل درامي غير مسبوق: ”الأهم في مسيرتي”

في مفاجأة فنية لم يتوقعها الكثيرون، أعلن المخرج محمد سامي عودته رسميًا إلى عالم الدراما المصرية بعد مرور ستة أشهر فقط على قراره المفاجئ باعتزال الإخراج التليفزيوني. وكان سامي قد كتب في مارس الماضي منشورًا بعنوان "وداعًا الدراما التليفزيونية" أكد فيه أن مسلسلي "سيد الناس" بطولة عمرو سعد، و*"إش إش"* بطولة مي عمر، سيكونان آخر أعماله، مما أثار ضجة واسعة بين جمهوره وصناع الفن.

لكن على ما يبدو، لم يستطع سامي الابتعاد عن الكاميرا طويلًا، إذ خرج قبل ساعات بمنشور جديد عبر حسابه على "فيسبوك" ليعلن عودته بمشروع درامي وصفه بأنه "الأكثر إثارة في مشواره"، معتبرًا أن العمل القادم سيكون علامة فارقة ليس فقط في مسيرته بل في تاريخ الدراما العربية والعالمية.

لماذا تراجع محمد سامي عن قرار الاعتزال؟

سامي أوضح أن قراره الجديد جاء بعد تفكير طويل ورغبة في تقديم تجربة استثنائية تعيد تشكيل ذائقة المشاهد العربي. وقال:

"العمل الجديد مختلف كليًا عما قدمته من قبل، وسيكون الأهم في حياتي الفنية. أطمح أن يحترمه كل بيت عربي، وأثق أنه سيحقق مشاهدات قياسية ويثير جدلًا كبيرًا".

وأشار إلى أنه يسعى لتحقيق معادلة صعبة بين الطابع الجماهيري الذي يجذب ملايين المشاهدين، وبين القيمة الفنية الرفيعة التي يفتقدها بعض الأعمال الحديثة. وأضاف أنه التزم بنصيحة الناقد الكبير طارق الشناوي الذي حذره سابقًا من الوقوع في فخ التكرار، مطالبًا إياه بالتجديد والتغيير قبل أن يشعر الجمهور بالملل.

محمد سامي.. بين الاعتزال والعودة

قرار سامي بالاعتزال كان حينها حديث السوشيال ميديا، خاصة أن المخرج اعتاد إثارة الجدل بأعماله ونجح في ترك بصمة قوية في السنوات الأخيرة بمسلسلات مثل "البرنس" و"نسل الأغراب". وبين مؤيد ومعارض، اعتبر البعض أن الانسحاب في قمة النجاح قرار جريء، بينما رأى آخرون أن سامي لا يستطيع الابتعاد عن مسلسلات رمضان التي ساهمت في صناعة شهرته.

اليوم، بعد التراجع عن الاعتزال، يبدو أن سامي استعاد شغفه ورغبته في التحدي، خاصة وأنه وصف المشروع الجديد بأنه "سيغيّر شكل الدراما المصرية".

سر التوقيت.. ولماذا الآن؟

يطرح الكثيرون سؤالًا مهمًا: لماذا عاد سامي بهذه السرعة بعد مرور نصف عام فقط على قراره السابق؟
الإجابة الأقرب تكمن في شغف المخرج بالعمل الفني وصعوبة الابتعاد عن الساحة. فمحمد سامي يُعرف عنه حبه للإثارة وكسر التوقعات، وهو ما ظهر جليًا في اختياراته لأبطاله وأسلوبه المختلف في الإخراج.

كما أن المنافسة القوية في موسم رمضان المقبل ربما كانت دافعًا إضافيًا، خاصة مع إعلان عدد من كبار المخرجين عن مشاريعهم الجديدة، ما جعل الساحة أكثر سخونة وإغراءً لعودته.

ماذا ينتظر الجمهور؟

رغم أن سامي لم يكشف تفاصيل دقيقة عن طبيعة المشروع القادم، إلا أن تصريحاته حول كونه "غير مسبوق" و"الأكثر مشاهدة" ترفع سقف التوقعات. الجمهور يتساءل:

هل سيكون مسلسلًا تاريخيًا ضخم الإنتاج؟

أم عملاً اجتماعياً يناقش قضايا جريئة؟

أم مشروعًا يجمع بين الإثنين بأسلوبه المعتاد الذي يمزج بين الدراما والإثارة؟

محمد سامي والجدل الدائم

لا يمكن الحديث عن محمد سامي دون الإشارة إلى الجدل الذي يحيط دائمًا بأعماله، سواء بسبب اختيار الممثلين أو طبيعة السيناريو أو حتى تواجده الدائم مع زوجته الفنانة مي عمر في أغلب أعماله. البعض يرى ذلك نقطة ضعف، بينما يعتبره آخرون ميزة تضيف روحًا خاصة لأعماله.

ومع إعلانه عن مشروعه الجديد، يظل السؤال: هل سيستمر سامي في التعاون مع نفس فريقه المعتاد مثل عمرو سعد ومي عمر، أم سيُحدث مفاجأة ويغير التوليفة الفنية بالكامل؟

عودة المخرج محمد سامي بعد ستة أشهر فقط من الاعتزال تؤكد أن الفن بالنسبة له ليس مجرد مهنة، بل شغف لا ينطفئ. وبانتظار تفاصيل العمل الجديد، يترقب الملايين من عشاق الدراما المصرية والعربية ما سيقدمه الرجل الذي عُرف عنه الجرأة والتجديد، والذي وعد جمهوره هذه المرة بعمل "يحترمه كل بيت عربي".